مرثية الشيخ حامد العلي في الشيخ العلامة محمد الأشقر
رحمه الله رحمة واسعـة وأنزل عليه شآبيب الرحمة
دموعي لها عينُ الحزينِ سحابُ ** يجيـبُ إذا هاج البكا ويجابُ
ففي كلِّ حينٍ للبكاءِ مهاطـلٌ ** وفي كلِّّ صدري للنشيجِ قرابُ
أطوْدٌ من العلم المنيف ثوى هنا ** به القبر مسكٌ،والتراب ملابُ*
وقلبٌ به من أشرف العلم ثاويٌ** برمس ؟! فهل طيُّ القبور رَبابُ**
فقيهٌ له في ذرْوةِ العلم رايـةٌ ** وفـوق سماء العارفـين شِهـابُ
عجائب فهمٍ يُدهشُ العقلَ نورُه ** به الفقه يُجلَـى، والعلومُ تذابُ
أصولٌ ، وآدابٌ، وعلمُ عقيدةٍ** وتأليـفُ حـرِّ ناقـدٍ ينسـابُ
ينظِّم شملَ الفقه من كلِّ حكمةٍ ** كتابا ، فكـمْ سارتْ بهنِّ رِكابُ
مضى لنصوصِ الوحيِ يحدُوه نورُها ** فكلُّ علومٍ من سواها سرابُ
ومازال مرفوع المقـام موفَّقـا ** ومات ، وعلمُ الأحوذيِّ شبابُ
فما مات من خطَّ العلوم بكفه ** فأحيا بها الأجيـال وهـي يبابُ***
إذا غاب جسم العارفين بقبرهم **فليـس لعلـم العارفـين غيابُ
حامد بن عبدالله العلي
ــ
* المـلاب : العطـر
** الرباب : السحاب الممتلىء ماءً
*** : يباب : الأرض اليباب أي قفر لم يصبها مطـر