استعدوا لتغيير قريب وأمر من الله تعالى عجيب

 

استعدوا لتغيير قريب وأمر من الله تعالى عجيب

حامد بن عبدالله العلي


لا أدري ـ إن كان هو دعاء مستجاب ـ أي ولي من أولياء الله تعالى ، في أي بقعة من بقاع الأرض ، يجهله الناس ويعرفه رب الناس ، قـد دعا على أمريكا لتدخل العراق ، لتغرق في وحله ، والآخر الذي دعا على الدنمرك لتقع هي الأخرى في مكر السوء الذي دارت عليها

غير أنه بلا ريب قد استجاب الله دعاءهما ، فتولد من هاتين الحماقتين الصليبيتين ، وسيتولد منهما ـ بإذن الله ـ مـا هو من جملة البشارات التــي ما زلنا نبشر بها أمتنا بالنصر القريب ـ وكل ما هو آت قريب ـ وبا نقلاب موازين المكر الصهيوصليبي العالمي ، إلى ضد ما كانت تمنيهم بهم أنفسهم الشيطانية التــي لا تأمر إلا بالسوء .

كل ما نحتاجه هو :

المحافظة على العزيمة الماضية ،

ومواصلة الجهد ، والجهاد ،

وعدم الاستكانة للعدو ، كما أخبر الله تعالى عن السالفين من أنصار الأنبياء :



فاستعدوا يا أمة الإسلام لتغيير عالمي قريب ، وأمر من الله تعالى ياتي بالفرج عجيب ، وبشائر تتابع على أهل الإسلام ، وآيات من رب العزة تتوالى إثر بعضها بانتظام ، فلا تستقر إلا مع نور الفجر يسطع ، وبالدين إلى الظهور والعز يرجع .

اقتراح بتأسيس رابطة للتجار المسلمين
بما أن مقاطعة المعتدين الدنمرك قد أثمرت بحمد لله آثارا عظيمة النفع ، للأمة ، ولقنت درسا عالميا في احترام قيم الإسلام ، فأقترح أن يتم تأسيس رابطة عالمية تجمع أكابر تجار المسلمين يتعاهدون فيما بينهم على نصر الإسلام بمقاطعة الشركات التــي تتطاول على ديننا ، ويضعون لهم مستشارين من أهل العلم بالشرع ، والمعرفة بالاقتصاد ،
فان مجرد إعلان هذه الرابطة ـ على خلفية هذه الآثار العظيمة لمقاطعة الدنمرك ـ سيحدث ردعا عالميا لمن تسول له نفسه التعدي على إسلامنا ، وسنجبر كل صهيوني صليبي وقح على إحترامنا ، كما استطاع اليهود أن يرضخوا أوربا وأمريكا على احترام رموزهم ،
وإذا لم يتم اغتنام هذه الفرصة التاريخية فقد لاتتكرر مرة أخرى ، فأسأل الله أن يجعل لهذا الإقتراح آذانا صاغية في بلاد الإسلام وبين التجار الصالحين إنه مجيب الدعاء .


{ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }

والوهن يصيب العزيمة ، وهو انكسار الجد ، والضعف يصيب الجهد ، والإستكانة هي الذل للعدو


ومادام القوم لايصيب عزائمهم وهن ، ولا جهدهم المتواصل ضعف ،ولا يذلون لعدوهم ، فسيصلون إلى النصر باذن الله .

وعندما نتحدث عن النصر هنا ، فانما نعني نصر الأمة بكاملها ، لا حزب ولا جماعة ولا جبهة قتال محددة ،

النصر الذي يبدأ بانطلاق روح التغيير الإسلامي وتشبع وتشبث عموم الأمة بها ،

ثم إقامة النظام السياسي القائم بها وعليها ،

ثم تغيير موازين النظام الدولي الحالي إلى فصل الأمة الإسلامية ، وانفصالها عن الإنضواء تحت غيرها ، أو مع غيرها تحت أي مظلة جاهلية .

هذا النصر قادم ، بشائره لائحة ، وآياته واضحة .

فالعالم يتحرك سريعا نحو تحور حضاري هائل ، ومنعطف تاريخي ، يحول الإسلام إلى قوة عالمية ،

ومعلوم أن أي حضارة ، إنما تعيد تجلياتها التاريخية ، على خطا أول انبعاثها ، وهكذا انبعث الإسلام ـ على قلة العدد ،وضعف العتاد والمدد، وضخامة التحدي حوله ـ بالدعوة وبث الرسالة ، ثم تدرّع بالجهاد ، ثم واجه الأعداء في صدام حضاري عالمي ، ثم تربع متمكنا بقوة الحديد ، مجتمعا على عقيدة القرآن المجيد ، على مشهد النظام الدولي .

وكذلك هـــو اليوم يسير هذه الخطا ، ويتعاظم أمره ، ويعلو خيره ، وذلك واضح لا يخفى على أحد ، فالإسلام :

معركته مع أعداءه ،

والتخوف من عودته ،

وأنباء جهاده ،

قد غدا هو أهم نبأ ، وأول ما يبدأ به النذير إن بدأ ،

وإنا حيا الإسلام بعد أن كان جامدا ، ونفخت فيه هذه الروح بعد أن كان خامدا ، بالجهاد ، فهو روحه ، وبه حياته : كما قال ابن القيم :


( قال الواحدي : والأكثرون على أن معنى قوله {لما يحيكم} هو الجهاد وهو قول ابن اسحق واختيار أكثر أهل المعاني قال الفراء إذا دعاكم إلي إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا لجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم ، قلت الجهاد من أعظم ما يحيهم به في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة أما في الدنيا فان قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى {ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } ،

وأما في الآخرة فان حظ المجاهدين والشهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة لما يحيكم يعني الشهادة )


والمتابع للمشهد العالمي يلحظ بوضوح أن المنطقة هنا تهيأ لحرب جديدة ، سيتطاحن فيها الفرس و الروم ، في صراع هيمنة على العراق والخليج ،

وقد ذكرنا فيما مضى في مقال سابق ، أن ليس ثمة اليوم في هذا الجزء الهام والأخطر من العالم إلا ثلاثة مشاريع :

المشروع الإيراني ،

والمشروع الصهيوصليبي ،

ومشروع الجهاد الإسلامي العالمي ، الذي يلقى في طريقه التخذيل وأنواع الإرجاف والتشكيك ، غير أنهم ماضون لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ، وسيصلون ـ باذن الله تعالى ـ إلى أهداف أكبرمما كانوا يتخيلون ، وما ذلك على الله بعزيز ، وتلك عادته مع أولياءه .

وستبقى ـ والله أعلم ـ المنطقة تحت تداعيات ، صراع الهيمنة الفارسي الصفوي ـ الصهيوصليبي، ومع انشغال محور الشر العالمي بقيادة الصهيوصليبية العالمية بمناوشات أخرى ، فتـرة من الزمن ، ستبقى المنطقة في فوضى ممهدة لتغير دولي ، ستلقي بآثار نافعة لمشروع الجهاد الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم في أنحاء العالم الإسلامي ،

وكل المؤشرات ـ بحمد الله تعالى ـ تتجه نحو غاية واحدة :

الجبهة الصهيوصليبية بقيادة أمريكا ، من ضعف إلى ضعف ، ومن ورطة إلى ورطة ، وفي وحل أخطاء تولد أخطاء ، ومن فضيحة إلى فضيحة ، تخسر الأنصار كل يوم ، وتكسب الأعداء كل يوم .

والجهاد الإسلامي العالمي ، من نصر إلى نصر ، ومن فرج إلى فرج ، ومن عزيمة إلى عزيمة أشد ، ومن نجاح إلى نجاح أعظم ، يكسب الأنصار كل يوم ، ويهزم الأعداء كل يوم .

وإذا لم يدل هذا كله ، على أن الإسلام يتجه نحو صعود عالمي حتمي ، فلن يصح في الأذهان شيء .

وأهم المهمات اليوم ، التركيز على مصابرة العدو ، و البقاء مرابطين في الطريق ، وتحت الراية ، حتى النصر ، أو نسلم إنجازاتنا إلى الجيل القادم باذن الله ، فيبني عليها إلى النصر الكامل ، والعاقبة للمتقين .

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006