*** 99 ***

 

*** 99 ***
حامد بن عبدالله العلي

قال الحق سبحانه : " ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "

وصدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إذ قال : " سيأتي على الناس سنوات خداعات " رواه أحمد والبيهقي والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

أنظر فيما حولك ، تــر التلبيـس دخل على عامة مفاهيم الحق ، فألبسهــا شياطين الإنس والجن لبوس الباطــل غــــرورا ، وضلّ بذلـــك من ضلّ ، وهلك من هلـك من الناس ، وتلكم من الفتــن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم " بادروا بالأعمال فتنا كقطــــع الليل المظلم ، يصح الرجل مؤمنا ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ، ويصبح كافـــرا ، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل " رواه مسلم من حديث أبي هريرة .

وما سمى ابليس إلا لتلبيسه ، وهاهـــي أبالســة التزييف قـد خلـــطـت الأوراق في 99 من معالـــــــم الحــق والهــــــدى ، فقليل من يُعـرف الفرقـــان بينهـــما:

*بين الجهاد المفروض لإرهاب العــــدو، والإرهاب المذموم .

*وبين المجاهدين القائمين بالقسط بالسنان أو اللسان ، والخوارج .

*بين البغاة على الإمام الشرعي ، والناهين عن الفساد في الأرض .

*وبين الاستقامة على الشريعة ، والتطرف .

*وبين الوسطية المحمودة ، وتحريف الدين لإرضاء الكافرين والمنافقين والسلاطين .

*وبين تكفير من كفره الله ورسوله ، وتكفير أصحاب الكبائر من المسلمين .

*وبين التكفير من دلّ الشرع على كفره ، وتكفير عموم المسلمين .

*وبين تكفير المتحاكم إلى الطاغوت ، وعدم تكفير الحاكم الذي يحكم بالشرع فيجور في حكمه .

*وبين أهل الكتاب الذين اتّبعوا الإسلام ، وكفرة أهل الكتاب المكذّبين لعموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .

*وبين العهود المشروعة مع الكفار عند الحاجة ، وموالاتهم التي هي ردة .

*وبين المستأمن ، والعدو الصائل على الدين .

*وبين أهل الذمة الخاضعين لأحكام الشريعة ، والقواعد العسكرية وملحقاتها التي تحقق أهداف الكفار في بلاد المسلمين .

*وبين عدم إكراه الكفار على الدخول في الدين ، والسماح لهم بإظهار كفرهم في بلاد الإسلام.

*وبين إعلام دوائر الاستكبار العالميّة المزيّف ، وأهدافها السياسية الخبيثة.

*وبين سماحة الإسلام ، والبراءة من الكفار أولياء الطاغوت .

*وبين الصلح المشروع في الحرب ، والوهن للكفار رضا بعلوهم.

*وبين الإحسان إلى من لا يحاربنا من غير المسلمين ، وإعانة أعداءنا بالاقتصاد .

------------

*وبين مراعاة حقوق الإنسان الشرعيّة ، والرضا بأحكام الكفار في السلوك الإنساني .

*وبين الحريّة ، وعبادة الهوى واتباع الشيطان .

*وبين الشورى الشرعية ، والديمقراطية الطاغوتية .

*وبين مواكبة العصر أخذاً بأسباب القوة ، والتنازل عن أحكام الشريعة .

*وبين مسامحة الإسلام في الخلاف السائغ ، والدعوة إلى التعددية للأحزاب الضالة.

*وبين الجدال المشروع مع المخالفين ، وإقرار باطلهم والسماح لهم بنشره .

*وبين احترام كرامة الإنسان المستحق للكرامة ، وتحكيم ثقافة الغرب في بلاد الإسلام في إلغاء الحدود الشرعية.

*وبين احترام حقوق المرأة ، واستغلال جسدها للشهوات ، والكسب المادي ، واتباع نهج الجاهلين فيها .

----------------

*وبين فساد في سلطة مسلمة ، وسلطة جاهلية تنفذ مخططات الأعداء .

*وبين منهج مقاومة أزمة إحتلال ، ومنهج تغيير نظام حكم .

*وبين منهج التعامل مع نظام حكم مرتد ، ونظام حكم جائر .

*وبين الحسبة المشروعة على السلطة ، والنهي عن منازعة الأمر أهله .

*وبين التعامل المباح مع الكفار ، والتحاكم معهم إلى قوانين طاغوتية .

*وبين تحقيق مصلحة الدعوة ، والتنازل عن محكمات الملّة .

*وبين الغربة المشروعة ، والعزلة المذمومة .

*وبين الصبر المحمود ، والسكوت عن الحق جزعا من إنكاره .

*وبين أناة الحكمة ، والركون إلى الذين ظلموا .

*وبين الاستفادة من الوضع السياسي القائم لصالح الإسلام ، والذوبان فيه .

*وبين ارتكاب أخف الضررين عند التزاحم ، والارتكاس بالنفاق والذنوب .

*وبين فعل الأرجح عن التعارض بين المفاسد والمصالح ، واتباع هوى النفس والحزب .

*وبين المداهنة في الحق ، والمهادنة عند الحاجة .

*بين جعل الواقع موضع الحكم ، وجعله مصدر الحكم.

*وبين التقية عند الإكراه ، والخوض في الباطل طمعا أو خـــورا .

*وبين مراعاة مقتضى حال المدعو ، والافتراء على دين الله وتغيير شريعته .

-------------

*وبين السياسة الشرعية ، وإرضاء السلاطين والأهواء الشخصية أو الحزبية .

*وبين كلمة حق عند سلطان جائر وهي أفضل الجهاد ، ومخالفة وليّ الأمر.

*وبين الإمام الشرعيّ ، والحاكم المرتد .

*وبين الصبر على جور الوالي صيانة للدماء ، والسكوت عن تسخيره مقدرات الأمـّـة لأعدائها .

*وبين البيعة الشرعية ، واتباع دين الوطنيّة العلمانيّة .

*وبين حب الوطن الفطري ، وعبادة الحدود السياسية التي وضعها المستعمر.

*وبين الانتماء الديني ، والعصبية الوطنيّة .

*وبين الولاية الشرعية ، والسلطة العلمانية .

*وبين استهداف ردء المحتل وأعوانه ومددة ، وقتل الأبرياء .

*وبين اشتراط الإمام للجهاد فلا يشترط ، واشتراط إذنه إن كان قائما به .

*وبين الجهاد المشروع ، والفساد في الأرض.

*وبين التحريض على الجهاد ، وإثارة الفتنة .

*وبين نصرة أخوة العقيدة الواجبة ، ومقاتلة المعاهدين .

*وبين الغلظة على الكافرين ، والطغيان .

*وبين الإثخان في العدو ، وقتل النفس التي حرم الله .

*وبين مسألة التترس ، والرهق في الدماء .

*وبين حل أموال الكفار في دار الحرب عند إعلان جهاد الطلب، والنهب والسلب بين ظهرانيهم بغير حق .

------------

*وبين الحب في الله ، والحب في الحزب "الإسلامي" .

*وبين الأخوة في الله ، والانتماء الحزبي الضيق .

*بين التعاون على البر والتقوى ، والتحزب المذموم .

*وبين العالم الرباني ، والمفتي الموظف السلطاني.

*وبين الفقهاء المستبصرين ، والوعاظ المتحمسين.

*وبين النصيحة ، والتشهير .

*وبين القيام لله ، والانتقام للنفس .

*وبين الرد على المخالف ، والتطاول على العلماء رعونة وطيشا .

*وبين نفع الخلق ابتغاء الثواب ، وحبّ الجاه .

*وبين نشر الدعوة بين النساء ، ومداخل الشيطان بين الرجال والنسوان .

* وبين بيان الحق تحذيرا من البدع ، والخوض في الأعراض بغير حق .

* وبين علم الجرح والتعديل لتحقيق الإسناد ، وإشغال النفس بعيوب الخلق.

---------------

*وبين الإيمان الذي يصير به العبد مسلما ، والتصديق المجرد.

*وبين اتباع الرسول حباً أكثر من النفس والولد ، و الغلو فيه المقتضي لعبادته.

*وبين حق الله ، وحق الرسل والأولياء .

*وبين الفناء عن عبادة غير الله الذي هو حقيقة التوحيد ، وعن شهود غير الله الذي هو الزندقة .

*وبين تنزيه الله تعالى ، وتعطيل صفاته العلية .

*وبين الإيمان بالقدر الذي هو ركن من أركان الإيمان والجبر الذي هو بدعة.

*وبين حب أهل البيت ، وعبادتهم من دون الله .

*وبين الوصية بأهل بيت النبوة ، وتكفير الصحابة رضي الله عنهم .

*وبين المصالح المرسلة الشرعية ، والمحدثات والبدع .

*وبين التوكل على الله ، والعجز .

*وبين الزهد الشرعي ، والتصوف البدعي.

*وبين القياس الصحيح ، والرأي المذموم في الدين .

-----------------

*وبين التورق الذي أباحه بعض العلماء ، والربا .

*وبين التكافل المشروع ، والتأمين التجاري المحرم .

*وبين السبق المباح ، والميسر الرجز من عمل الشيطان .

*وبين الأناشيد المحمّسة النفس على الخير ، والمعازف التي هي رقية الشيطان .

*وبين الاستعمال المباح لوسائل العصر ، والتشبه بالكفار .

* وبين النكاح المشروع ، والزواج بنية الطلاق المحرم .

---------------

*وبين الانتفاع من علم العلماء اقتداء بهم وتوقيرا ، وتقليدهم جهلا وتعصبا .

*وبين الشديد في الحق ، والحُطَمة .

*وبين الورع المحمود ، والوسوسة .

*وبين الغيرة المحمودة ، وتتبع العورات.

*وبين الحذر ، والشك في غير محلة .

*وبين حسن الظن المطلوب ، والبلاهة .

*وبين الجود المحمود ، والإسراف والتبذير .

*وبين الوقار ، والكبر .

* بين الحب المشروع والمحمود، والفواحش.

*وبين الحلم والتروي حتى الظفـر، والجبن والخـــور.

*بين مخالقة الناس بخلـق حســن، ومجاراتهم في باطلهم .

نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويرقنــــا اجتنابه ، ويجعل لنا فرقانا نفرق به بين الحق والباطل ، آمين .



الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006