بشَّ قلْبي إلى الهلالِ فغنّــا ** وكَستْهُ نسائمُ الشهْـر يُمنا
موسمٌ خصَّـه الإلهُ بفضلٍ ** فهو أعْلى من الشُّهور وأسْنى
يملأُ الأرضَ والفضــاءَ بهاءً ** وتسابيـحَ لاتـَزالُ تُثَنـَّى
كمْ حَوى في نهارِه برَكـَاتٍ ** بصيامٍ بـه القلوبُ تُهَنـَّى
وليالٍ بها الفــؤادُ يُناجـِي ** هادىءَ البالِ آمِنـاً مُطمئنّا
خلوةٌ زادَها السُّكونُ جمالاً ** والتخلِّي عن العلاقاتِ حُسْنـا
يجـدُ العابدُ المجـدُّ خشوعاً ** ويرى التائبُ المعذَّبُ وكْنـا*
كلَّما مدَّ للإلـهِ يديـْـه ِ** جادَ فيهــا الإلهُ ما يتَمنـَّى
خذْ ، سأُعْطي ما تريدُ حِباءً ** بعطـاءِ الكريمِ مـنَّ وحنـّا
عُدْ سؤالاً،ما شئتَ إنّي جوادٌ ** كلَّما عُـدْتَ تائبـاً ومُعنَّى
ما الذي نبْتغيهِ والعمْرُ يجْري ** كلُّ حيِّ مهْما تَقلـَّبَ يفنـَى
غيرَ عُمْرٍ بهِ النعيـمُ خلـودٌ ** حولَنا الحورُ ، والنشيدُ يُغنَّى
حامد بن عبدالله العلي
ــــ
* الوكن : العش الذي يأوي إليه الطائر