كذاك الحبُّ إمّا في عفافٍ ** وإلاّ كــان مرجومـاً لعينـا |
|
للعشـاق فقط
بربّكِ يا حبيبةُ خبّرينـا ** حديثَ الصدق ، ينْبئُنا اليقينــا
أَبِيني ما خِصامُكِ يا عُيُوني ** فإنّ الصّمـتَ صَيّرني جُنونــا
وهلْ كان ابتعادُك من دلالٍ** عليْنا ، أمْ صَرمتِ لتَهجُرينــا
تمرُّ عليَّ ساعاتُ الليالـي ** أُقلـّب بين أفكاري الظّنونـا
يمزّقني ابتعادُك عنّي حتّى ** يصيــرُ القلب من نـار أتونـا
أغرَّك من جمالِك ساحراتٌ ** رموشُ اللّحْظِ تستلبُ العيونــا
وشعرٌ مُسدلٌ وجمـالُ قـَدِّ ** بحسْنِ القـدِّ نحـنُ معَذَّبونـا
وثغرٌ مُزهِـرٌ ببيـاضِ درّ ** كمـا انتظمـتْ بهِ عِقْـدا ثمينا
وخَـدُّ ناعمٌ كورُود روْضٍ **وحسـنُ الوجـهِ يفتِنُنـا فُتُونا
أغرَّك أنَّك الأُولى بوصفٍ** إذا وصـفَ الجمالَ الواصفـونا
أظنّكِ أو حسبتِ أريدُ شيئاً ** ولا يرضى لسانـي أنْ يُبينا
فلا واللهِ ما ذاكَ ابتغيـنا **وحاشــا نبْتغـِي أبداً مُجونـا
فنحنُ القومُ نجتنِبُ المخازي ** ونُبْقِي الحـُبَّ مستوراً دفينـا
ونبدأُ أمرَه حُــبّا عفيفاً ** ونُبعـدُ عـن خواتمـه المشيـنا
فقالتْ والحياءُ لها حِجابٌ ** عجبتُ اليـومَ ممـّا تزعمُونــا
أليْسَ الحبُّ أطْهرَ مُستجَنِّ ** وأقبـحَ ما يكـونُ إذا استُبينـا
خلا ماكانَ في عقْدٍ حلالٍ ** بحكـمِ الله ، شرعَ المُسلمينـا
فقلتُ نعم فهمتُكِ فاعذريني ** سأُمْسي خاطبا ، وعْداً مُبينـاً
ألاَ يا عمُّ هل ترْضَى بصهْرٍ ** لنشرفَ فيكُمُ نسَبا ،وفينــا؟
فقال نعمْ ، وأَنعِمْ من كريمٍ ** وكان المهـرُ أيسرَ ما يكونـا
كذاك الحبُّ إمّا في عفافٍ ** وإلاّ كــان مرجومـاً لعينـا
حامد بن عبدالله العلي
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 24/10/2007