إعصـار التغييـر قادم

 

إعصـار التغييـر قادم
،
حامد بن عبدالله العلي
،
يقول الجنرال شلومو غازيت الصهيوني الذي كان قائدا سابقا للإستخبارات العسكرية الصهيونية : ( لم تتغير مهمة إسرائيل الرئيسة قط [ منذ أن هوى الإتحاد السوفيتي] وهي باقية على أهمّيتها الحاسمة ، فموقع إسرائيل الجغرافي في وسط الشرق الأوسط العربي ـ المسلم ، يجعل قدر إسرائيل أن تكون الحارس الوفي للإستقرار في كامل البلدان المحيطة بهـا ، إنّ دورها هو حماية الأنظمة القائمة ، لمنع عمليات التحوّل الراديكالية أو وقفها ، وعرقلة إتساع الحماسة الدينية الأصولية ، ولهذا الغايـة ستمنع إسرائيل حصول تغييرات ماوراء حدود إسرائيل ، التي تعتبـرها تغييرات لاتطاق ، وإلى حـدّ إحساسها بأنها مجبرة على إستخدام كلّ قوتها العسكرية من أجل منعها ،  أو اجتثاثها ) الباحث اليهودي إسرائيل شاحاك في كتابه الديانة اليهودية ص 31$$$
،
 
لقد أصبح من المكرور المملّ القول بأنّ الكيان الصهيوني يؤدي مهمّة (مضاد النهضة الإسلامية ) في المنطقـة ،
،
 وأنّ النظام العربي وضع بعد سقوط الخلافـة ليؤدي ثلاث مهمات :
مهمـّة ضمان عدم عودة الخلافة ،
ومهـمّة حماية الكيان الصهـيوني ،
ومهـمة إبقاء الشعـوب الإسلامية في الحالة ( الحمارية ) تابعة للأجنبـيّ  !
،
وما قول هذا الصهيوني بجديد ، ولا هـو عن الواقع المشهـود ببعـيد.
 
غيـر أنّ الجديـد هـو عاملان جديدان دخلا على المشهد السياسي ، جعـلا الصهاينة والغرب معهم ، في رعـب شديد مما يحمله المستقبل :
،
 
الأول : ثورة الإتصالات والمعلومات التي أسهمت بشكلّ كبير في وعـي الشعوب ، وإتصال المشاعر الإسلامية فيما بينها ،
،
 
وهـو عـي بخطر الإستبداد السياسي ، وأنه العائـق الأكبـر في وجـه النهضة الإسلامية ، ذلك أن شعـوبا بلا إرداة لاقيمـة لها .
،
 
ووعـي بأهـداف العدوّ في بلاد الإسلام ، وبمخططاته ، وبأكاذيبه ، ونفاقـه.
،
 
حتى وقف النظام العربي في كثيرمن الأحيـان ، عاجزا عن أداء مهمته في إبقاء الشعـوب في حاليـة القطـيع ، وإن كان هذا الوعي لازال في الضمائر ، لم يُتـرجم إلى الواقع المنشـود ، لغياب المؤسسات الفاعلة ، والمفارقـة أن الغرب الذي يُعلي صوته متبجحا بالدعوة إلى تأسيس المؤسسات المدنية التي تمكّن الشعوب من التغيير ، هو نفسه الذي يحاربهـا بدعم الأنظمـة المستبدة التي ترى هذه المؤسسات ألـدّ اعداءها، لأنّها تنقل الشعوب من حالة القطيع إلى حالة الفاعلية .
،
 
الثاني : انتشـار روح الجهاد ، وثقافته في الشعوب الإسلامية ، ورغـم الحرب الشعواء على هذه الروح ، غيـر أنها في صعـود مذهـل ، ليس له تفسيـر سوى أنها الرياح التي تسـبق نهضـة الأمـم عادة في التاريخ .
،
 
ولنضـرب مثلا للجهاد الفلسطــيني :
 
فقـد أصبحت الأمّـة تعيش الحالة الفلسطينية كأنها بين ظهراني أهلهم في فلسطين ، حتى متابعة أدقّ التفاصيـل ، مما شكـّل وحدة شعورية غاية في الروعة بين أمّـة الإسلام ، ممـا يعطي دعما معنويا هائـلا للصمود الفلسطيني .
،
 
وفي نفس الوقت لقد اشتعـلت جذوة الجهـاد في فلسطين ، حتى بلغـت مبلغا يخشى معه الصهاينة دخول غـزة ، بعد أن أنسحبوا منها ، حتى لقـد تحدث الكيان الصهيوني عن جيش إسلامي في غزة عماده 18 ألف جندي ، بترسانة صواريخ ضخمة ، تقـوده حماس ، هذا بالإضافة إلى آخـرين ، مـن عشرات الآلاف المستعدين للتضحية بأجسادهم ، وأجسادهـنّ دفاعا عن الإسلام ، وحقوق المسلمين في فلسطين.
،
 
وكـلّ متدبّـر لسنن الله تعالى الكونية ، يتوصـل إلى يقيـن لايخالطه شـك ، أن روح التغييـر الإسلامية بسبب هذين العامليـن ، ستتحول إلى إعصـار هائـل يعيد ترتيـب الخارطة الإسلاميـة ، ويحمـل بشـائر ولادة الأمـة من جـديد.
،
 
غيـر أن ذلك لايتـم إلا بثلاثـة أمور :
،
 
صبـرٌ وإرشـادٌ بحكمة عالم ** وروح الجهاد المستبين المعالــم
،
 
وكـلّ أمّة تفقد العزيمة والصبـر يصيبها الوهـن .
،
 
وكلّ أمّـة تستغنـي عن حكمة الشيوخ وتجاربهم يحيط بها الفشــل.
 
وكلّ أمّـة تتقاعس عن روح الجهـاد تتحول إلى موات لا خيـرَ فيه .
والله المستـعان ،،

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 21/07/2007