نونيـّة الدولار!
بكى (الدولارُ) يُسْمعهمْ أنينا ** فضجُّوا بالبكاءِ لهُ حنيـنا
وناداهـمْ لنصْرتـه فهبـُّوا ** عبيـداً بالنـِّفاق مُسلَّحينا
هو (الدولارُ) ربـُّهُمُ ينادي ** وقد خضعـوا له ذلاَّ سنينا
سأحكي قصَّةَ (الدولار) إنِّي **رأيتَ الربْطَ بـ(الدولار) هونا
كذوبٌ والخداع له قريـنٌ ** ويبقـى دائماً خِبـَّـا خؤُونا
هوَى الدولار واعجباً هُويَّا ** هـوى فانحطَّ أسفلَ سافلينا
لقد جمعوا الألوفَ (ممُلْيراتٍ) ** وكم من مثلها جمعوا المئينـا
فلما صار كنزهُمُ عظيمـا ** وظنـُّوا الكنز محفوظا مصونا
تنادوْا في مطامعهمْ سِراعـاً ** تسير جيوشهــم متتابعيـنا
هم الأشرارُ بالأطماعِ جاؤوا ** أنـاخوا بالعـراق مُهجَّينا
تهيِّجهمْ على العدوانِ (هودٌ) ** وراموا ذلَّنـا ، وتصاغرونـا
وقد جاؤوا وبالطغيان حلُّوا ** بأرض العــزِّ كيْ يستعبدونا
فلـمْ تتَصَرَّمِ الأيامُ حتـَّى ** جعلنـا ملكهـمْ ذُلاَّ مُبيـنا
ألا يا طامعينَ بنـا أفيقـوا ** فنحـن الأُسدَ نطحنها طحينا
ونحن القوم بالأسياف نشفي ** ونصلِ حرابِنا الداء الدفيـنا
وكم كانت بها الطغيان يشقى ** غدا لبروقِ لمـْعتها مَهيـنا
فعادوُا بعد حربهُمُ صِغَــارا ** على ظهْـر الصَّغَارِ مطأطئينا
وعاد الذلُّ مردوداً عليهـم ** وأصبـح كنزُهمْ سَلْحا وطينا
خزينتهـمْ من الإفلاس تبكي ** وكان ثراؤُهـا بهـرَ العيونـا
وعاد الفقرُ ، والإقلالُ فيهمْ ** ونحنُ العـزُّ ،والأمجـاد فينـا
________
* هود : اليهـود ، هيجوا الصليبين على إحتلال العراق طمعا في الثروة فعادوا بالإفلاس والمصائب على إقتصادهم بفضل الله تعالى
حامد بن عبدالله العلي