THE WEST AND THE REST!

 

THE WEST AND THE REST!
 
،
حامد بن عبدالله العلي
،
من أعجب العجـب في هذا العصـر المليء بالأعاجيب أنّ العالم الغربي الذي :
 
يحمل أكبر رصيد لخوض حروب الإبادة.
 
والتهجيـر القسري الإجرامي.
 
والتاريخ الإستعماري البشـع.
 
والسلب والنهـب المنظّم لثروات الشعـوب ، بالتحكـّم بمركز الإقتصاد العالمي ، وبأماكن ، وأسعار المواد الخام الإستراتيجية ، وبدعمه الأنظمة المستبدة ، وعقد صفقات السلاح الضخمة معهـا ..إلـخ$$$
 
والذي تولّدت فيه ، ومنه ، الفلسفات المادية المدمّرة للإنسانية وقيمها كالدارونية ، والنتشوية ..إلخ ، وأكثر الفلسفات العنصرية ، كالنازية ، والفاشية ، وقـد احتضن الصهيونية ورعاها ، ويرعاها وجرائمها إلى اليوم.
 
والذي يحمل أكبر رصيد في ممارسة العنصرية المتمثـلة في تعبئة الرجل الأبيض بتقديس ( الأنا ) وبالتعالي على (الآخر) ، وبأن العالم الغربي هو وحده الذي يملك المشروع الحضاري الوحيد الجدير بالإحترام .
حتى أشبـع شعوبه عنصريةً ، بروح المثل الإنجليزي القائـل
،
THE WEST AND THE REST!
 
والذي حمـل أكبر رصيد في إرجاف ، وإرهاق ، وإرهاب العالم كلّه ، في دوّامة الحرب الباردة ، حتى كان العالم حابسا أنفاسـه طيلة عقود بسببها ، ودفعت كثير من الشعوب ثمـن هذه الحرب بملايين الضحايا ، و التي كان محورها يقوم على التنافس على سرقة ثروات الشعوب وإستعمارها.
 
وهــو مستمر في طغيانه هذا ، وفي إفساده في الأرض ،
 
 وفي ضـخّ عبادة المادية النفعية ، والسعي وراء اللّذة المباشـرة ، ضخـّهما في روح العالم بأسره ، حتى تضخّمـت الإباحية ، والأمراض الجنسية كالإيدز الذي يغزو العالم في حرب إبادة منظمـّة متصاعـدة ، وانتشرت الجريمة ، وتفككت الأسر ، وتحولت المرأة إلى سلعة رائجة في تجارة الرقيق الأبيض التي مركزها أوربا .
 
ومازال ممعـنا في سحـق الأمم ، ومص دماء الشعوب ، لإرضاء هذا الإله المادّي الذي خضع له الغـرب خضوعا تامّـا ، وحرب إحتلال العراق ، وأفغانستان مثالان من أمثلة كثيـرة .
 
أنّ هذا العالم المتخـم بالإجرام ، يتهم الإسلام بالوحشية ، والإرهاب ، والتخـلّف ، وعدم التسامـح ، ثـمّ يظهـر بين الحين والآخر من الشخصيات البارزة في الغرب من يتطاول على المسلمين ، ويصفهـم بأقبح الصفات .
 
وهذا كما بين الله تعالى أن أعداء هذا الدين ، ممن يظهرون خلاف ما يبطنون ،  يصفون أهل الإسلام  بالسفـه ، وردّ الله تعالى عليهم ، بأنهم هم السفهاء ولكن لايعلمون ، وأنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون.
 
قال الحق سبحانه : (إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ،  قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ، ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) .
 
فجمع الله تعالى لهم أقبح وصفـين ، وهمـا :  اختلال التصوّر في منظومة القيم ، وهـو السفـه ، والإفساد في الأرض ،
 
وقدم الإفساد في الأرض بالعمل الظاهر ، لأنّهم ممـّن يظهرون خلاف باطنهم ، فقدم دلالة قُبحِ أعمالهم لتكون دليلا قاطعا على ضلالهـم ، على قاعدة الإيمان في ارتباط الظاهر بالباطن ، ولبيان أن إفسادهم في الأرض ، نابع من فساد إيمانهم ، وفي ذلك دلالة لاتخفى على أن الإيمان هـو السبيل الأوحـد للإصلاح في الأرض.
 
وتدبـّر كيف جعل آثار سفههم بتركهم الإيمان بهذا الدين ، سبيلا إلى الإفساد في الأرض ، وهو إفساد عام يطال كلّ شيء ، كما يدل على ذلك ظاهر حال الغرب الكافر ، فإنه مسؤول حتى عن اضطراب المناخ العالمي ، مما أدى إلى كوارث غير مسبوقة في تاريخ البشرية ، من ناحية تسارع تكرارها في أنحاء كثيرة من العالم ، وهو من أشراط الساعة.
 
ومن تأمّـل حقّ التأمّل سنن الله الكونية ، في ضوء آياته القرآنية ، تيّقن أن
 
THE REST WILL BEAT THE WEST
،
وأنّ الإسلام هو الذي سيقود ( THE REST) ، في هذه المعركة ، بل هو الذي يقودهـم الآن ،
 
فهو الدين الوحيـد الذي :
 
يحمل شعـلة القيم القادرة على إضـاءة العالم ، بأنوار الأخلاق والفضيلة .
 
ويحمـل العزيمـة الماضية على إلحاق الهزيمة بالنظام العالمي المستبد الجديد وأذنابه .
 
ويحمـل المخزون التاريخي الهائل من الإنتصارات على الأنظمة الجاهليّة الظالمة.
 
ويحمـل المستقبل الواعـد للبشـرية .
 
هذا ، ودوائر السياسة الغربية تعرف هذا ، ولهذا فهـم يظهرون مكنون أنفسهـم بالتهجـم الوقـح على الإسلام بين الحين والآخـر ، وما تخفي صدورهـم أكبـر .
 

( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار * إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلاّ كبرٌ ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير)


الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 17/08/2007