القصيدة الموقظــة
إلى كمْ أنتَ تنْعمُ بالرقودِ ** وقدْ ألهاكَ تجميـعُ النقودِ
فلستَ وإنْ ملكتَ من المزيدِ ** بناجٍ من مماتكَ أو بعيدِ
لأنَّ الموتَ حتمٌ للعبيدِ
وعظتُ وفيه يكفيني الكلامُ ** كلامٌ مثل وقعتهِ الحسامُ
بأزجرَ ما تقومُ به النيامُ ** كفى وعظاً إذا ذُكر الحِمـامُ
إلى كمْ نحنُ في نوم المهـودِ
تتابعتْ السنونُ عليك تترى ** وعشتَ العمرَ حتّى منكَ فرّا
وكمْ أعطاكَ من وعد وغرَّا ** وبعد الوعد صارَ العيش مرُّا
وهل يوفي الغرورُ من الوعـودِ
المْ تكُ قبلنا الأجدادُ ماتت ** فهل موتى من الأجداث عادتْ
ولو عادتْ إلى الدنيا لقالتْ ** هي الدنيا إلى النتْـنِ استحالتْ
وتحسُـنُ للنواظر من بعيــدِ
إليكِ إليكِ يا دنيايَ عنّي ** فإنيّ لستُ منكِ ولستِ منّي
أرى ميلا إليك من التعنّي ** سرابٌ ليس فيه سوى التمنّي
يباعدنا عن النهج الرشيدِ
تشبَّه بالتُّقاة ولا تبالي ** أقــمْ وجه العزيمة للمعالي
وكنْ بالخيرِ سبَّاق الرجالِ ** وصابرْ للمكارم كالجبالِ
إذا شئتَ الحياة على الخلــودِ
حامد بن عبدالله العلي