قال الحق سبحانه : " ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "
وصدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إذ قال : " سيأتي على الناس سنوات خداعات " رواه أحمد والبيهقي والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
أنظر فيما حولك ، تــر التلبيـس دخل على عامة مفاهيم الحق ، فألبسهــا شياطين الإنس والجن لبوس الباطــل غــــرورا ، وضلّ بذلـــك من ضلّ ، وهلك من هلـك من الناس ، وتلكم من الفتــن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم " بادروا بالأعمال فتنا كقطــــع الليل المظلم ، يصح الرجل مؤمنا ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ، ويصبح كافـــرا ، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل " رواه مسلم من حديث أبي هريرة .
وما سمى ابليس إلا لتلبيسه ، وهاهـــي أبالســة التزييف قـد خلـــطـت الأوراق في 99 من معالـــــــم الحــق والهــــــدى ، فقليل من يُعـرف الفرقـــان بينهـــما:
*بين الجهاد المفروض لإرهاب العــــدو، والإرهاب المذموم .
*وبين المجاهدين القائمين بالقسط بالسنان أو اللسان ، والخوارج .
*بين البغاة على الإمام الشرعي ، والناهين عن الفساد في الأرض .
*وبين الاستقامة على الشريعة ، والتطرف .
*وبين الوسطية المحمودة ، وتحريف الدين لإرضاء الكافرين والمنافقين والسلاطين .
*وبين تكفير من كفره الله ورسوله ، وتكفير أصحاب الكبائر من المسلمين .
*وبين التكفير من دلّ الشرع على كفره ، وتكفير عموم المسلمين .
*وبين تكفير المتحاكم إلى الطاغوت ، وعدم تكفير الحاكم الذي يحكم بالشرع فيجور في حكمه .
*وبين أهل الكتاب الذين اتّبعوا الإسلام ، وكفرة أهل الكتاب المكذّبين لعموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
*وبين العهود المشروعة مع الكفار عند الحاجة ، وموالاتهم التي هي ردة .
*وبين المستأمن ، والعدو الصائل على الدين .
*وبين أهل الذمة الخاضعين لأحكام الشريعة ، والقواعد العسكرية وملحقاتها التي تحقق أهداف الكفار في بلاد المسلمين .
*وبين عدم إكراه الكفار على الدخول في الدين ، والسماح لهم بإظهار كفرهم في بلاد الإسلام.
*وبين إعلام دوائر الاستكبار العالميّة المزيّف ، وأهدافها السياسية الخبيثة.
*وبين سماحة الإسلام ، والبراءة من الكفار أولياء الطاغوت .
*وبين الصلح المشروع في الحرب ، والوهن للكفار رضا بعلوهم.
*وبين الإحسان إلى من لا يحاربنا من غير المسلمين ، وإعانة أعداءنا بالاقتصاد .
------------
*وبين مراعاة حقوق الإنسان الشرعيّة ، والرضا بأحكام الكفار في السلوك الإنساني .
*وبين الحريّة ، وعبادة الهوى واتباع الشيطان .
*وبين الشورى الشرعية ، والديمقراطية الطاغوتية .
*وبين مواكبة العصر أخذاً بأسباب القوة ، والتنازل عن أحكام الشريعة .
*وبين مسامحة الإسلام في الخلاف السائغ ، والدعوة إلى التعددية للأحزاب الضالة.
*وبين الجدال المشروع مع المخالفين ، وإقرار باطلهم والسماح لهم بنشره .
*وبين احترام كرامة الإنسان المستحق للكرامة ، وتحكيم ثقافة الغرب في بلاد الإسلام في إلغاء الحدود الشرعية.
*وبين احترام حقوق المرأة ، واستغلال جسدها للشهوات ، والكسب المادي ، واتباع نهج الجاهلين فيها .
----------------
*وبين فساد في سلطة مسلمة ، وسلطة جاهلية تنفذ مخططات الأعداء .
*وبين منهج مقاومة أزمة إحتلال ، ومنهج تغيير نظام حكم .
*وبين منهج التعامل مع نظام حكم مرتد ، ونظام حكم جائر .
*وبين الحسبة المشروعة على السلطة ، والنهي عن منازعة الأمر أهله .
*وبين التعامل المباح مع الكفار ، والتحاكم معهم إلى قوانين طاغوتية .
*وبين تحقيق مصلحة الدعوة ، والتنازل عن محكمات الملّة .
*وبين الغربة المشروعة ، والعزلة المذمومة .
*وبين الصبر المحمود ، والسكوت عن الحق جزعا من إنكاره .
*وبين أناة الحكمة ، والركون إلى الذين ظلموا .
*وبين الاستفادة من الوضع السياسي القائم لصالح الإسلام ، والذوبان فيه .
*وبين ارتكاب أخف الضررين عند التزاحم ، والارتكاس بالنفاق والذنوب .
*وبين فعل الأرجح عن التعارض بين المفاسد والمصالح ، واتباع هوى النفس والحزب .
*وبين المداهنة في الحق ، والمهادنة عند الحاجة .
*بين جعل الواقع موضع الحكم ، وجعله مصدر الحكم.
*وبين التقية عند الإكراه ، والخوض في الباطل طمعا أو خـــورا .
*وبين مراعاة مقتضى حال المدعو ، والافتراء على دين الله وتغيير شريعته .
-------------
*وبين السياسة الشرعية ، وإرضاء السلاطين والأهواء الشخصية أو الحزبية .
*وبين كلمة حق عند سلطان جائر وهي أفضل الجهاد ، ومخالفة وليّ الأمر.
*وبين الإمام الشرعيّ ، والحاكم المرتد .
*وبين الصبر على جور الوالي صيانة للدماء ، والسكوت عن تسخيره مقدرات الأمـّـة لأعدائها .
*وبين البيعة الشرعية ، واتباع دين الوطنيّة العلمانيّة .
*وبين حب الوطن الفطري ، وعبادة الحدود السياسية التي وضعها المستعمر.
*وبين الانتماء الديني ، والعصبية الوطنيّة .
*وبين الولاية الشرعية ، والسلطة العلمانية .
*وبين استهداف ردء المحتل وأعوانه ومددة ، وقتل الأبرياء .
*وبين اشتراط الإمام للجهاد فلا يشترط ، واشتراط إذنه إن كان قائما به .
*وبين الجهاد المشروع ، والفساد في الأرض.
*وبين التحريض على الجهاد ، وإثارة الفتنة .
*وبين نصرة أخوة العقيدة الواجبة ، ومقاتلة المعاهدين .
*وبين الغلظة على الكافرين ، والطغيان .
*وبين الإثخان في العدو ، وقتل النفس التي حرم الله .
*وبين مسألة التترس ، والرهق في الدماء .
*وبين حل أموال الكفار في دار الحرب عند إعلان جهاد الطلب، والنهب والسلب بين ظهرانيهم بغير حق .
------------
*وبين الحب في الله ، والحب في الحزب "الإسلامي" .
*وبين الأخوة في الله ، والانتماء الحزبي الضيق .
*بين التعاون على البر والتقوى ، والتحزب المذموم .
*وبين العالم الرباني ، والمفتي الموظف السلطاني.
*وبين الفقهاء المستبصرين ، والوعاظ المتحمسين.
*وبين النصيحة ، والتشهير .
*وبين القيام لله ، والانتقام للنفس .
*وبين الرد على المخالف ، والتطاول على العلماء رعونة وطيشا .
*وبين نفع الخلق ابتغاء الثواب ، وحبّ الجاه .
*وبين نشر الدعوة بين النساء ، ومداخل الشيطان بين الرجال والنسوان .
* وبين بيان الحق تحذيرا من البدع ، والخوض في الأعراض بغير حق .
* وبين علم الجرح والتعديل لتحقيق الإسناد ، وإشغال النفس بعيوب الخلق.
---------------
*وبين الإيمان الذي يصير به العبد مسلما ، والتصديق المجرد.
*وبين اتباع الرسول حباً أكثر من النفس والولد ، و الغلو فيه المقتضي لعبادته.
*وبين حق الله ، وحق الرسل والأولياء .
*وبين الفناء عن عبادة غير الله الذي هو حقيقة التوحيد ، وعن شهود غير الله الذي هو الزندقة .
*وبين تنزيه الله تعالى ، وتعطيل صفاته العلية .
*وبين الإيمان بالقدر الذي هو ركن من أركان الإيمان والجبر الذي هو بدعة.
*وبين حب أهل البيت ، وعبادتهم من دون الله .
*وبين الوصية بأهل بيت النبوة ، وتكفير الصحابة رضي الله عنهم .
*وبين المصالح المرسلة الشرعية ، والمحدثات والبدع .
*وبين التوكل على الله ، والعجز .
*وبين الزهد الشرعي ، والتصوف البدعي.
*وبين القياس الصحيح ، والرأي المذموم في الدين .
-----------------
*وبين التورق الذي أباحه بعض العلماء ، والربا .
*وبين التكافل المشروع ، والتأمين التجاري المحرم .
*وبين السبق المباح ، والميسر الرجز من عمل الشيطان .
*وبين الأناشيد المحمّسة النفس على الخير ، والمعازف التي هي رقية الشيطان .
*وبين الاستعمال المباح لوسائل العصر ، والتشبه بالكفار .
* وبين النكاح المشروع ، والزواج بنية الطلاق المحرم .
---------------
*وبين الانتفاع من علم العلماء اقتداء بهم وتوقيرا ، وتقليدهم جهلا وتعصبا .
*وبين الشديد في الحق ، والحُطَمة .
*وبين الورع المحمود ، والوسوسة .
*وبين الغيرة المحمودة ، وتتبع العورات.
*وبين الحذر ، والشك في غير محلة .
*وبين حسن الظن المطلوب ، والبلاهة .
*وبين الجود المحمود ، والإسراف والتبذير .
*وبين الوقار ، والكبر .
* بين الحب المشروع والمحمود، والفواحش.
*وبين الحلم والتروي حتى الظفـر، والجبن والخـــور.
*بين مخالقة الناس بخلـق حســن، ومجاراتهم في باطلهم .
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويرقنــــا اجتنابه ، ويجعل لنا فرقانا نفرق به بين الحق والباطل ، آمين .