قالها الشيخ بعدما سمع أن حكومة المالكي أَعدمت (القندرة)
فقال هذه القصيدة الثانية في مدح (القندرة) التي أخذت بالعزيمة
فلم تعتذر حتّى تحت الإكراه والتعذيب حتّى أعـدمت !
أصاخ عراقُ المجد للشّعر يصـدعُ
** رويِّ بـه الأشعار تزهـُو وتلمـعُ
قصيدٌ به يبدُو العـراقُ مفاخِـراً
** جميـعَ بلادِ العُرْب ياقـومُ فاسْمعوُا
فهل مثل هذا الرميِ فيكمْ، تراجَعتْ
** جميعُ شعـوب العُرْب : كلاّ ، وأتبعوُا
ألا ليتَ هذا الرميُ منّـا فإنّـه
** وجـوهُ الطغـاةِ السُّـودُ تخشاه ، تجزعُ
يخـُطُّ شعـارَ الذلِّ بيـن عيونهم
** بـه الذلُّ وسْـمٌ بالحــذاءِ موقَّـعُ
غداة رمى (بوشاً) بنعـلٍ ، مثنّياً
** بأُخْـرى ينادي : أيُّها الكلـبُ تُقْـرعُ
إليكَ حـذاءَ الخزْي يا (بوشُ) إنَّـهُ
** على رأسِـكَ المأفـونِ يعلوُ ، ويـُرفعُ
فأرسَلَ من عينيْه نظـرةَ خائـفٍ
** وفـي وجــهِهِ لونُ الصَّغـار مـوزَّعُ
به رجفـةٌ مـن شدَّةِ الخوْفِ إنَّـهُ
** تكـاد به الرجـلان بالركـْض تُسْرعُ
وعاد وصارتْ وصمةُ الذلِّ فوقَـه
** تكــاد لهـا أحشــاؤه تتقطّـعُ
كذاك وربّي فاضربوا كلَّ حاكِـمٍ
** خبيثٍ إلى الطغيـان بالحكـْمِ ينـزِعُ
فنحن على الطغيان تعلوُ سيوفُنـا
** نصـكُّ بـها جَـوْرَ الطَّغـاةِ فترْكـعُ
هنيئـاً وربـّي والعـراقُ جميـعُه
** رجالٌ ، نسـاءٌ ، ثمَّ شيِبٌ ، ورُضَّـعُ
لقــد وقفوا والعزُّ يهتفُ بينهمْ
**فيرتــدُّ بالنهريــْـنِ صوتٌ مرجََّعُ
أيا ابن عراقِ المجْد من أنتَ ياحذا ؟
**إلى أيّ بيــتٍ أنتَ تُنمى وترجـِـعُ
فقال عدمْتُ العـزَّ إنْ كنتُ أنتمي
** لغيـر عراقِ المجـدِ بيْتـاً ، وأرجِـعُ
وفيه رضعـتُ المجدَ صرْفاً ، فراتُـهُ
** ودجلتُـهُ للفخـْـرِ والعـزِّ منْبـعُ
حامد بن عبدالله العلي