التعطيل والجبر والإرجاء: بين الجهمية القديمة والحديثة

 

التعطيل والجبر والإرجاء:
بين الجهمية القديمة والحديثة

بقلم الدكتور وسيم فتح الله


قال الله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا مِن البينات والهدى مِن بعد ما بيَّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) ، وإن من كتمان العلم السكوت عند موضع الحاجة، وترك الناس يهيمون على غير هدى يسترسلون في شبهات العقول السقيمة ويتلبسون بتلبيسات إبليس اللعينة. وإن من كتمان العلم اليوم أن يقتصر البيان في مسائل أصول البدع المتعلقة بمسائل الإيمان والكفر والأسماء والأحكام على سياقها التاريخي وتطبيقاتها التاريخية والعزوف عما يتخرج على هذه الأصول البدعية من مسائل الأسماء والأحكام والإيمان والكفر اليوم. وإن من الكتمان اليوم أن يقتصر بعض منسوبي العلم الشرعي على استخراج مصطلحات التبديع والتضليل عندما توافق هوىً ظاهراً لأعداء الإسلام، ومن أبرز الأمثلة على ذلك محاربة مشروع الجهاد باستخراج اسم الخوارج من بطون الكتب وأقبية التاريخ وتنزيلها تنزيلاً غير منضبطٍ بعلم ولا متثبتٍ من أصول من يُرمى بها، وقل مثل ذلك في محاربة مشروع الجهاد من خلال تنزيل أسماء شرعية كاسم البغاة على حملة راية هذا المشروع القائم في وجه وسياق أنظمة حكم غير إسلامية ولا متحاكمة إلى النظام السياسي الشرعي أصلاً، بل قد بلغ السقم في مثل هذه التنزيلات الهزيلة أن أصبح رفع السيف في وجه المحتل النصراني الكافر كفراً أصلياً بغياً ومخالفةً لمنهج أهل السنة والجماعة في قياس بعض هذه العقول المخدرة بفتح الدال وبكسرها وجهان ومعنيان.
إن تدريس أصول الفرق الإسلامية اليوم في سياقٍ تاريخيٍ معزولٍ عن الواقع لا يلبي حاجة طلاب العلم ناهيك عن حاجة الأمة، ولا يبرئ ذمة دعاة الحق في مواجهة طغيان الشر وتلبيس أفراخ إبليس اليوم وأفراج جهمية اليوم؛ فإن آثار هذه الأصول البدعية لم تمت، وإن ألسنة المروجين لها لم تنقطع بمقتل الجهم بن صفوان والجعد بن درهم، وأرجو أن لا يقتصر من لا يعرف هذه الأسماء على قراءة تاريخهم، بل عليه أن ينشغل في التعرف على أفراخهم وعلمائهم والناطقين باسمهم العاملين بسننهم اليوم، لأن الخطر ليس فيمن طوت ذكرَه كتبُ التاريخ، ولكن الخطر كل الخطر فيمن هو بين ظهرانينا يلبِّس على الأمة بأصولهم ويدعم أركان حكم الطاغوت بأحكامهم ويمهد لجيوش الصليب الزاحف على جسد الأمة الإسلامية بذلك. ونحن نقتصر على الأصول الكبرى الثلاثة التي أصَّلها هؤلاء قديماً وتفرع عليها طائفة عظيمة من طوائف البدع وتشربت في أفكارهم وروجت لها أقلامهم وألسنتهم إلى اليوم وهي: التعطيل والجبر والإرجاء.
فأول هذه الأصول وهو التعطيل أخطر أصول الجهمية القديمة والحديثة، ولئن كان أصل مقالة التعطيل نفي أسماء وصفات الله تعالى من حيث الأصول الاعتقادية وكان السياق التاريخي لمقالة التعطيل متعلقاً بمثل نفي صفة الاستواء والعلو وغيرها من أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العلى، فليس الكلام مع معطلة اليوم في مثل هذه الأمثلة التاريخية بقدر ما هو بتعطيل موجبات هذه الأسماء الحسنى والصفات العلى؛ إن التعطيل اليوم هو تعطيل اسم الحكيم وصفة الحكمة لله عز وجل بتعطيل حكمة الشريعة ونبذها وهجرها في حياتنا، وبتعطيل العمل بما أعلمنا الله تعالى به مما فيه الخير والصلاح لنا والسعي إلى مزابل الأمم الفكرية لننهل منها موازين الحكمة وضوابط المصالح والمفاسد، وإن تعطيل اسم العزيز وصفة العزة اليوم هي بتعطيل موالاة الله تعالى وبعدم البراءة من الكفرة الفجرة واللجوء إلى الطواغيت لتكون لنا ركناً شديداً عوضاً عن الله تعالى، وإن تعطيل اسم القاهر وصفة القهر اليوم هي بالتمرد على حكم الله الشرعي وقهر عباده بدساتير وضعية وضيعة من القانون الفرنسي والإنجليزي والأمريكي وغيرها من خباثات العقول، وإن تعطيل اسم الحفيظ وصفة الحفظ اليوم هي بعدم اطمئناننا بالله تعالى بقدر اطمئناننا برضى أمريكا وحلفائها عنا، وقل مثل هذا في كل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى التي عطلناها اليوم وإن زعمنا أننا نؤمن بها، فهو إيمانٌ قريبٌ من دعوى الأعراب: (قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم) ، وإلا فأي إيمان بحكمة الله ونحن نتحرى الحكمة في غير تشريعاته، وأي إيمان بعلم الله ونحن أخوف من قواعد بيانات المخابرات الأمريكية منا من قواعد بيانات الحَفَظة الكتبة، وأي إيمان بقهر الله فوق عباده ونحن لا ننقاد إلا لقهر جيوش الصهيونية الصليبية وعملائها وسجّانيها وجلاديها، وأي إيمان بعزة الله تعالى ونحن نعتز بوطنيات فارغة وقوميات غبية ونَفِرُّ إلى معسكرات روسيا وأمريكا نتلمس عندها معالم العزة فلا نبوء إلا بأغلال الذلة المهينة، وأي إيمان بحاكمية الله تعالى ونحن لا نتحاكم إلا إلى زبالات الأذهان والعقول وننتصر لمادةٍ غبية من مواد دساتير الوثن (الوطن) ما لا ننتصر به لسب الله وسب رسوله صلى الله عليه وسلم!!!
وثاني هذه الأصول وهو الجبر إحدى مقولات القدرية التاريخية التي أرادت أن تُعَبِّد الإنسان للشيطان من خلال تعطيل ما خوّلَه الله تعالى من قدرة وإرادة لا تخرج عن قدرة وإرادة الله تعالى، لتجعل منه ريشةً في مهب رياح الشهوات والشبهات، ولتجعل المعاصي والطاعات منه شيئاً واحداً يتعلق بها رضا الرب لأنه مشيئة الرب، فهم أصحاب دعوى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم) . وإن جبرية اليوم تؤمن بالقدر، ولكن أي قدر؟ إنه القدر الجبري الذي يزج بأمة الإسلام في سجن أنظمة الحكم الكافرة بشرع الله تعالى ويُحرِّم عليها الخروج عنه أو عليه، وهو القدر الجبري الذي يصادر حق وواجب الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويصادر حق الأمة وواجبها في تحكيم شرع الله، ويصادر حق الأمة وواجبها في جهاد أعداء الله، ويصادر منابر المساجد فيمنعها حتى من الدعاء على أعداء الله، كل ذلك لأن الواجب علينا فقط هو الصبر بمعناه الجبري أعني الصبر على المنكر والصبر على الحرام والصبر على ما يسخط الله تعالى شأنه في ذلك شأن من قال تعالى فيهم: (وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيءٌ يراد) ، ومنطلق جبرية اليوم في ذلك مصادرة كل تكاليف الشرع العلمية والعملية تحت عنوان الجبر الجديد؛ "جبر الحكام" الذي يحكي قوله تعالى عن فرعون: (قال آمنتم له قبل أن آذن لكم) ، نعم، إن الأمر الشرعي من الله تعالى بالإيمان قلباً وقولاً وعملاً لا يتحقق كوناً عن جبرية الحكام إلا إذا أذن به فرعون كوناً تعالى الله عن إفكهم علواً كبيراً، ووالله لقد سمعت أحدهم ينكر على من أنكر انتشار الخمور في أحد مجتمعات المسلمين بحجة أن ذلك يقدح في ولي الأمر! ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. إن جبرية اليوم يمنعون الأمة من الجهاد إلا إذا حين يظهر صلاح الدين، ويمنعون الأمة من الحكم بشرع الله إلا حين ينزل عيسى بن مريم عليه السلام، ويمنعون الخروج على الحاكم الكافر إلا حين ينقلب عليه حاكم كافر آخر فلا يكسرون صنماً إلا ليقيموا صنماً آخر مكانه، فالأمة كلها مع جبرية الحكام كالميت بين يدي مُغَسِّلِه وكالريشة في مهب الريح لا إرادة لها ولا تكليف عليها، بل إن عين ما هم فيه من السلبية والانفعال التام لجبر الحكام هو عين طاعة الله تعالى عندهم، وهو عين الإيمان بالقضاء والقدر عندهم، وهو عين الصبر المحمود الواجب عندهم، إن جبرية الحكام اليوم يريدون أن يزجوا بالأمة بأسرها في طريقٍ نهايته الأليمة يمثلها قوله تعالى: (وإذ يتحاجّون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنَّا كنَّا لكم تَبَعاً فهل أنتم مُغنون عنَّا نصيباً من النار. قال الذين استكبروا إنَّا كلٌ فيها إن الله قد حكم بين العباد) .
وثالث هذه الأصول وهو الإرجاء لا يختلف في معناه اليوم عما كان عليه أول ما ابتُدع من حيث تجريد اسم الإيمان عن مسماه الحقيقي، غير أن خطره اليوم ينسحب على كافة الأسماء الشرعية التي تُجرَّد من مسمياتها الحقيقية وضوابطها الشرعية ثم تستعمل لغرض تمكين وترسيخ عقيدة "الإيمان بالحاكم". وإن الإرجاء اليوم هو الأصل الذي ينبني عليه الأصلان المتقدمان أعني التعطيل والجبر؛ فبأصل الإرجاء يجلد العلماء والفقهاء ظهور المسلمين باسم إيمان الحاكم، ويبنون على إيمان الحاكم إجبار الأمة على طاعته العمياء حتى يأتينا اليقين، ويعطلون بذلك كل خطاب شرعي وتكليف إلهي لا يصدر عن ديوان الحاكم ولا يمر على معامل الفتوى الرسمية لتلميعه بما يحتاج إليه من أسماء الشرع المجردة عن مسيماتها وضوابطها.إن مرجئة الحكام اليوم يثبتون اسم الإسلام والإيمان لكل حاكم جاثم على صدر الأمة الإسلامية وإن تلبَّس بمناطات الكفر جمعاء، ويضعون حوله حصناً منيعاً يسمونه "موانع تكفير المعيَّن"، ويضعون من وراء الحصن خندقاً عريضاً يسمونه "المصالح والمفاسد" التي يجعلون أمرها برمته إلى حكمة الحاكم بعد أن عطّلوا حكمة الله، ثم يزرعون وازعاً دينياً في قلب كل فرد من أفراد الأمة يسمونه "وجوب البيعة لولي الأمر" ووجوب طاعته وتحريم الخروج عليه، ويضعون بعد ذلك سيفاً مسلطاً على رقاب الأمة يسمونه "قتال البغاة والخوارج"، ويتذكرون من حدود الله تعالى "حد الحرابة" فتنطلق كلاب الحاكم في جسد الأمة الإسلامية لتنقض على هؤلاء البغاة والخوارج بالقتل والتقطيع والتصليب ليجعلوا منهم عبرةً لمن تسول له نفسه الخروج على منظومة الحكم الإسلامية هذه، وقد يكون الذنب المثبت لحكم الحرابة هو إنكار منكر أو أمر بمعروف، غير أن تسديد الفقهاء مرجئة الحكام في الفتوى والاجتهاد يقتضي إعمال منظومة سد الذريعة، أي ذريعة يمكن أن تقض مضجع الحاكم ولو بعد عشرات السنين؛ فهم يرون فيمن ينكر على الانحطاط الأخلاقي في المجتمع الإسلامي نزعة خروج على الحاكم تقتضي اجتثاث جذور هذا الخارجي قبل أن يستفحل أمره، ويرون فيمن ينكر على اقتصاد الربا في المجتمع الإسلامي نزعة خروج على الحاكم تقتضي اجتثاث جذور هذا الخارجي قبل أن يستفحل أمره، ويرون فيمن ينكر على بناء الكنائس وفتح أراضي المسلمين لكل عابث صهيوني صليبي خروجاً على حكمة ولي الأمر التي دعت هؤلاء الأصدقاء إلى بلاد المسلمين لمصلحة يراها بحكمته الفذة فلا بد من اجتثاث هذا الفكر الخارجي قبل أن يستشري خطره، وهكذا يقضي مرجئة الحكام أوقاتهم في تسخير شرع الله وأسماء الدين لترسيخ حكم الطاغوت ومحاربة شرع رب العالمين، وإن أكبر الخوارج عند هؤلاء من يدعو إلى نبذ حكم الطاغوت وحرق الدساتير الوضعية والأعلام الوطنية من أجل تحكيم شرع الله تعالى ورفع راية التوحيد الجامعة للأمة الإسلامية، ولعمر الحق إن هذا الخروج والبغي يستلزم عندهم تنفيذ كل أنواع حد الحرابة قطعاً وقتلاً وصلباً حسماً لمادة الفساد وزجراً لغير هذا الخارجي عن هذا الخروج والبغي.
هذه إذاً هي أصول الحكم الإسلامي عند الجهمية الحديثة، وأنت ترى أن خطرها لا يقل عن الجهمية القديمة التي أرادت أن تنقض عقيدة الإسلام ابتداءً فلم تفلح بفضل الله تعالى ثم بفضل ثلة العلماء الصادقين الذي وقفوا لهم بالمرصاد، فجاءت الجهمية الحديثة اليوم لتفرض بحكم السيف والقبضة الحديدية ما لم تستطع الجهمية القديمة أن تفرضه بحكم اللسان والفكر المبتدع، ولا يمكن أن تتصدى الأمة الإسلامية اليوم للجهمية الحديثة إلا بمثل ما تصدت به في الأمس للجهمية القديمة وهو ثلة العلماء الربانيين الذين يقفون كالجبال الراسخات ليبينوا بإذن الله ما يكتمه غيرهم، وليفضحوا بإذن الله ما يلبِّس به على الأمة غيرهم، ولينزعوا بإذن الله رداء الشرعية عن أنظمة الحكم الكافرة في حين يلثم أطرافه غيرهم من المتمولين على فتات الموائد السلطانية، إن الأمة اليوم بحاجة إلى منهج الإمام أحمد رحمه الله: قال إسحاق بن حنبل عمُّ أحمد بن حنبل: "يا أبا عبد الله قد أعذرت فيما بينك وبين الله تعالى، وقد أجاب أصحابُك واليوم بقيت في الحبس والشر، فقال لي:"يا عمّ! إذا أجاب العالم تقيةً، والجاهل بجهل، فمتى يتبين الحق؟!"، فأمسكت عنه" ، فبمثل هذا المنهج الرباني الصادع بالحق نفضح التعطيل والجبر والإرجاء ونجتث جذوره. وإن الأمة اليوم بحاجة إلى جواب الإمام مالك وشيخه حين سئل عن استواء الله على العرش فقال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، ولكن لندرسه منهجاً لا مثالاً تاريخياً ولا قصة تروى للتفكه، لندرسه منهجاً نقرر من خلاله أن شرع الله تعالى معلوم، والبديل المباح عنه معدوم، والإيمان والحكم به واجب، والانحراف عنه كفر وبدعة!!! وعندما يتصدى للأمة اليوم ورثة منهج الإمام مالك والإمام أحمد رحمهما الله عندها يستطيع صاحب القوة والمال والسيف أن يضع ذلك في الموضع الموافق لشرع الله القاطع لرقاب الكفار الناصر لدين الواحد القهار الممَكِّن لحكم الله تعالى في الأرض المحقِّق لثمرة التمكين الشرعي التي أمر بها الله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) .
فلنحارب التعطيل إذاً بقوله تعالى: (أفحكمَ الجاهلية يبغون ومَن أحسن من الله حُكماً لقومٍ يوقنون) ، ولنحارب الجبر إذاً بقوله تعالى: (يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) ، ولنحارب الإرجاء إذاً بقوله تعالى: (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم) ، ولنعلم أن العاقبة لله وحده، ولنؤمن أن هذا الإمهال الرباني لمََرَدة الكفر إنما هو أثرٌ من آثار حكمة الله لا ثمرة من ثمار حكمة الحكام، ولنؤمن أن ما يحيكه المتقاسمون سراً علىالكفر هو بعلم الله تعالى لا بعلم هذه الفئران المحبة للظلام، ولنؤمن أن العزة لله جيمعاً لا للساجدين عند عروش أمريكا وحليفاتها، واعلم أخيراً أخي في الله أنك إذا حذفت من مقالي هذا كل ما هو من قول العبد الفقير إلى ربه وجمعت ما فيه من آيات قرآنية لوجدت فيها القوارع التي تفضح مَن نحذر منهم، فلا يشغلوك بالتثريب على كلامي وانتبه إلى أن هلعهم في الحقيقة إنما هو أثرٌ من آثار صواعق القرآن المُحرِقة، فاعرف حينذاك العدو وخذه واحصره واقعد له كلَّ مَرصد فلقد انسلخت والله الأشهر الحُرُم، واعلم أن الله تعالى ناصر جنده بعلمه وحكمته وقوته وعزته، والحمد لله رب العالمين.

د.وسيم فتح الله


الكاتب: بقلم الدكتور وسيم فتح الله
التاريخ: 12/12/2009