أحـلامُ القوافـي

 

أحـلامُ القوافـي
لا الشِّعرُ قرَّبني إليكِ ولا أرَى ** شعراً يُريكِ محبَّتي مهْمـا ثـَرا
والشِّعرُ منْ أيِّ البُحورِ طلبتـُهُ ** رجعتْ إليَّ القافياتُ القهْقرى
ماذا دهاكِ أليسَ شعريَ صادقاً **أم صدَّكِ الواشونَ عنِّي يا تُرى
قالـتْ مجاوبةً ،صُعِقتُ لقولها**: ما قلتَ فِيَّ من القصيدِ مؤثِّرا
فطفقتُ أُطلقُ للقصيدِ خيالَهُ **بينَ البحورِ وبيـن طيفكِ طائرا
بين المحاسِنِ ، والجَمالِ طوافُـهُ **متلهِّفـاً ، متعجِّبا ، مُتحيـِّرا
في ليلةٍ ملأ النسيمُ فضاءَهـا **ونجومـُها أبهْـى وأجملُ منظرا
ناجيْتُ من أهوى بطيْفٍ مُنْتشٍ **مُتَصوِّرا ذاكَ الجمـالَ الأنْورا
هامَ الفؤادُ بـهِ ، وحلَّقَ عاشقاً **فأفـاضَ شِعراً ما أجلَّ وأبهرا
عَلمَ الجمالُ جمالَه فسعى لـهُ **وكساهُ رمزَ الحُسْن تاجاً جوهرا
حسنٌ تطوفُ به القصائدُ خُشَّعاً **مَثَلُ الحجيجِ بحجِّهم أمَّ القرى
فالرِّمشُ سِحرٌ ما أرقَّ سهامَـهُ**يرمِيكَ ثـمَّ العقلُ باتَ مسيَّرا
والثغرُ من سُكْرِ الخمورِ عصيرُهُ ** بالحبِّ ممتلئـاً جميلاً أحمـرا
والوجهُ يسْطعُ بالضّياءِ ونـورُه **كالزَّاهِراتِ تشـُعُّ نوراً أزْهرا
والخـدُّ في لأْلائـِهِ وكأنـَّه **بدرٌ يُضيءُ من السَّماءِ لمنْ سَرى
والقـدُّ بانٌ ،خَصْرُهُ كسبيكَةٍ **من فضِّــةٍ ، أو لؤلؤٍ متَنوِّرا
والجيدُ طالَ،وليسَ فيهِ تفحُّشٌ**هل تبْصرُ الغزْلانَ أجملَ ما تَرى
والصَّدرُ يلْعبُ بالعقـُولِ نهودُهُ**متدوِّراً ماشـاءَ أن يتـدوَّرا
والشَّعرُ مسْدولٌ كأنَّ سُـدُولَه**مسُّ الحريـرِ فما أرقَّ وأغزرا
والنُّطْقُ مثلُ العندَليــبِ ترنُّماً**والغنْجُ غنْجُ الناعماتِ تكسُّرا
وأشَرْتُ هلْ يكْفي؟فحيَّا كفُّها**كالشِّمسِ أبيضَ، بالرّضاءِ معبِّرا
فكأنمَّا صبَّتْ عليَّ سحائبــاً**فملأْنَ أنحـاءَ الفـؤادِ مَشَاعِرا
حتَّى إذا هدأَ الفؤادُ سألتُــها**شيئاً ،ولستُ أريدُهُ أن يُذكرا
فمضتْ فكانتْ مثلَ طيفٍ طائرٍ**وأفقتُ من نوْمي حزيناً حائِرا
حامد بن عبدالله العلي

الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 29/11/2010