المرحلة السابعة : وضع شريعة للشيطان ، قوانين تعاقب من يعترض على المنكر ، وينهي الناس عنه ، ويحاربه .
وتأمل كيف تبدأ خطوات الشيطان بالنظر ، ثم لا يرضى من بني آدم حتى تنتهي خطواته بتشريع شريعة هي دين الشيطان ، يستعبد بها بني آدم ، ويطمس فطرتهم .
وتكونه النهاية المأساوية للغزو الفضائي هي :
1ـ اتخاذ إله الغرب الجديد ، وهو حب الدنيا ،وعبادة شهواتها ، وملذاتها ، اتخاذه إلها جديدا للناس في العالم الاسلامي بل العالم أجمع تحت شعار ( العولمة الثقافية ) ، ثم يسبحون بحمده بكرة وعشيا ، عبر استقبالهم لهذه الفضائيات ، التي تحمل ظلمات الضلال ، يملي عليهم بها الشيطان دينه الباطل ، ويصرف بها قلوبهم عن عبادة الله تعالى الواحد القهار .
2ـ محاربة عقيدة الولاء والبراء ، وتقويض اعتزاز المسلم بالانتماء إلى دينه الإسلامي ، واستبدال ذلك بانتمائه إلى لاشيء ، لاشيء سوى حب هذه الحياة الدنيا وملذاتها وزينتها .
3ـ وعلى مستوى الأخلاق :
هو باختصار إحلال أخلاق الغرب ومفاهيمه محل الأخلاق الإسلامية ومفاهيمها ، ومن الآثار السريعة المشاهدة لهذا الغزو :
ـ انتشار التبرج وإفساد المرأة .
ـ انتشار الزنى ( التبرج ـ الاختلاط ـ المعاكسات ) .
ـ الأمراض الجنسية الشذوذ …الخ .
جهاد هذا الغزو الفضائي :
يجب على كل مسلم أن يتعلم خمسة مفاهيم قرآنية مهمة :
المفهوم الأول : أن الله تعالى أراد من خلق الحياة الدنيا إبتلاء الإنسان ، ولهذا خلق الشيطان ، ثم أرسل الرسل ، ليتحقق بتعارض دعوة الشيطان ، وجهاد الرسل وأتباعهم لفتنته ، يتحقق الغرض من الابتلاء ، ويتميز الناس إلى مؤمن وكافر ، وبر وفاجر .
المفهوم الثاني : أن الصراع بين الحق والباطل ، ماهو إلا انعكاس للحقيقة التي دل عليها المفهوم الأول ، وأنه صراع لن يتوقف حتى تنتهي الدنيا ، يمثل الحق فيه الرسل وأتباعهم ، ويمثل الباطل الشيطان وجنوده .
المفهوم الثالث : أن الله تعالى كتب أن يكون الحرب بين الحق والباطل مداولة ، تارة ينتصر الحق ، وتارة يبتلي الله تعالى أهل الحق ، بجولة للباطل ، كما قال تعالى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) .
المفهوم الرابع : أن الحق لابد أن يكون له الانتصار الأخير والنهائي ، ولا تنتهي الدنيا حتى يختمها الله تعالى بانتصــار الحق ، كما قال تعالى ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) ، فصولة الباطل ساعة ، وصولة الحق إلى قيام الساعة .
المفهوم الخامس : أن الله تعالى إنما ينصر الحق بجهاد المؤمنين ، كمــا قال تعالى ( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم ) وكما قال ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ) .
ومن هنا فالواجب على المؤمنين ، جهاد فتنة الشيطان ، وذلك بسلاح الدعوة إلى الإسلام ، بكل ما أتوا من وسائل متاحة ، فيجب عليهم منازلة جنود الشيطان ، بسلاح الإعلام ، فيستغلون الفضائيات أيضا لنشر دعوة الرسل ، ومفاهيم القرآن ، وأخلاق الإسلام .
وكذلك يستغلون الإنترنت ، بل كل وسيلة مشروعة ، يقتحمونها ليصارعوا ويجاهدوا فيها فتنة الشيطان ، وليدعوا الناس إلى الحق والخير والهدى الذي جاء به القرآن ، وليس ثمة حل لما يتعرض له العالم الاسلامي من غزو فضائي إلا صده ودفعه بغزو فضائي مضاد ، يحمل الدعوة الإسلامية في قالب عصري ، يخاطب الناس بما يعقلون ، ويقدم لهم مفاهيم الإسلام بما يفهمون ، ويفند فتنة الباطل ، ويفضح مافيها من زخرف خداع .
وهذا الجهاد واجب على كل قادر ، وقــد قال صلى الله عليه وسلم ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم ) .
وليس بالضرورة أن تكون ثمرة هذا الجهاد هداية الناس جميعا ، بل ثمرته أن يهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، وهذه ثمرة دعوة الرسل جميعا ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .