خوف اليهود من الرايات السُّـود

 

طــالبان ترفـض الحـوار مع النـاتـــو هنـــا
خوف اليهود من الرايات السُّـود
حامد بن عبدالله العلي
 
ليس بعيدا سينزل الله تعالى غضبه على أمريكا ، فيضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، وتشتعـل عليهم بلادهم ناراً داخليـَّة ، لأنَّ طغاتها لـم يرعووا عن طغيانهـم رغـم الآيات الكبرى التي أرسلها الله إليهـم ، منذ هجمات الحادي عشر من أيلول التي نزلت كالصاعقـة من السمـاء ، ثم ما أذاقهـم الله من الخزي والعار على يد أسود العراق فحسـّوا منهم عشرات الآلاف _ بخلاف المعلـَن _ ثم إعصار كاترينا ، ثم الأزمة الإقتصادية التي قصمت ظهورهم ولازالت في بداياتهـا ، ثـم هذه الكارثة الهائلة التي تسبب بها التسرب النفطي ، وما سيأتيهـم  أعظـم ، حتى يمـرغ الله أنف فرعونهـم في الرغـام.
 
وقـد خبأ الله تعالى لها ليكون حتفها الأخيـر ، أعظـم بأسه ، وأشـدَّ عذابه ، عندما أرسلها إلى عرين الأسود ، أصحاب الرايات السود ، حركة طالبان ذات البأس الشديد ، والعزيـمة التي هي أصلـب من الحديــد.
 
وهاهي حركة طالبان الربانيّة تطيح برؤوس الجنرالات الأمريكيين واحدا تلو الآخر ، وآخرهـم مكرستال الذي سخر من أوباما ، ونائبه ، وسائر سدنة البيت الأسود ، مولولاً على حالهم المزري وهم يغـرقون في مستنقع مقبرة الأمبراطوريات.$$$
 
حتى إذا جاء خلفه بترايوس كتب مقالا في مجلة فورن بوليسي قال فيه إنه خلال السنوات التي تلت إحتلال أفغانسـتان ، ( تمركزت عناصر من طالبان ، وغيرها من العناصر المتطرفة _ هو المجرم المتطرف _ تدريجيا في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية ، وأعادت بناء البنى اللاّزمة من أجل التخطيط ، والاتصال ، وتنفيذ العمليات.
 
وشاركت تلك المنظمات في السنوات الأخيرة بصورة متزايدة في شن حملة من العنف ضد الشعب الأفغاني _ كذَّاب إنما تهاجم حركة طالبان الإحتلال وما يلحق بـه فحسـب وأغلـب الشعب الأفغاني داعم لحركة طالبان _ وحكومته ، وقوات إيساف ،  وطورت علاقات تعاون فيما بينها مما شكـّل خطراً ليس على أفغانستان ، والمنطقة ،  بل على بلدان في مختلف أنحاء العالم ) .
 
وأبـلغ رد عليه هو ما قاله الكاتب في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي باتريك كوكبيرن : ( إنّ بترايوس يدير حرباً قررت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع كسبها عسكريا، ولكنها لا تقوى على الانسحاب منها دون أن تتعرض لخسارة فادحة في ماء الوجه ) .. وقال : ( فالولايات المتحدة يتابع كوكبيرن - لم تكن لديها مصالح حيوية معرضة للخطر في بغداد ،  أو كابل ، ولكنها تعثرت في حربين بأفغانستان ، والعراق عقب الحادي عشر من أيلول ، لإستعادة مكانتها بوصفها قوة عظمى في العالـم .. كما أنَّ واشنطن دخلت هاتين الحربين لأنها تعتقد أنَّ النصر سيكون سهلا في كلا البلدين ، ولكن النخبة السياسية - بسبب خوفها الشديد - وجدت نفسها في أميركا تخوض حروب استنزاف أظهرت ضعف الولايات المتحدة بدلا من قوتها ، وثبت أنَّ الآلة العسكرية الأميركية الهائلة كانت عاجزة عن التغلب على القوى المحليّة التي تصل أعدادها في كلّ حالة إلى ثلاثين ألفا ) .
،
وقد أصـاب كبد الحقيقة عندما قال إن أمريكا إنما حملها على غـزو العراق ، وأفغانسـتان البطـرُ ، والكبـرُ ، والغطرسـة ، وأنهـا كانت تريد أن تعيد مكانتها بوصفها قوة عظمى في العالم ، فوجدت نفسها تخوض حروب إستنزاف أظهرت ضعفها بدل قوتها ، كما هـي سنة الله بالمستكبرين ، يذلهم وهم في فـورة طغيانهـم ، فيجعلهـم عبرة للعالميــن .
،
ولقد إختارت أمريكا إحتلال العراق ببغدادها ، بغـداد الحضارة الإسلامية ، لتضرب الأمّة الإسلامية في رمزهـا الحضاري عبر التاريـخ ، كمـا إختارت أفغانستان لتضـربها في رمز قوّتها ، وعزّتـها وهي راية الجهـاد الإسلامي .
،
هذا وكلّ المؤشـرات تتجه إلى أن أفغانسـتان سوف تتحوّل إلى مستنقع (فيتنامي) لأمريكا ، قبل أن تجـرّ ذيول هزيمـة نكراء ،
 يدل على ذلك عدة أمور :
،
أولا : أنَّ أفغانسـتان لم تزل كذلك في التاريخ ، مقبـرة يرمـى فيها كلُّ المستكبرين ، منذ أن غـرق فيها الإسكندر فالبريطانيون فالروس وهاهو التحالف الصهيوغربي يتخبط تائهـا في جبالها ، ولا يدري أين المخـرج.
،
ثانيا : أنّ أفغانسـتان يقـلّ ويضعـف فيهـا العنصر الخياني الأشـدّ فتكـا بأمّتـنا في التاريخ وهم الرافضـة _ إمتـداد خـطّ النفـاق _  كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( فلينظر كلُّ عاقل فيما يحدث في زمانه ، وما يقرب من زمانه من الفتن ، والشرور ، والفساد في الإسلام ، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة ، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً ،وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن ، والشرّ ، وإيقاع الفساد بين الأمة )
،
ولهذا لايختلف الذين تابعوا ما جرى في العراق عند دخول الإحتـلال الصليبي أنه لو كانت العراق بلا هؤلاء المنافقيـن ، لم يمكن للإحتـلال أن يدخلها أصـلا ، ولكان أهل العراق لوحدهـم _ رغم خيانة الجوار _ قادرين على دحر الإحتـلال ، وأن رافضتها هم أعظـم الأسباب الداخلية التي أدت إلى وقوع كارثة الإحتلال وما تبعها من مآسيه إلى يومنا هذا.
،
 ثالثا : أنّ الإحتـلال فـي أفغانسـتان فشل فشلاً ذريعا في خدعتـه السياسية التي نجحت إلـى حـدّ مـا في العـراق _ فلاتـزال رايـات الجهـاد فـي العـراق لها يـدٌ طولـى والحمد لله _  وهـي الإلتفـاف علـى الجهـاد بحيلـة ما يسمّـى ( الصحـوات ) ، مستغـلاّ الرافضة أيضا في هذا الإلتفاف الخبيث ، ولايخفى أنّ المجتمع الأفغانـي لا يمكن أن تنجح فيه هذه الخطط الإبليسية ، أولا لأنّ حركة طالبان _ بخلاف الحالة العراقية _ كانت هي الدولة الحاكمة للشعب الأفغاني ، وكانت المحمودة في سيرتها ، وأحكامها ، ولايزال في ذاكرة الشعب الأفغاني إحسانها إليهم ، وعدلها فيهـم ، ونزاهتها ، وما نعموا به من الأمن ، وصلاح الحال في ظلّها ، وثانيا لأنَّ الحركة حافظت على إستمرار هذه السيرة المحمودة أثناء الجهاد أيضا ، وثالثا لإختلاف طبائع الشعب الأفغانـي .
،
رابعا : أنّ أذناب الإحتلال الصليبي لأفغانسـتان من الدمية كرزاي إلى أصغـر تلك الأذنـاب ، لايُنظـر إليهم في غالب الشعب الأفغاني سوى أنهم حفنة من اللصوص والخونـة ، قد ملؤوا أرض أفغانستـان بالفسـاد ، وبالمخدرات _  بعد أن قضت عليها طالبان تماما _  وامتلأت أرصدهم بملايين الدولارات التي يسرقونها من ثروة الشعب الأفغاني ، ويحوّلونهـا إلى بنوك خارجية ، وقاموا بتخريب الديار الأفغانية من جميع النواحي ، ولم يحققوا شيئا سوى الخراب ، والدمار .
،
وبهـذا تعلـّم الشعب الأفغاني درسا عمليا نموذجيا عن أهداف الإحتلال الصهيوغربي لأفغانسـتان ، وما هو مستقبل البلاد لو أنها سُلِّمت لهذا الإحتلال ، وأذنابه .
،
خامسا : رأى الشعب الأفغاني حشود المنصّريـن تتوالى إلى أفغانسـتان ، وتبيـَّن له جليـّا أنَّ هدف الإحتلال الأوّل هو غـزو العقيدة الإسلامية ، وإجتيال دين الإسلام ، وتحويل الشعب الأفغاني إلى مـرتـدّ عن دينه ، فقام منتفضـاً لدينه ، وعقيدته ، مناصراً لحركة طالبان المباركة حامية الدين ، إنتفض ضـد المحتـل ومشروعه الصليبي الخبـيث.
،
وزاد إشتعال إنتفاضـته إهانة الإحتلال للمقدسات الإسلامية ، مثـل حـرق المصاحـف ، وتلطيخهـا بالنجاسات في سجون ، ومعتقـلات الإحتلال.
،
سادسا : شهد الشعب الأفغاني كيف أنّ الاحتلال الصهيوغربي لأفغانستان لايعـدّ حياة الأبرياء شيئـا ، ولا يقيم وزنا لأرواح النساء ، والأطفال ، والشيوخ ، كما قال تعالى ( لايرقبون في مؤمـن إلاّ ولا ذمـة وأولئك هم المعـتدون ) ،
،
 وأنه في سبيل تحقيق أهدافه يقصف الأعراس ، والمساجد ، والتجمعات المدنية ، حتى الجنائز.
،
سابعا : رأي الشعب الأفغاني تحوّل بلاد الأفغان إلى مرتع للموساد الصهيوني ، والمخابرات الهندوسية إخوان الصهاينـة عبر التاريخ ،
وشهدوا كيف أنّ خيرات أفغانسـتان التي أودعها الله في أرضه من معادن وغيرها ، صارت في ظلّ الإحتـلال إلى نهب الناهبين ، ووقود يقـوّي أعداء الإسلام في مشروعهم الذي يستهدف كلِّ مقدسـات الأمة .
،
ولهذا كلـّه التفّ الشعب الأفغاني حول الجهاد الأفغاني ، فامتـدت ثورة عارمة في نسيج الشعـب كـلّه ، ثـم تحـوّلت إلى ثقافة شعـب ، يرى فيها كلَّ من يجاهد الإحتلال بطـلا ، ومن يموت في هذا المشروع شهيدا ، ومن يفقد ولده ، أو ماله ، مضحّيا في سبيل أسمى هـدف ، و أعدل قضية .
،
وبهذا وقف الجهاد الطالباني بثقـة على أرض ثابتة ، راسخـة ، وصار إعصـارا لايقف في وجهه شيء ، وهذا وحده ما يفسّـر ثبات قدم الجهاد الأفغاني ، بقيادة حركة طالبان ، وأنه يترقّـى في تحقق أهدافه ، ويزداد حبُّ الشعب الإفغاني له ، ويسيطـر على مناطق هائلة في البلاد الأفغانية ، وتتسع مناطق نفوذه ، وسيطرته كلّ عام عمـّا قبله ، ويسيـر بخطى راشـدة نحـو تحقيق أهدافه .
،
إنها الصورة المشرقة الوضـّاءه.
،
 للجهاد النبيل ، في وجه الإحتلال العنصري البغيض .
،
وللصمود المشرّف أمام زحـف الإستكبار المتغطرس.
،
وللبطولات الغـرّاء في ميـدان المواجهـة مع قراصنة ثروات الشعوب .
،
وللأهـداف السامية للعقيدة الهادية ، ضـدّ الأطمـاع الدنيئة للمستعمر ، وأذنابه الخونة .
،
وأخيـرا فإنّ اليهود المغتصبين لأرضنا المقدسة في فلسطين ، لايخيفهم شيء كخوفهم من تلك الرايات السود التي تخـفق فـوق أسود البشتون ، لعلمهم أنَّ تلك الأرض هي قلعـة الجهاد ، ومنبـع العـزّة ، فإذا سيطـرت عليها راية جهاد إسلامي ، وصارت محضنا آمنا من أيِّ إختـراق ، فسوف ترسل سهامها إلى وكـر العصابة الصهيونيـة ، وتصيـر خيـر ردء ، ونعـم السند للجهاد الفلسطيني على جميع المستويات ، بـل كل الجهاد الإسلامي في بقاع الأرض .
،
فنسأل الله تعالى أن ينصـر تلك الرايات الجهادية في أرض الإنتصارات ، وأن يرسل عليها ريـاح النصـر ، ويحقـق بها دحـر الهجمة الصهيوغربية على أمتنا الإسلامية ، لتفتح بعد ذلك آفـاق إنبعـاث النهضة الإسلامية العالمية
آمين
والله حسبنا عليه توكلّنا وعليه فلتوكـّل المتوكّـلون

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 29/06/2010