بيــان بشأن ضم الصهاينة لمسجد الخليل إلى آثار الكيان الصهيوني |
|
الإبتلاع الإيراني للكويت هنـا
بيــان
بشأن ضم الصهاينة لمسجد الخليل إلى آثار الكيان الصهيوني
دعوة الضفّة للإنتفاضة ، والأمـَّة لدعـم الجهـاد
الحمد لله الذي جعل هذه الأمّة أمة الجهاد ، والصلاة والسلام على المبعوث بالهدى والرشاد ، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه ، ومن سار على نهجه ، واقتفى أثره إلى يوم المعاد ، وبعـد :
فقد أقدم الصهاينة _ أشد الناس عداوةً للذين آمنوا _ على إعلان إستيلائهم على مسجد الخليل جنوب الضفة الغربية ، وضمه إلى قائمة ما يسمَّى (الآثار التاريخية التراثية) ، الموضوعة على قائمة الترميم ، وهـي خطوةٌ جديدةٌ في طريق استيلاء المغتصبين الصهاينة على كامل المسجد ، بعد أن استولوا على بعضه ، ومخططهم هو تحويله إلى كنيس يهودي بعـد إزالة جميع معالمه الإسلامية$$$
ومعلوم أنَّ مسجد الخليل الذي يقع جنوب شرق مدينة الخليل ، هو مسجد كبير يُعـد أقدم المساجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى حيث بني عام 15 هـ ، فهو ثاني أعظـم مقدسات المسلمين في فلسطين بعد بيت المقدس ، وقد بقي مسجـدا تقام فيه الصـلوات ، طيلة العهود الإسلامية قبل الحروب الصليبية ، حتى أعاده صلاح الدين الأيوبي عام 587هـ ، بعدما حوله الصليبيون إلى كاتدرائية لمدة90 عاما ، ثم رجع إلى المسلمين ، حتى رفع المغتصبون الصهاينة العلم الصهيوني عليه عام 8/6/1967م ، غير أنه بقي مسجـدا إسلاميا حتى إعتداء عام 94م ، عندما وقعت المجزرة ، ثم بعد ذلك بدأت الإعتداءات المتوالية عليه ، بما فيه ذلك منع رفع الأذان على مآذنه.
وقد قامت السلطة (الأوسلوية ) الخائنة ، تحت قيادة الجنرال الصليبي الصهيوني دايتون ، بالتخلي عن المنطقة التي فيها المسجد _ وحولها خمسة مواقع فلسطينية ، حُوّلت إلى بؤر إستيطانية _ قامت بالتخلي عنها للصهاينة بموجب ما يسمى ( بروتوكول الخليل ) عام 1996م ، ومن ذلك الحين والسلطة الخائنة تتعاون مع الصهاينة لتحقيق هدفهم في الإستيلاء على المسجد ، وتحويله إلى كنيست.
وكان آخر ماقامت به هذه السلطة منع المتظاهرين من مواجهة جنود الإحتلال بعد إعلان القرار أمس ، وسدَّت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة كلَّ الطرق إلى المسجد لمنع أهل الخليل من الوصول إليه ، بل واعتدت على الشباب الذين رموا الحجارة على الجنود الصهاينة ، وإبعدتـهم بالقـوّة عن خطوط المواجهـة ، فما كان من هؤلاء الفتية إلاّ أن رموا أجهزة السلطة بالحجارة كما يرمون الصهاينة !
ولاريب أنّ هذه الخطوة الخطيرة هي من أعظم الجرائم في حقّ الأمة الإسلامية ، وأشنـع الاعتداءات على مقدساتها ، وهي تستوجـب إندلاع لهيب الإنتفاضة الثالثة في فلسطين ، مدعومة من العالم الإسلامي ، إلى أن تنتهي بإسقاط هذا القرار ، مع سقوط سلطة الخيانة ،والتآمر الفتحاوية الدايتونية .
كما أنَّ هذا القرار الخطير يكشف بوضوح :
أنَّ خطّ الخنوع والإستسلام الذي يقوده المتاجرون بمقدسات المسلمين في القدس ، وهم عباس وزمرته ، والمدعوم مما يسمى محور (الإعتلال) العربي ، هذا المحور الشريك لجرائم الصهاينة ، بحصاره المقاومة في غزة ، ومنعه لكلِّ سبل دعمها ، ليس سوى الجزء الأخطـر من المؤامرة الصهيوصليبية على مقدسات الأمة الإسلامية.
وأنَّ هذا الإستغوال الصهيوني على مقدسات الأمة ، ماهو إلاّ نتيجة حتميـة لخطاب الذلّ ، الذي يقوده تيار الإنهزام المتمثل في علماء السوء ، ومثقفي الدياثة الفكرية ، من مأجوري الحملة الصليبية ، المشغولين بتشويه صورة الجهاد ، وحصـار ثقافة المقاومة ، هذا الخطاب الذي يرعاه النظام العربي ، يمجد رموزه الطالحة ، ويلمع وجوههم الكالحة ، ويمكنهم من تزييف وعي الأمّة الإسلامية.
وأنَّ نهاية كلِّ طريق يسلك مع الصهاينة في القضية الفلسطينية ، سوى طريق الجهاد ، والمقاومة ، هو هدم كلِّ مقدسات المسلمين في فلسطين ، وعلى رأسها المسجد الأقصى ، وتحويلها إلى معابد يهودية ، وإضاعة كلِّ حقوق المسلمين في الأرض المقدسة.
ومن هنا فمن أعظم الواجـبات اليوم ، هو إنطـلاق حملة شاملة لنصرة مشروع المقاومة في فلسطين ، والذي يقوده معسكر غزة الصامدة ،
ولإسقاط معسكر التآمر والخيانة في الضفة الغربية ، وإخراج كلِّ المجاهدين الشرفاء في سجون السلطة العميلة ، ليقودوا إنتفاضة جديدة تحـرق في لظاها كلّ المؤامرات الصهيونية على مقدساتنا ، كما فعلت الإنتفاضة الأولى ، والثانية .
وهذا يستوجب إستنهاض كافة الطاقات الإسلامية في الأمة ، وحشدها في إتجاه الخطاب الجهادي ، الذي يركز على مفاهيم توحيد الأمِّة ضد العدو الصهيوصليبي ، واسترجاع عزتها ، لإسترداد حقوقها ، وعلى تزييف كلِّ ما سواها .
دعما لكلِّ الحركات الجهادية في العالم الإسلامي ، وعلى رأسها الجهاد الفلسطيني المبارك رأس حربة الأمة في مواجهة العدو الصهيوصليبي .
هذا البيان ، على الله تعالى البلاغ ، وهو حسبنا ، عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكـلون .
حامد بن عبدالله العلي
10ربيع الأول 1431هـ الموافق 24فبراير 2010م
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 24/02/2010