نونيـة الخبــــز
هاذي حكايةُ مقهورٍ بأوطاني ** مـن القريضِ ،وجزْلٍ ليس بالداني
قد صغتُه ببسيطِ البحْر منتظما ** حقيقـة الحال في أنحـاء أوطاني
قد زنْتـُه بقوافٍ تعتلي قمماً ** مــن البديـع بأوزانٍ وألحـانِ
شعرٌ يثير شعوراً في ضمائرنا ** ممـّا بنا حلَّ من حُـزْن وأشجانِ
ياموطنا لستُ أدري من يسيُّره **الخوفُ يحكمُهُ ، أم جُـوعُ جوعانِ
أم ثلَُةٌ من (طوال العمر) تابعـة ** لسارقِ النفـط ، أمْ شيطانه الثاني
ألاَ ترى الشعبَ مقهوراً بلا أَملٍ** الصمتُ ،والنطقُ،صار اليوم سيّانِ
الخبزُ في مصرَ محجوزٌ لسادتهـا ** ملاحمُ الشّعب صارت عند أفرانِ!
والمغربُ العربيُّ الجوعُ يقتـله ** والجيشُ يسرقـُه من غير حُسبـانِ
عراقنا وبلادُ المجــدِ غاصبها ** يعيث فيها،وفـي أنحـاء أفغــانِ
والشام ياوطني من بعد عزِّتـه ** أضحـى ذليلاً فأشجاني وأبكانـي
صنعاءُ من يمنِ الإسلامِ دمعتُها ** تنبيك عن كَمَد مـن قلب أحزانِ
حتى الجزيرة أرض النفط ياعجبا ** الفقـر فيهـا بلا عـدِّ وأوزانِ
القصرُ في رغدٍ والناس في نكدٍ ** إلاّ المنافـق فـي أذيال سلطـانِ
النذلُ يُكرم ،والأبطالُ في سَفَلٍ ** والزمْرُ يرفع شأن الماجـنِ الخاني
والعهرُ يظهرُ في الإعلامِ مُنْتشراً ** يعلِّم النشأَ فحشَ الفاجِـر الزاني
أمريكا ترتع في أوطاننا عبَثــاً ** وتحميَ الكفرَ فهـو السيّدُ الهاني
وتزعم اليوم (ديمظراطيّةً) نشرت ** فسوَّدوا من دنيءٍ كـلِّ ضرطاني
تقول هذا ، وللطغيان نصرُتهـا ** ما دام يخـدمُهـا فـي كلِّ ميدانِ
وبعدَه سيصير الحكمُ في عقِبٍ ** مرشَّحُ الحكم ابـن الحاكـم الجاني
وهكذا وجميعُ الشعب مسْخرةٌ ** لسيـّد الشعب هيـّانِ بين بيـّانِ
حصارُ غزَّة من جيرانها عجباً ** أين العروبـةُ مــن حـقِّ لجيرانِ
الموتُ يحصدُهم والجارُ يرقُبهم! ** ولاحراك ، ولا نصـر لإخـوانِ
أطفالُ غزّة قتلى في ملاعبِهـم ** ياويح خاذلهـم من بأس ديـّـانِ
أمّا فلسطينُ ، باعتْها خيانتهــم ** حتى أراقوا عليها سجلَ نسيـانِ
لولا ترفُّعها عن شتمِهِمْ نطقتْ ** ما أنتـمُ في البرايـا غيـرَ جرذانِ
أهلُ الجهاد طريـدٌ أوْ بمحبسِه ** ومالهمْ فـي بلادٍ حـقُّ إنســانِ
وهل جريرتهُم إلاّ لنُصْـرتهم ** ديـنَ الرســولِ بأمـوالٍ وأبدانِ
وربَّ مُسْتسلمٍ ذُلاّ ومجْبنــةً ** مستمرئِ الذلّ ،جافي الطّبع، مرطانِ
يعيش عيشةَ جبّـارٍ ويحرسُه ** جندُ اليهـود ،ومن إخوان صُلبـانِ
وربَّ مُستكبرٍ منهم وطاغيةٍ ** علـى رعيّتـهِ ، من كـلِّ طغيـانِ
تراه كالفأرِ مذعوُراً بحفـرته ** عنـد الحـروب بلا دفـعٍ لعـدوانِ
وكيد صهيونَ في أوطاننا علناً ** حتّى المنـابرَ صارت صـوتَ خوَّانِ
والمفتي بالعلمِ بالأموالِ يُصدرُها ** أعني الفتاوى على (شيْـكٍ) بألوانِ
بعض الفتاوى على مقدار راتبهِ ** وبعضهـا بألوفِ الدرهـم الفـاني
حتّى العدوّ يقول المفتي : سيُّدنا ** ومن يقاومُـه مـن أهلِ خُسـرانِ
أمَّا الجهادُ فجُرمٌ لامراءَ بــهِ! ** إلاّ بإذنِ كبيـرِ الـروم شيطـانِ !
الدين حُرِّف والإسلام نكبـتُه ** من حامل العلـم أضعافاً بأطنـانِ
الغربُ في وطني والشرقُ يشْبهُـه ** الكـلُّ يحكُمُـه ثور بن ثيـرانِ