قال هذه القصيدة تعليقاً على الأحداث السياسيّة محذّراً من خطر المجوس الخفيِّ الذي يوقـد نيران الفتنة في المجتمـع لتمزيقـه
لحظٌ يصيبُ برمْشِـهِ الجـرَّاحِ ** في القلب أمْضى من طعُونِ رِماحِ
يرمي الفوارسَ بالرِّموشِ عليلـةً ** فمصارعُ الفُرْسـانِ ملءَ السَّاحِ
وكأنَّ نظرتَـهُ سـلامُ عشيقـةٍ ** حنـَّت لضَـمِّ ليالـي الأفراحِ
قد صار فيها جسمُها لعشيقهـا ** ما شاءَ من صبَـبٍ بها بجمـاحِ
ينْسابُ كالأنغـامِ صوتُ سؤالهِا ** : أينَ الطريـقُ لمنْهـجِ الإصلاحِ
هو منهجُ الحريِّة السّامـي علـَى ** درْبِ الجـُدود بعزْمـةٍ وصَلاحِ
يُبنى بآسادِ الرِّجـال فيُرْتقــى ** للمجـدِ فـوقَ شُعاعِه الوضَّاحِ
الله كرَّم بالإبـاءِ جدُودَنــا ** شمُّ الأنـوفِ ، بعِــزِّة الأقْحاحِ
عزِّ الكريم ابنِ الكريم ابنِ النّدى ** والفـارسِ ابن السيْفِ والأرماحِ
سرواتُ عُرْبٍ بالشِّموخ تلفَّعتْ ** عبرَ القـرونِ ومجـْدِها السَّحَّاح
عظماءُ ، مفخرةٌ ، جَحاجحُ أمِّةٍ ** قامـاتُ فضْــلٍ في سماءِ سماحِ
أبناءُ باديـةٍ تفيـضُ شهامـةً ** وحضـارةُ الأمجْـادِ والأمْـداحِ
تعلو مفاخرُها النجومَ من العُـلا ** ويزيـدُ مطلعُها على الإصبـاحِ
قلْ للكرامِ مقالَ نُصْحٍ صـادقٍ ** من خيـرِ أقـوالِ الفَتى النصَّاحِ
إنَّ المجوسَ هم الذيـنَ تآمـروُا ** في زرْعِ أحقـادٍ ، وبذرِ تلاحـي
ركضُوا بميدان المكائـدِ خيلَهم ** ومـن المكائـدِ هم شكاةُ سلاحِ
لبسوُا النَّفاق لهم ثيابـاً إنهّـم ** خلقـوُا لغيـر مصــالحٍ وفلاحِ
قوموُا إليهمْ ، أَطفئـوُا نيرانهَم ** إنَّ المجـوسَ وراءَ كـُـلِّ نُبـاحِ
ثمَّ اجعلوا نهجَ الأخوَّةِ بينكــم ** يمحوُ التضاغـنَ بالودادِ الماحـي
بالدِّينِ والأخلاقِ يبْقى ملككُمْ ** فـي درْك كـلِّ سعــادةٍ ونجاحِ
حامد بن عبدالله العلي