أقبلَ النصـرُ يحيِّينـا ولاحْ ** وبدَا بُشـْرى على بيضِ الصّفاحْ
ولكَمْ شعّ علــى آمالِنـا ** عَبـِـقَ الأرجاءِ ، خَفّاقَ الجناحْ
هلْ ترى الأحرارَ في أوطانِنا ** أُنظـرْ العزّة أطراف الرمــاحْ
أرفع الرأسَ تراهمْ أنجمــاً ** أو تراهــم مثلَ إعصار الرياحْ
هـلْ ترى أمـَّـةً راياتُهـا ** تملأُ الآفـاقَ مــن بعد الجّراحْ
***
أمْ على المجروحِ في إسلامِـهِ **حَرَجٌ إن ردَّد الشكْــوَى وباحْ
يبْصِـرُ الأوغادَ تبْغي خانِعـاً ** مستكينَ النفس ،مكسورَ الجماحْ؟!
هـو عهـدُ الظلم ، يُمليه على ** أمّتي ، الظالمُ من غيـرِ جُناحْ
أيُّ عدل هو أن تُذبح مـا ** تنْكرُ الظلمَ ، ولا تشكُو الذَّباحْ؟!
أَإِباءُ الحـرِّ أمـرٌ خاطىءٌ ؟ ** وخنوعُ العـبدِ ، مرغوبٌ مباحْ؟!
وإذا حـنَّ جريــحٌ مسلم ** لنهوضٍ ، قيـل مجنـون فصاحْ
***
نهضَ الإسلامُ ، يبغي ناصـراً ** أمـَّـةً ترفـع رايات الكفاحْ
فبدَا في أمّتـي الأُسْـدُ كمـا ** تنْجلي الأنوارُ في ضَوْء الصَّباحْ
لم نَجِدْ غيرَ نداءَاتِ الوغـى ** وسِـلاحٍ يتداعــى لسـِلاحْ
نهجُنا يسمُو لأَعلــى قمــّةٍ ** يستمـدُّ المجدَ من أكرمِ راحْ