الـزّمــــــــــــــــرّدة |
|
قصيــدة الزُّمـُـــرُّدَة
سبحانَ من أوْدعَ في الجفونِ ***
رموشَ سِحْـرٍ هيَّجتْ سكوني
وأظهرتْ كوامنَ الشّجُـون **
من كلِّ حبِّ لاعِـجٍ مكنونِ
من حُسْـنه الفتـّانِ عقْـدُ السِّحْــرِ
رمشٌ أعار العينَ لوناً أكحلاَ **
وفي صميم القلب أضْحى مرسلاَ
أحْلى العيون كالمهاة بالفـلا **
وهلْ رأيتُ مثلهُ ، أجيبُ : لا
فـي ثغْــرِهِ لآلــئٌ كالــدُرِّ
بدرٌ يُضـِـيء الليلَ بالهـالاتِ **
وخدُّه كالورْد في الروْضـاتِ
إنْ مرَّ بالفرْسـانِ بالرايـاتِ **
أو طافَ بالصوُّام عن لــذَّاتِ
تساقــطُوا سُكْرا بغيـْـرِ خمـْـر ِ
بقدِّه قــدْ شابـهَ الأغْصــانا **
وعطُـرُهُ قـد أذْهل الريحـانا
بحسْنـْه قـد حيَّـر الغِزلانـا **
وكـم سبـا بلحظِـهِ إنسـانا
وأشْعـلَ العشَّاق مثـْـلَ الجَـمـْرِ
جسمُ الرشيقِ الأهيـفِ الفريدِ **
ضحْكُ العروب الأعْذبِ الودُودِ
غنجُ المحـبِّ المبْدىءِ المُعيــدِ **
ويُبقـيَ المحـبَّ فـي مزيـدِ
عطـــاؤُه في الحـبِّ مثـلُ البحـْـرِ
مليحـةٌ خفيــفـةُ الطّبـاعِ **
ولـذَّةُ الأبـْصار والأسـْـماعِ
وصوتـُها كأجمْـل الإيـقاعِ **
في أرْوع الألحــانِ والأوضاعِ
ومشْيُهـا فديتـُهُ مــن عُمـْـرِي
من حسْنـهِ قد مِزْتـُهُ عن غيرهِ **
ولم أنـلْ من وصْفهِ بسـرِّهِ
شهدُ المحبِّ في شفـاهِ ثغْـرِهِ **
والخمرُ قطْـرٌ من لذيـذِ سؤْرهِ
جمالـُه قـد جـنَّ فيـه فِكـْـري
كلُّ الجمـال قلتُ يحْتويهـا **
حــارتْ عيونُ الناظرين تيها
وبسْـمةٌ كالورْد تعتليهـا **
مليئـةُ الأرداف ليس فيهــا
عيبٌ بـدا سوى نهودِ الصـدْرِ !
أريـدُ منه قربـَه وما بـي **
سوَى الهـوى ، إنْ مال لإقترابي
أطيرُ تيهاً فاقـداً صوابـي **
فقـد ثـَوى في بُعـْدِه عذابي
فهـل أذوقُ اليُسْـر بعـد العسـْـرِ
أصفى من الياقـوتِ والمرجـانِ **
حنانهُـا في حضْنـها طواني
وإنْ رأيتُ حْسنَهـا ترانـي **
أسلمتُ حُسْنا باهـراً جنانـي
فحكمُـه علــى جنانـي يجْـري
كأننَّي السكـرانُ من دلالـِـهِ **
شعاعُ نـورِ الشَّمسِ من جمالِهِ
وطولُه في أحسِـنِ اعْتدالـِـهِ **
كالبدرِ تـمَّ ، بان فـي كمالهِ
بأربعٍ في الشَّهـر بعد العشـْـر
وقد حبــاهُ خالــقُ البرايـا **
فوْق الجمال أجزلَ العطايـا
خيرَ التقى وتركَـــهُ الخطايــا **
وعفِّـةً عـن سيِّء الرزايـا
لغيـرِهِ حـرَّمتُ قـولَ الشعــرِ
حامد بن عبدالله العلي
الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 18/06/2008