صداميـــــــــات

 

صداميــــــــــــــــات

بقلم : أبو القاسم المقدسي

لقد كنت أرى لصدام حسين-رحمه الله تعالى- مروءة لن تسلمه إلا إلى خير وإنه لمن النادر أن تتوحد آراء المسلمين على شيء..مما يسوغ الخلاف فيه.. في حين وجدنا أن الأمة تكاد تجمع على بطولة صدام ورجولته في اللحظات الأخيرة..وأن ثباته حتى الموقف الأخير..

والذي يعز عنه الرجال يدل على ما أكده كثير من المراقبين من تحول صدام الجذري ..منذ أكثر من عشر سنوات..وانتهاجه نحو إقامة الإسلام.. كما دلت عليه الوقائع على الأرض قبل غزو الأمريكان الأخير..فمن ذلك عهده لأحد كبار الاقتصاديين الإسلاميين في العراق بوضع خطة لـ\"أسلمة\" البنوك..وإغلاقه دور السينما..وغير ذلك وقد دلت نصوص الشريعة أن العبرة بالخواتيم..فقال صلى الله عليه وسلم \"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة\" وقال عليه الصلاة والسلام\"إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة.\" ونرى أن البطل صدام ..قضى نحبه شهيدا بإذن الله تعالى.. وأن حياته أطول بكثير من شانقيه الأوغاد..لعنهم الله وقتلهم..

وقد أراد الله بحكمته أن يجعل قتلته في قعر زبالة التاريخ وأن يفضح الرافضة والصفويين..فغدونا نسمع كثيرا ممن كان يتعصب لزعيم حزب اللات..يتبرأ منه اليوم..بعدما رأى رأي العين..أن ملة الرفض واحدة..وأن الانضواء تحت العباءة الإيرانية الشيعية النجسة وتصديق أكاذيبهم الإعلامية..يجعل أصحابها ملعونين على ألسنة الشرفاء ويبدو جليا أن الولد الغبي مقتدى الكفر..طلب من سيده الإيراني القذر..أن يمكن عصابته من جيش الدجال من تنفيذ الحكم..ثأرا لأبيه الكافر الذي يعدّ قتله من مآثر صدام حقا..وحقدا لما يعتمل في قلبه الأسود..على كل ما هو سني..ولو لم يكن له من السنية إلا الاسم وقد سمعت شريطا صوتيا للرافضي محمد الصدر (أبي مقتدى)..يستحق بهذا الشريط وحده أن تدق عنقه

 ففي هذا الشريط يقوم المجرم الهالك بمقارنة الحسين-رضي الله عنه- بالأنبياء عليهم صلوات الله وتسليماته فمن ذلك..يأتي عند ذكر سيدنا موسى..ويذكر أنه ألقى الألواح..ثم يعقب بلهجته العفنة مع سوء أدب ظاهر:ترمي كتاب الله على الأرض..ما تصبر؟..اشبييتش..؟..الحسين ما عمل ذلك..ولكن..إلخ ثم يذكر يونس عليه السلام..مستشهدا بقول الله\"وذا النون إذ ذهب مغاضبا..\"ويعلق بأسلوب ساخر وضيع..مستخفا بفعله..ويعيد التذكير أن الحسين لم يكن بهذه المثابة إلى أن يعرج على الخليل إبراهيم عليه السلام..فيذكر أنه قال لقومه \"بل فعله كبيرهم هذا\"..ثم يعقّب متهما إياه بالكذب والخور ..مذكرا من جديدة أن كربلائية الحسين فوق كل ذلك هذا هو ما يسمونه :الشهيد الصدر..عليه لعنة الله

أما صدام..فلم يستطع حتى منصفو الغرب إخفاء إجلالهم لموقفه.. يقول كريستف منغر\"فحكم مثل المؤبد على سبيل المثال كان يمكن أن يضعه في طي النسيان، أما الحكم بإعدامه وتنفيذه بهذه الطريقة الانتقامية جعلت منه رغم أنف الجميع شهيدا وإن مما لاينكره حتى أعداؤه الصرحاء..أنه كان بمقدوره لو أراد أن يستنقذ نفسه من كل ذلك بالتسليم للمطالب الأمريكية..وقد وعدوه بالنجاة..ودعته غير دولة للوذ بها يقول رحمه الله في رسالته المباركة الأخيرة\"وإنّ استقواء التافهين بالأجنبي على أبناء جلدتهم تافه وحقير مثل أهله، وليس يصح في نتيجة ما هو في بلادنا إلاّ الصحيح، \"فأمّا الزبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض\"، صدق الله العظيم\" انتهى

فالذين يتهمونه بالعمالة لأمريكا والصهاينة..إنما تنضح أفواههم بما تلبسوا به هم.. وهذه التهمة بالذات..من جنس اتهام الشريفة بالبغاء..خصوصا في الثلاث سنوات الأخيرة لحكمه أما توقيت القتل..فهو مما يتفنن به المجرمون.. ومن قبل قتلوا المعتصم في عيد الأضحى..بعد غزو التتار بخيانة ابن العلقمي الرافضي..

فتأمل كيف يعيد الله التاريخ..ولعله سبحانه أراد له بهذا أن يكفر ذنبه ويرفع قدره ومما يلفت النظر..أنه ذكر الفلسطينيين حتى في آخر لحظاته.. وغالبا ما تكون تلك اللحظات مما لا يستذكر فيها المرء المحكوم..سوى ما يملأ قلبه من خوف وارتجاف ورعب فأن يقف مثل هذا الموقف..بمثل هذا الإباء والكبرياء..ليذكر بموقف عمر المختار رحمه الله تعالى..

ولم أجد مسلما حتى الساعة..فرح بمقتل الرجل أو تشفى به حتى المشايخ الذين لا يخفون تكفيرهم للحكام سمعنا بعضهم يذكرون يدل على ترحمهم عليه وأسفه على قتله بأيدي ألئك الطغام ويبقى أن الأمل معقود بالله..أن قتله سيكون لعنة على قتلته.. وسيفتح أبوابا جديدة للجهاد..

فلقد كان من وصيته رحمه الله كما قال خليل الدليمي أن يدفن في مدينة الرمادي.. قال لأنها مدينة المجاهدين والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين


الكاتب: أبو القاسم المقدســـــي
التاريخ: 04/01/2007