إكمــــال المقـال ،،الحكومة بين مذاهب خلع الحكومة 2ـ3 |
|
وهؤلاء قوم أساؤوا فهم نصوص من الوحي نزلت بالحق ، وكلام أئمة العلم الناطقين بالصدق ، فانزلوها في غير منازلها ، ووضعوها في غير مواضعها ،
وجعلوا ـ بسوء فهمهم ـ الصبر هو الفريضة الوحيدة على الرعية من المسلمين ، في حالة فســاد السلطة السياسيّة ، مهما انحـرف إنحرافها ، وبالغا ما بلغ عن الحق إنصرافهــا !!
ذلك أنهم قالوا : ليس على الرعية من المسلمين سوى الرضا ، بما قدر الله وقضى ، فليمض القــدر بما فيه ، من آتاه الله الملك لاحساب ولا عذاب ، يفعل ما يشاء ، ، ومن كره رد يده في فيه !
فهم في مذهبهم السياسي الخبيث هذا ، كمثل القدرية المثبتة ، الجبرية المتعنّتة ، في ضلالهم العقدي .
وسلف هذه الفئة الضالة ، من ضلّ من هذه الأمّة في باب الإمامة ، كمثل ما قاله التيجاني الصوفي : ( وسلِّموا للعامة وولاة الأمر ما أقامهم الله فيه من غير تعرض لمنافرة أو تبعيض أو تنكير ، فإن الله هو الذي أقام خلقه فيما أراد ، ولا قدرة لأحد أن يخرج الخلق عما أقامهم الله فيه " جواهر المعاني " (2/165-166)
وكما ذكر ابن كثير : ( وقد كان يزيد ـ يعني يزيد بن عبدالملك بن مروان ـ هذا يكثر من مجالسة العلماء قبل أن يلي الخلافة، فلماولي عزم على أن يتأسى بعمر بن عبد العزيز، فما تركه قرناء السوء، وحسنوا لهالظلم ، قال حرملة: عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: لماولي يزيد بن عبد الملك قال: سيروا بسيرة عمر، فمكث كذلك أربعين ليلة، فأتيبأربعين شيخاً فشهدوا له أنه ما على الخلفاء من حساب ولا عذاب البداية والنهاية 9/260
كما حكى اللهُ تعالى عن المشركين :
( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ دُونِـهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّالْبَلاَغُ الْمُبِينُ ) ..
وتتعلق هذه الفئة الضالة بمتشابه نصوص الوحي ، زاعمين الاحتجاج بما ورد في الصبر على جور الولاة من أحاديث ، وما جاء من كلام العلماء في القديم والحديث :
قالوا :