بقلم حامد عبد الله العلي
كبلوهم ، قتلوهــــم ، مثلوا *** بذوات الخدر ، طاحوا باليتامى !
ذبحوا الأشياخ والزمنى ولــم *** يرحموا طفلا ولـم يبقوا غلامـا
أحرقوا الدور ، استحلوا كل ما *** حرمت لاهاي في العهـد احتراما
بارك (الأمريكي) في أعمالهم!! *** فسلــــوه بارك القـوم علاما
أبهـــــذا جاءهم إنجيلهم *** آمرا يلقي على الأرض سلاما؟!!
يقول روبرت فسك الكاتب في الاندبندت في مقال بتاريخ ( 8/4) الجاري عن مطالبة الرئيس بوش بانسحاب جيش شارون من الأراضي المحتلة : ( ولكن إن كان جادا فعلا في طلبه لماذا لا يسأل شارون عن مصير 1000 معتقل فلسطيني مكتـفين ومعصوبي الأعين والأفواه،أو كيف تم إعدام 5 رأيتهم بأم عيني مقيدي الأيدي معصوبي الأعين وآلاف الأبرياء ممن قتلهم شارون عمدا وبدم بارد) ، وما لم تره عين روبرت ، وما وقع بعد كتابة مقاله هذا ، أضعاف أضعاف ما رآه ، فقد اعتقل الآلاف وقتل المئات ، وسالت الدماء أنهارا .
وسنطلق على شاورن بعد اليوم اسم ( شارون الفاضح ) لان هذه المجازر التي يرتكبها حول المسجد الأقصى كل يوم ، والدماء الزكية التي تهراق هناك ، تستغيث فلا تغاث ، وتستصرخ الضمائر الحية فلا تجاب :
ضج الحطيم وضج البيت والحرم واستصرخت ربها في مكة الأمم
في كل يوم قتال نقشعــــر له وفتنة في ربوع القدس تضطـرم
إن هذه المجازر فضيحة أسقطت زيف الأقنعة ، فقد انكشف الغطاء ، عندما توجهت قنابل الغاز ، ورصاص جيوشنا العتيدة ، نحو صدور المتظاهرين في عالمنا العربي ، لينحروا أيضا كرامة الشعوب العربية في عقر دارها ، وهي ترى الضحايا في فلسطين تساق إلى منحرها ، كلما نفذت ذخيرة المجاهدين!!!
وأما شارون فقد بدا أنه خارج دائرة مساءلة زعيمة العالم الحر المتحضر!! لان جرائمه مادامت تلغ في دماء المسلمين ، فإنها لا تتنافى مع الحرية والتحضر وحقوق الإنسان ، ولقد أثبتوا بسكوتهم عما يفعله المحتلون في فلسطين ، انهم لا يفقهون شيئا عن مبادئ وقيم الحضارة وأن حماية الكيان الصهيوني ، ومصالحهم الخاصة ، هي المبادئ التي يؤمنون بها فحسب ، وأنهم لا يحاربون الإرهاب كما يزعمون ، وإنما يحاربون من يعادونه دينيا أو سياسيا أو اقتصاديا وفق مصالحهم الخاصة.
الحق منتهك المحارم عندهم *** والعدل وهم والوفاء هبـــاء
وقد قلنا هذا مرارا وتكرارا ، مما لازالت الأيام تشهد بصدقه ، غير أننا لا ينبغي لنا أن نلومهم ، فهم أمة تبحث عن عزها ومجدها ، ولماذا يبكون على كرامتنا ، فالعيب إنما هو فينا ، نحن الذين رضينا بحياة المهانة عندما أسلمنا رقابنا إلى أعداءنا ، وصدقنا أنهم يريدون لنا عزا ، أو يبتغون لنا نصرا ، أو ينشدون سلاما يرجعون به حقوقنا المسلوبة ، وتركنا وصية الله تعالى لنا إذ قال ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكــــم لايألونكم خبالا ، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) .
والآن قد وجد أبطال الانتفاضة الطريق ، فقد هتف النصر بهم ، فأجابوه ، لكنهم أبصروا في طريقه الأهوال ، فعلموا أن لاسبيل إليه دون اقتحامها ، فاقتحموها بصدق عزائم الرجال ، رجال يمشون إلى الموت مشيا فيه خطرفة ، لا يصدهم عن النصر لو قيل إنه محال ، فاليوم سيلثم تاج العز جباههم ، ويهتف الزمان:
هكذا المسلمون والعرب الخــا لون لا ما يقولــه الأعداء
ليس للذل حيلـــة في نفوس يستوي الموت عندها والبقاء