إصدار القصيدة صوتيـَّـا : هنــا
القلبُ ولهانُ ،والأشواقُ في سَقَمِ **
يادُرَّةَ الحسْنِ كفِّي الهَجرَ وانتقمِي
فإنَّ عينيــْكِ تَعْذيِبي فراقُهُما **
وقد أباحَ الهَوىَ من أجْلهـنَّ دمِي
وقد يبيحُ الهَوَى ما كانَ محْترَماً **
كما يُقـادُ دمٌ في الأُشْهرِ الحُرُمِ
يا معشرَ الغِيدِ هلْ شيءٌ يجنِّبُنا **
مصارعَ العِشْقِ أمْ حتمٌ على الأُمَمِ
هل قُدِّرَ الأسْرُ بالألحاظِ لاهَرَبٌ **
من قبْضةِ اللَّحظِ في حلِّ ولاحَرَمِ
وأصبحَ الحبُّ سجنَ الواقِعين بِهِ **
نسْعَى إليـهِ بلا عقْلٍ على قَدَمِ
الحبُّ يلْعَبُ بالألبابِ مِنْ قِـدَمٍ **
ويخرُجُ الحبُّ دوماً غيرَ مُتَّهـمِ
كأنَّه من طُغاةِ العُرْب ياعجباً **
لكنْ سياستُهُ بالغُنـْجِ لا الخَذِمِ*
قدْ ماتَ في الحبِّ من لاقَى لواعجَهُ **
ومرَّتْ الغيدُ تنْسـاهُ بلا ندمِ
هيّا بنا معشرَ العشَّاقِ نهْجـرُهُ **
ناشدْتكمْ معْشرَ العُشَّاقِ بالرَّحِمِ
فكلُّنا قد بذلْنـَا للغَرامِ يَداً **
وردُّهُ كانَ بالآهـَـاتِ والألمِ
وكانَ ذا الحبُّ عن قُرْبٍ ويسْمعُني **
وسدَّدَ القوسَ في صمْتٍ عن الكَلِمِ
أصابَنِي من سِهامِ الحبِّ حِينئذٍ **
سهمانِ بالقلبِ من رمشٍ وحُسْنِ فَمِ
صُرِعتُ للأسـْرِ ، والغيداءُ ضاحكةٌ
وعادَ حكمُ الهوى كالذِّئبِ في الغَنَمِ
بدرَّةِ الحُسنِ أعْني ثورةً بلغتْ
أقاصيَ المجـْدِ والإعلاءِ للقيَمِ
في الشّام والنيلِ والخضراءَ تونسِنا
وبعدَها ليِبِيَـا بالحرْبِ و الضَّرَمِ
والحقُّ نجعلُ صنعاءَ العُلاَ مَثَلاً
فإنهّـا أسْعدُ الثَّوراتِ بالقِمَـمِ
وإثــْرُها ببلادِ العُرْبِ قاطبـةً
تسْرِي على العُرْبِ سيرَ الحرِّ مُقْـتَحِمِ
حامد بن عبدالله العلي
ــ
* السيف