الجهاد والإرهاب وعقوق السلطة ( 2-3 )

 

 الجهاد والإرهاب وعقوق السلطة ( 2-3 )

وبناءًّ على ما تقدم أود أن أوجه بعض الأسئلة وأن أطرح بعض الأفكار للدراسة والبحث إلى العلماء والفقهاء الربانيين وطلبة العلم المخلصين لله الذين فروا بدينهم من هذا العبث والتهريج , والذين لم يراعوا الظروف الخاصة للشيطنة الحاكمة والمتلاعبة بمصير الناس . هل يصح أن يحكم المسلمين ويدار شأنهم العام وحركتهم في الحياة بأنظمة وبمناهج تعطل رسالة الدين في الإصلاح وتفسد العقول وتذهبها ؟ . ولم لا توضع على طاولة البحث العلمي مسألة حفظ الضرورات الخمس , وهي حفظ الدين والعقل والعرض والنفس والمال وما تفرع منها ومسؤولية السلطة الحاكمة عن ذلك , وبحضور وبمشاركة بعض المفكرين الغربيين من الباحثين عن الحقيقة والذين فقدوا الأمن أو الذين استشعروا بأن هناك شيء ما حدث للعقل البشري ؟ , حتى يعرف المسلمين وغيرهم ماذا يعني ذلك وماذا يعني الأمن الفكري , فالمسألة مبهمة لأغلب المسلمين وعلى رأسهم علماء السلطة وأهل الزيغ والهوى . أم ذلك يحرج السلطات الحاكمة ويضيق على الشيطنة التي استوطنت بلاد المسلمين وصدرت بلاها للآخرين باسم الجهاد ؟ . وهل الدين يقدم الموازين الفكرية الصحيحة والسليمة للعقل , أم هو - وكما تريد السلطات السياسية - مسألة بين العبد وربه ولا دين في السياسة ولا سياسة بالدين , ألا يوجد أدلة بينة وواضحة وصريحة تدل على فساد وذهاب العقول وعلى رأسها عقول المتحكمين بمصائر المسلمين ؟ . وهل يعقل أن تنقاد أمة تحمل منهج يحفظ العقل من قبل أمم أذهب الله عقولهم وأعمى بصائرهم ؟ ! . وما هو الموضوع , ولم الحرج من إثارة المسألة والتفكير بها بصوت عال ؟ , ولم لا توضح المسألة لبعض المفكرين والباحثين الغربيين الذين استشعروا قبل علماء السلطة وحكام المسلمين بأن هناك شيء ما حدث للعقل البشري ؟ ! أليسوا هم معنيين بالرسالة الربانية , فلا حياء في الدين , فلا بد من بحث مسألة العقل حتى يتم ستر سوءة العقول التي انكشفت لبعض العلماء والمفكرين وطلبة العلم ؟ ! . فمن أجل تبليغ الرسالة للآخرين لا مفر من تجاوز الظالمين وعمالهم إذا كان تكفير وتغطية وستر الحقائق وتغييب الشفافية أصل في سياستهم , فمن باب الأمانة العلمية والمسؤولية أمام الله قبل خلقه والتزاما بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتبليغ يجب أن تكشف لهم الحقائق التي عادة ما يخفيها الكفار في كل زمان ومكان , والمسألة ليست جديدة على المسلمين أتباع الأنبياء والمرسلين وفي كل عصر من العصور ولكنها أتت بصورة أخرى لا يدركها معظم المسلمين , وعلى ذلك كان يجاهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – , تبليغ الرسالة للآخرين ... تبليغ الحقيقة , قال تعالى بنص بين محكم يلزم كل مؤمن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم – قال تعالى \" فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) الفرقان ، والضمير \" به\" يعود على القرآن الكريم كما قال المفسرين , فلا تطع الكافرين\" في هواهم \"وجاهدهم به\" أي بالقرآن ( تفسير الجلالين ) وسورة الفرقان سورة مكية أنزلت قبل فرض القتال , وهذا يعني ( وبكل وضوح ) على العالم العارف بالله المخلص لدينه ولربه مجاهدة أهل الأهواء الذين يوظفون بعض المحسوبين على أهل العلم من أجل تكفير وتغطية وستر وكتمان ما ينفع المسلمين والآخرين , والله سبحانه وتعالى وصفه ( بالجهاد الكبير ) ولأسباب لا تخفى على أهل العلم , وسنأتي عليها لا حقا , و ( الْكَافِرِينَ ) هم الذين يكفرون ويسترون ويغطون الحقيقة أو الحقائق ونظم وقوانين الخلق في كل زمان ومكان .\" الكافرون قسمين , قسم كفر بالله أولا ثم أستمع إلى الوحي وأستمع للهادي الجديد واستجاب فطريا له , وصنف آخر كابر وعاند , غير المعاند ليس له حظ في الكفر , ولكن الذي له حظ في الكفر المستفيد من الكفر والذي يأتي الإيمان ليعطل عنه هذه الفائدة , فالذي يقف أمام الإيمان ويحاربه هم المستفيدون من الكفر , والذي يلج بالفكر إنما هو المنتفع بالكفر , ولو لم يوجد منتفع بالكفر لما تأصل الكفر في الناس \" .الشيخ الشعراوي . فأصحاب بعض العقول من المفكرين الغربيين يعلمون بأن هناك من هو محسوب على الإسلام والمسلمين يقوم وبحرفية عالية بتغطية الحقيقة أو الحقائق وكفرها وسترها , وهذا الأمر لا يخفى عليهم , بل إن بعض المشايخ والعلماء المعروفين ومن أعلى المنابر يدعون على الكفار وهم يعملون بعمل الكفار دون حياء وخجل من الله ومن خلقه , أي هم في الواقع يدعون على أنفسهم , وهذا من أهم أسباب عدم استجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء , فوجود مثل أولئك العلماء على راس المسلمين هو بلا شك يحبس النصرة الربانية التي لم ولن تنزل على مثل هذه الرؤوس وهذه النواصي الخاطئة الكاذبة , فهناك عدم انسجام وتوافق بين الفكر والعمل والحركة والدعاء , فالرأس وما يحتويه من دماغ ينزل به صاحبه للسجود بين يدي الله وبعد الانتهاء من الصلاة يذهب صاحب الدماغ لكي يوظف دماغه وآليته في ابتكار الحيل الفكرية لخدمة دولة الباطل ! , فعلا إنه تناقض عجيب لا يشعر به من تجرد من الشعور ! , فالله سبحانه وتعالى ينصر من على من ؟ ! , ولماذا ينصر من فشل في الصراع ولم ينتصر لنفسه وينقلب على هواه وشيطانه وهو لا يفكر بذلك ويحسب إنه على شيء ! . ومن يطلب النصرة من الله جل قدره عليه أن يتقدم بخطوة ثابتة واثقة نحو باب النصر ليطرقه بعمله الصالح الصحيح وبقوة وبثقة وبيقين لا يخالطه أي شك \" خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ \" ومن ثم سيرى النتائج . \" وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج . وأما من أخذ ما أوتي من خير كبير بضعف وبتردد مراعاة للظروف الخاصة للشيطنة وهو يقوم بكفر وستر وتغطية وكتمان بعض ما فيه لن يستطيع طرق باب النصر بثقة وبقوة مناسبة , فأحواله لن تسمح بذلك , فسيكون طرقه أشبه بطرق باب الحديد العريض العالي السميك بمهفة ريش الطيور التي لا تسمع ولا تحرك الطرف الآخر , فمراعاة قوانين حركة الأشياء مسألة مهمة يجب أن لا يتجاهلها المؤمن المجاهد , فالقوي العزيز جل قدره لن يفتح باب النصر إلا للقوي العزيز الذي جعل من أسماء وصفات الله مثله الأعلى , وأما الضعيف الذليل ليس له إلا أن يضغط على زر جرس باب الحاكم أو العبور عبر البوابة الإلكترونية من غير طرق ولا ضرب لينصره ببعض الدراهم والمناصب والحاجات والأشياء مثل أرض أو منزل أو مزرعة أو تذاكر طيران ... الخ , فكل باب يحكمه قانون للحركة وبحسب نوع وطبيعة الباب وبحسب النية والمراد . وبعض المفكرين الغربيين يعلمون بأن بعض المشايخ والعلماء المعروفين يمارسون ممارسات الكفار ولكنهم لم يجدوا من العلماء المسلمين من يقول لهم ذلك بصريح العبارة ويوضح لهم المسألة وبصورة علمية تُحترم بها العقول التي لم يعتاد أصحابها على الطاعة العمياء لولي الأمر وتعطيل الفكر والعقل عن الحركة والكذب والدجل وكتمان الحق , فعالم السلطة له مهمة أخرى تختلف اختلافا جذريا عن مهمة العلماء الربانيين , \" قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا (84) \" الإسراء . ومفهوم الكفر أو التكفير مفهوم عالمي يتماشى مع عالمية الإسلام وهو مفهوم تخاطب به العقول التي تعشق المعرفة وتتطلع لمعرفة الحقيقة وتحب الوضوح والشفافية , فهناك من يحب معرفة الأشياء التي يتم كفرها وتغطيتها وسترها وكتمها بعيدا عن جهل عالم السلطة الذي عادة ما يذكر بأن الكفر هو جحد الحق ( . ونقطة ) , فيجب أن يوضح ويبين ماذا وراء الـــ( . نقطة ) . وما هو الحق الذي يجحده الكافر ؟ , هل هو يتعلق بعدم الإيمان بالله وبالغيب فقط ؟ , أم هو يتعلق أيضا بجحد حقوق الناس وبخس أشيائهم وحاجاتهم وضرورات حياتهم الإنسانية وبشؤون الحياة والسياسة والحكم وإدارة المجتمع ؟ , أليس عدم جحد حق الناس يجلب رضا رب الناس ؟ , أليس نيل رضا الله هو جوهر الغايات بالنسبة للمؤمن ؟ , أي لا يطلب ولا يتمنى بعد ذلك شيئاًّ , \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ \" . وهذه الأسئلة ستثار في ذهن من يتأمل في آيات الأنفس , ولأن الله جل قدره غني ونحن الفقراء ونحن من يحتاج الوسائل والسبل التي ننال بها رضا الله , ونحن من نحتاج للمعرفة ولكل ما يصلح من حالنا وأحوالنا الفكرية والروحية والنفسية والمادية والصحية والاجتماعية ...الخ ويحفظ سلامة حياتنا واستقامتها , أي أنت تَكفُر بالله ولا تؤمن بوجوده أو لك اعتقاد آخر يخالف معتقد المسلمين فأنت حر في ما تعتقده وحسابك على الله ومآلك إليه وما علينا إلا البلاغ , \" ... فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ \", ولكن يجب أن نتفق على حاجتنا كبشر للوضوح والشفافية وعدم جحد حقوق الناس وبخس أشيائهم وحاجاتهم وضرورات حياتهم الإنسانية حتى تصلح وتستقيم أحوالنا , والله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته ولإعمار الأرض وإليه مآلنا , وحتى تكون عملية الإعمار والبناء والعمل والحركة على الوجه الأمثل المطلوب يستلزم ذلك إشاعة روح العدل والحرية والمساواة والنظام وثقافة الصدق والوضوح والشفافية ومحاربة كتمان الحق وعمليات الكفر والتغطية والستر التي لها نتائج سلبية على الوعي واليقظة وعلى الحياة بشكل عام , وهذا ما تدعو إليه عقيدتنا الإسلامية , وأما إشاعة روح الظلم والفوضى والاستهتار والخداع والدجل والكذب والاستخفاف بالله جل قدره وبمنهجه القويم باسم الدين وبحجة طاعة ولاة الأمر وتقنين النفاق وعمليات التغطية والستر للحقائق وللقوانين وتغييبها عن العقل باسم الشريعة لن تؤدي إلى الهدف المطلوب , ومن يعرف دينه ويعرف خالقه يعرف بأن قدره جل قدره أكبر وأجل مما يصوره عالم السلطة , وهو جل شأنه لا يرضى لعباده العيش تحت هذا الظلم والجور والكذب والدجل وفي هذا الأجواء والأحوال التي أوجدتها دولة الباطل , إذن المسألة لا تتعلق بالغيب فقط , جحد الحق ( . ونقطة ) , وما ذكرته هو ما وراء النقطة , وهو قيض من فيض , وكل ما وراء النقطة لا يختلف عليه الأسوياء ولكنها مشكلة ومعضلة اللصوص والأشقياء , ومثل هؤلاء سيبحثون عمن يغيب لهم تلك الحقيقة ويشغل العقول بالغيب ويجعلها ترتكس في مستنقعات القرون الماضية ليصرف وعيهم وانتباههم عن أحوالهم وحياتهم ومعاشهم ومصيرهم الموعود ويشيع بينهم بان المطلوب من المؤمن هو إعمار الدار الآخرة بالعمل الصالح من خلال إقامة الشعائر التعبدية والتمسك بالأخلاق وأما الدنيا فهي لأهل الدنيا وهي دار شقاء والعدل عدل الآخرة , وكثيرا ما كنت أسمع بأن الكفار لهم الدنيا ونحن المسلمين لنا الآخرة , إنه لأمر مضحك يصدر من أناس فقدوا الشعور والإحساس ! , ولم لا تكون لنا الدنيا لكي نعبر بها للمقام الطيب في الآخرة ؟ ! , وما هي المشكلة ؟ , وما هو المانع ؟ , أهواء شاذة يحرسها علماء السلطة وباسم الدين والشريعة ! , عجيبة , بل أم البدع والعجائب ! .\" قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) الأعراف . وحسبنا الله ونعم الوكيل . وسبحان الله , إن كلمة الكفر في بعض اللغات تعني أيضا الستر والتغطية , و ليس صدفة اشتقاق الكلمة في بعض اللغات العالمية المنتشرة مثل اللغة الإنجليزية والفرنسية من اللغة العربية , ويبدو بأن القدر يحاصر الكفار حصار فكري من كل جانب حتى لا يفلت أحد ما بفعلته وحتى تتضح حقيقته , وهذا يسهل الأمر على العامل بتبليغ الرسالة وتوضيح آلية عمل الكافر في تغطية الحقيقة. *غطاء : باللغة الإنجليزية ( Cover ) بالغة الفرنسية ( Couvrir ) , * يغطي الحقيقة : باللغة الإنجليزية ( Cover the truth ) باللغة الفرنسية (Couvrir la vérité ) * يغطي الحقائق : باللغة الإنجليزية ( Cover the facts ) باللغة الفرنسية (Couvre les faits ) . وبالمناسبة نقول لعلماء السلطة , إذا لم يكن النص الرباني وبصائر الوحي واضحة وبينة بالنسبة لكم بسبب الأهواء الفاسدة التي خالطت قلوبكم , وإذا كان اللسان العربي أصبح بالنسبة لكم أعجمي لا يفهم وهو ممتنع فهذا أمر طبيعي وهو ليس جديد , حيث قال تعالى , \" قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ\" . ( آمَنُوا ) , أي عملوا بما أمنوا به وفعلوا ونشطوا مدركاتهم الحسية وارتقوا بها بالعمل الصالح الصحيح , ( وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) , هم الذين لم يفعلوا إيمانهم القلبي بالعمل الصالح الصحيح وعلى هذا الأساس بقيت مدركاتهم الحسية على حالها ولم تفعل ولم ترقى , فالوقر والعمى يصيب كل من لم يعمل عمل صالح صحيح حتى يصلح ما أفسدته الأهواء والعصبية والعلمانية . فأرجو تبليغ رؤسائكم الذين لم يعملوا بما أمنوا به ولم يفعلوا إيمانهم القلبي بالعمل الصالح الصحيح ولم يرتقوا بمدركاتهم والذين أتحد كيانهم مع إبليس والمثقفين ثقافة غربية العبارات أدناه التي تجمع اللغة العربية واللغة الإنجليزية . وقد يصل صوت النداء من مكان بعيد , أي يلف من الغرب ويرجع للشرق إلى منبع الرسالة وما حولها من بلاد المسلمين , وهي محاولة وأرجو أن لا يفشلوا باستيعاب المسألة كما فشل من سبقهم في سنة الابتلاء واستيعاب أفكار الرسالة . أللهم آمين . Cover the truth Don\'t إبليس / Covers the facts Don\'t إبليس وبطبيعة الحال إبليس لن يستجيب , لأنه أقسم بعزة الله سبحانه وتعالى \" فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ \" وهو بار وملتزم بقسمه تمام الالتزام , ولكن لعل وعسى تصل إلى أسماع الذين في آذانهم وقر والذين أصيبوا بالعمى وأرجو أن يلتزموا بمقتضيات الإيمان والتسليم لله جل شانه فعليهم أن يتساووا مع إبليس بجدية الالتزام بالعهد ولكن بمقتضيات الشهادة وكلمة التوحيد حتى لا يغلبون في دار الصراع , فمن لم يلتزم بالعهد - حتما - سيكون من الخاسرين , فهي إما خسارة وندامة وإما فوز وفلاح . ونسأل الله لهم الهدى والتوفيق . Please ( رجاء ( حار ) لا تغطوا الحقيقة ) Please ( رجاء ( حار ) لا تغطوا الحقائق ) . أي , إذا كان بيان العلي القدير لكم باللغة العربية لم يصل لأسماعكم أو لم يفهم من قبلكم لظروف ما , فليس لنا إلا أن نخاطبكم باللغة التي يفهمها العربي وغير العربي والمؤمن والكافر المثقف بثقافة إنجليزية , فمن الممكن أن تكون ثقافة علماء السلطة وحكامهم ثقافة إنجليزية علمانية عوراء وهذا ما ظهر لنا , وما سيفهمه الإنجليزي والأمريكي لا بد إنكم ستفهمونه خوفا أو طمعا ! . وسأترك التحليل لخيالكم الخصب , خوفا من ماذا ؟ وطمعا في ماذا ؟ . والكافر الذي تولى منصب الحكم - حتما - سيكون مصيره دخول جهنم ليأنس وحشة إبليس رفيق عمره ودربه ومؤنس غربته عن الإسلام , فالكيانات المتحدة في الحياة الدنيا ستنتقل بنفس الإتحاد في الحياة الآخرة , إلا إذا حدثت ثورة من قبل الإنسان وفصل الإتحاد قبل الممات , الكيانات المتحدة , أي كيان الإنسان الذي أتحد مع كيان الشيطان وأصبحا كيان واحد بعد ما ألتقم القلب وأصبح بؤرة للأمراض والأهواء الفاسدة , والحاكم الكافر سيكون حجة لمن كفرت وغطت وسترت عنهم الحقيقة , فبلاءه ومصيبته أكبر من مصيبة الكافر الذي مارس الكفر على نفسه ولم يمارسه على الآخرين وهي مسألة بينه وبين ربه وخالقه , أي لم يحرم الآخرين من معرفة حقيقة بيان رب العالمين ولم يمارس عليهم أي نوع أو أي شكل من أشكال العدوان والظلم , وهذه هي نقطة البحث , تأثر الآخرين بكفر الكافر , أي الذي يستر ويغطي ما يجب إظهاره وكشفه , وعلى ذلك يدور الصراع بين نخبة وصفوة المؤمنين ونخبة وصفوة الكافرين والمشركين والمنافقين . لأن الحاكم والعالم الذي يغطي الحقيقة أو الحقائق وعلى رأسها بصائر الوحي التي تنير الأفئدة والعقول وترتقي بإدراكات العقل وتنفع الناس ولم يعمل بها ولم يفعلها ولم ينشطها حتى تظهر نتائجها الإيجابية ولم يبلغها للناس هو ( كافر كفر بواح لدينا فيه من الله برهان ) ولا ينكره إلا كافر مثله أو مشرك أو منافق أو جاهل بمسألة الكفر متطفل على علوم الدين , والكفر والتغطية والستر تكون لشيء موجود تدركه الحواس ومن أراد أن ( يستهبل ) يستهبل على نفسه وعلى أهل النفاق , فحواسنا واحدة وبها ندرك الأشياء , فما تجاهلتموه وصددتم عنه لإرضاء الحاكم الظالم لم نتجاهله ولم نصد عنه طلبا لرضا الله وهو شكر لله عملي على نعمة الحواس والعقل , وعكس ذلك هو كفر بالنعمة , وهنا يكمن الفرق بين حواس ومدركات المؤمن الشاكر لله الصادق الأمين في قراءته وبين حواس ومدركات من يخادع نفسه والآخرين ويكفر بأنعم الله , الحواس والعقل وبصائر الوحي , وبصائر الوحي تتفاعل مع الشاكر الصادق الأمين في تعاملاته وفي قراءته للأشياء , فنحن يا مستهبلين لا ننتظر أن يقول الحاكم أنا كافر ! كما لا ننتظر إقرار عامل من عماله يقبض أجره على التضليل والسكوت وكتمان الحق , بل نقرأ الواقع بتجرد من الأهواء , فنحن أمة اقرأ , \" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ \" , وهناك فرق بين من يقرأ الأشياء وكتاب الله باسم الحاكم وبهواه المريض وبين من يقرأ باسم الله ليتدبر بنية صادق صافية ولا يبغي غير وجه الله ورضاه في ذلك , ونحن ننظر إلى لسان حال الواقع لنقرأ , فهو الناطق الرسمي الصادق الذي لا يكذب خبر الوحي الصادق فهناك ترابطا وثيقا لا ينفك بكذب كاذب أو بجحد جاحد أو بكفر وستر كافر لأن خالق الأشياء ومنزل الكتاب واحد لا شريك له جل قدره , فمن خلق الأشياء وسخرها لنا أنزل الذكر الحكيم لكي نقرأها بنور منه مبين وهي عمى على الكافرين والجاحدين لأنعم الله \" وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ ۚ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ \" , ولذلك من يكذب ويخادع إنما يخادع نفسه , فيكفي استهبال رحمة بأنفسكم وإكراما لها وتوقيرا لربكم وخالقكم \" مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) \" , وجهنم ترحب بالمستهترين وبالمستهبلين وستقول لهم أهلا وسهلا ومرحبا بكم شرفتم دياركم ومقامكم الدائم , فهل من مزيد ؟ , \" يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ \", وهو في الواقع سيظهر بمظهر المستهبل أمام أهل العلم الذين يقرؤون الأشياء باسم الله وينظرون إلى الأشياء بنور الله وليس بعيون السلطة وأهل الأهواء وبالعيون العوراء , بل حتى الإنسان البسيط يعلم بأن أمامه مجموعة من الحكام والمشايخ والعلماء تمارس الاستهبال ويجيدون الحديث مع أنفسهم فقط , وهو صورة وشكل من صور وأشكال الاستهزاء بالمحكومين والاستخفاف بهم وبعقولهم . ... يتبع 


الكاتب: محمد العلي
التاريخ: 27/11/2010