الداعية الشيخ نايف الدويش رحمه الله
في رثاء الشيخ المربّي الفاضل نايف نغيمش الدويش المطيري رحمه الله
وقـد أحيا الله تعالى به نواحي أطـراف الصّمان بالدعوة ، وأسس حلقات لتحفيظ القرآن
وتربـّى على يديه كثيرٌ من الدعاة والمصلحين ، رجالا ونساء ، إلى جانب الجود والإحسان على الفقراء ، والمساكين ، واليتامى ، والأرامل ، إلى أن ابتُلي ـ وإذا أحبَّ الله عبدا أبتلاه ـ بمرض في الأعصاب ، أصابه بالشلل ، ثم انتهى به المرض ، بإنتقاله إلى بارئه ، ليلة السبت التاسع من رمضان من هذا العام ، فكثـُر الباكون عليه ، وشاع الحزن ،
وصلى عليـه المسلمـون في جنازة مهيبة
وكان إلى قُبيل موته ، وعلى فراش الموت ، يسأل عن أحوال المسلمين ، ويهتم لشؤونهم في أقاصي الأرض في فلسطين والعراق وأفغانستان
وكان رحمه الله ، يتمثل كثيرا بهذا البيت :
عليك سلام الله وقفا فإنني ** رأيت الكريم الشهم ليس له عمـر
وهذه هي الأبيات التي قالها الشيخ حامد العلي في رثاء الشيخ الحبيب رحمه الله تعالى
لقد مزَّقَتْني في الفــؤادِ تباعـاَ ** مصائبُ جاءت بالبكاءِ سِراعــا
ذرفْتُ على (الصُّمّان) دمْعاً مُودِّعا ** (لنايفَ) أسْمى من عرفْتُ طبـاعا
وكنتُ أظنُّ الحزن يمضي بدمعِـهِ ** فلم يُجْدِ نفعــاً ما بكيتُ وضاعا
سأُجري عليه الدمعَ ، كلُّ معاتـِبٍ ** سيسْمع نوْحي ، ما يطيقُ سَماعا
سلامٌ على (الصُّمان) مادام قبرُها ** بفخـْرٍ يـواري في ثَـراهُ شُجاعا
لهُ اللهُ منْ شهْـم تعاظمَ مجـدُه ** بذكرٍ علا فـوْق النجـوم شُعاعا
يربّي على الدِّينِ المظفَّر قـومَه ** وينهـضُ خصْما دونـَه ودفاعــا
هو الشهم أمّا الجود منه فقد بدا ** يقــولُ لفقـرِ السائليـنَ وداعا
وأمّا المكارمُ إنْ أردتَ سماعَهــا ** فجاءتْ على نهجِ (الدّويش) سِباعا
بعثتُ إلـى (المطرانَ) عتبَ مُعاتِبٍ ** وقد ضقتُ بالصمت الطويل ذراعا
تركتمْ فتى الإسلام ترثون غيـرَه؟! ** وعـزَّ علينـا أن يكون مُضاعـا
وأزْكى الورى نفسا وأفضلهم فتى ** على نهج (نايفَ) للفلاحِ تداعـى
***
الصمان : منطقة في شرق الجزيرة العربية
الدويش : من مطيـر
المطران : قبيلة عربية