ندى الحُســن
أصبحتُ أكثرُهُم في الحُبِّ تعذيبـا** وكنـتُ أعهدُه عذْبـاً ومعْذُوبــا
يا أيها الحبُّ هل يكفيك أنَّ دمي ** يجري معَ طيفــِكَ الورديِّ مسكوبا
قد يطلبُ الحبَّ لعابٌ فيدركُـه ** ويصبحُ الحـبُّ بعد اللهْـو أُلهوُبــا
علامَ نفعلُ هــذا يا أحبَّتــنا ** ونجعــلُ القلبَ مهموما ومشبوبا
ناداني الرّمشُ بالألحاظِ مُبْتسمـاً ** أنتـمْ تريدون هذا الهـَـمَّ مطلوُبـا
الثغرُ يا صاحِ والأجفانُ تأسرِكـمْ ** والقـدُّ يُعجبكُـم والشَّعـرُ حُلْبوبا
والمقلةُ الحسْناءُ بالنظرات تقتلُكُمْ ** يرتدّ منْهــا فؤادُ الجلـْـد مسْلُوبا
والخدُّ بالشَّامة السَّمراء جَنَّنكـمْ ** والجيدُ ، والغنجُ بالضحكات مجلُـوبا
فراحَ شاعركُم يشدُو بقافيــةٍ ** يغـازل الغيـِـدَ بالألحــان تشبيبا
ونحن ما ذنبُنا والحسْنُ قِسمـُتنا ** والله يقسـمُ بيـن الخـلْق موهوبـا
ما ضرَّكم لو غضضتم طرفكم ورعاً** ألاّ يجـُرّ على قلـبِ الفتى حوُبـا
فقلتُ للرّمش قدْ أخطأتَ بُغْيَتنـا ** ليسَ الجمالُ كمــا قدْ قلتَ مرغوبا
فردّ في عَجَبٍ حيـْرانَ منْدهشـاً ** و غضَّ صوتا وأضْحى الوجْهُ محجُوبا
ما الحسنُ ويحكَ يا هذا ،فقلت كما ** يحبـُّه اللهُ بالإيمـــان مصحوبا
الحسنُ يارمشُ بالآدابِ مختمـراً ** وبالخمـــارِ يصيـرُ الحسْنُ محبُوبا
وبالحياء ترى في الحسْـن بهجتَه ** وبالعفــاف ، وإلاّ كـانَ مكذوبا
لاخيرَ في صورةٍ تُغويـكَ فتنتُها ** وتجعـل القلـبَ بالآثام مصلُــوبا
إنا لنبصرُ في الحسْـنـاء فتنتَـها ** ونحسـنُ الوصفَ بالأشعار ترتيبـا
لكنّنا أمـّة تأبــى مشاربُنــا ** إلاّ العفافَ عن الفحشــاء مشروبا