بكيْنا والبُكاءُ بغيرِ دمْـعٍ
ولكـنْ بالدِّماءِ على المآقي
على شامِ الأُباةِ يعِيثُ فيها
علوجُ الفرسِ من أهلِ النِّفاقِ
كما كان العراقُ ينوحُ منهمْ
بما فعلـُوا بأنحَـاءِ العراقِ
وإخوانُ العروُبةِ في شقـاقٍ
وما زالوُا على نهْجِ الشِّقاقِ
دماءُ المسْلمينَ غدتْ هبـاءً
حرائرُهم تجُـرُّ منَ الوَثاقِ
وأطفالٌ تعذََِّبُ في سجونٍ **
وشعبٌ غارقٌ بدمِ مُراقِ
وبعثتُهمْ كأنَّ العيـنَ تعْمَى *
إذا رأتِ المـدائنَ باحْتراقِ
وصمُّ ، عن بيانِ الحقِّ بكمٌ
كما لوْ كان صمتاً باتفاقِ !
كأنَّ الشَّامَ في عيْشٍ رغيدٍ
وفي عهدِ السَّلامِ مع الوِفاقِ
أفِينا من صلاحِ الدِّينِ شيءٌ
قليـلٌ منْ قليلٍ من بَواقي
أم الأمجادُ عن عُرْبٍ تخلَّتْ
وصارتْ تشْتكي مرَّ الفراقِ
أنتْرُكُ شامَنا ، ذكْراهُ عِـزُّ
على التاريخِ ممدودُ الرَّواقِ
وكيفَ؟! وقد تأوَّهَ من جراحٍ
يُعاني شعبُهُ ضيقَ الخناقِ
فهيـَّا أطعموُا بشَّـارَ موتاً
يذوقُ سَنانَـهُ مُرَّ المذاقِ
وأسقوا الكلبَ من أصْلابِ كلْبٍ **
شرابَ الذلِّ من كأسٍ دِهاقِ
حامد بن عبدالله العلي
قصيدة دماء الشام ..قالها بعد مضي 10 أشهـر على نزيف الجرح السوري على يد طاغية الشام وأبي لهبها وأشقاها وزبانيته