حامد بن عبدالله العلي
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ،الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا ،
نحمده سبحانه على نعمه التي لا تحصى ، وأعظمها نعمة الهداية إلى هذا الصراط المستقيم ، والدين القويم ، بما أوحى به إلى خاتم النبيين والمرسلين وسيد ولد آدم أجمعين ، محمد بن عبد الله الصادق الأمين ، فبه بعـث الله تعالى أمتنا ، وأعزها ، واظهــر ملتنا الحنيفية ورفعها
قال تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وقال " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ، وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس " قال : إنكم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأكرمها على الله " خرجه أحمد والترمذي وغيرهما
وبعـــــد ،،
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ، يا من حججتم ببيت الله ووقفتم بابه ، ومن تهفو قلوبكــم إلى جنبــات حرمه ، ورحابه ، ويا أحبار الملة العلماء السائرين على نهج خاتم الأنبيــاء وفي ركابه ، ويامن وقفتم بالثغور مجاهدين أمام سيف العدو وحرابه ، ويا أهل القرآن الساعين لعظيم ثوابه ، ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار وأصحابه ..
لقد غدا دين الإسلام محاطا بأعدائه أهل الكفر والمنكرات ، يسعون لإطفاء نوره وهيهات ، ويخططون لردة المسلمين عن دينهم بشتى الوسائل والأدوات ، كما قال تعالى " ولايزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا " .
بالجيوش الغازية والاحتلال ، وببث الزنادقة ، والمنافقين ، وأهل الضلال ، وبالصد عن سبيل الله تعالى بشتى العراقيل والأغلال ،
غير أن أخطر مكرهم ، وأعظم كيدهم ، هــو إلباس الباطل لباس الحق ، ذلك أن معلمهم إبليس ، بدأ كيده لأدم بالتلبيس ، فأخذوا منه منهجه ، وساروا على طريقه ، واتبعوا مدرجه ،
وذلك بأمريــن :
أحدهما تزييف الوعي بالتلاعب في أسماء الحقائق والأشياء !
وثانيهما : إشغال الأمّة عن مقاومــة عدوّها ، بحرب أبناءها الذين ينشدون عزّهــا !
أما الأوّل فمنــه :
تسمية المجاهدين إرهابيين ، وتكفيريين ، وضالين ، ومارقين ، وما نقموا منهم إلاّ كفرهم بطاغــوت العصر أمريكــا ! وقيامهم لــردّ عدوانــهــا !
وتسمية الجهاد فتنة وإرهابا !
وتسمية حفظ دين التوحيد ، ومولاة المسلمين ، تطرفـا !
وتسمية التمسك بالوحي والإنتصار له رجعيّة وتعصــبا !
وتسمية تحريف الشريعة لإرضاء أعداءها حوارا حضاريا !
وتسمية سعي الأمة لإرجاع عزهــا تهديدا للسلم والأمن العالميين !
وتسمية التحذير من مكائد أعداء الأمّة زرعا للكراهيــة !
وتسمية البراءة من أعداء الإسلام تشــددا !
وتسمية السماح بنشر الضلال والزندقة حرية رأي !
وتسمية العدوان على ثقافة الأمة وهويتها تعدديــة !
وتسمية أعداء الله تعالى إخوة الإنسانية !
وتسمية الحملة الصليبية على الإسلام ، الحملة على الإرهاب !
وتسمية احتلال بلاد الإسلام تحريرا !
وتسمية الكيان الصهيوني دولة اسرائيل ، واسرائيل عليه السلام منهم بريء !
وتسمية موالاة الكفار على المسلمين سياسة حكيمة !
وتسمية التعصب لراية جاهلية تفرق المسلمين ، وطنية !
وتسمية من يموت تحت رايتها شهيد الوطن !
وتسمية الحكم بغير ما أنزل الله تعالى سيادة القانون !
وتسمية المجاهرة بالخروج عن شريعة خالق السموات والأرض ديمقراطية !
وتسمية التنازل عن بلاد المسلمين وحقوقهم سلاما عادلا !
وتسمية قتل الكفار للمسلمين دفاعا عن الحرية !
وتسمية دفاع المسلمين عن دينهــم وأرضهم خروجا عن النظــام الدولي !
وتسمية الربا إقتصادا ناجحــا !
وتسمية الدعوة إلى الفاحشة والعري فنــا واعلامــا ناجحــا !
وتسمية إفساد المرأة وتحويلها إلى سلعة تحريــرا !
وقـد سخّروا وسائل الإعلام ، وحثالة الزنادقة الذين يطلقون عليهم أهل الفكر ، ومراكز الثقافة المأجورة ، سخّروها لنشر هــذه الأغلوطــات ، وإشاعة هذه التلبيسات ، تأزهم أبالسة الجن والإنس على ذلك أزا ، وتلقي عليهم رجسا ورجزا ، كما قال تعالى " وكذلك جعلنا لكي نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرروا "
غير أن الله تعالى حكم وحكمه الحق ، أن الباطل مهما انتفش يوحي أنه في شاهــق ، فمصيره أن يضمحل وينكمش في ساحــق ، وقد قال الحق " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " .
هذا والعصمة من هذا التلبيس الذي هو رجز الشيطان ، بالتمسك بهداية الوحــيّ ، فهو الفصل الذِى ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله تعالى ، ومن ابتغى الهدى فِى غيره أضله الله تعالى، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذِى لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضِى عجائبه ، من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن تمسك به هدِى إلى صراط مستقيم .
وأما الثاني : فإنكم تــرون الإعلام المفسد المزيف ، قــد غــدا ، وغاية همّه ، أن يبث أخبث سمّه ، فيصوّر هذه الهجمة على بلاد الإسلام ، ودين الأمّـة ، وهويتها ، وعزها ، وكرامتها ، بأنها حماية لها ، ورفقا ورحمة بها ، وأن الكافرين المعتدين على هذه الأمة ، الغاصبين لحقها ، أحق بكل عدالــة وأهلها !
وأن من يقاومهم بالقول محرضون ، وبالفعل مجرمون ، خوارج ، ومفسدون ، فهم أحق بكل عقوبة وأهلها !
هذا مع أن المعركة تجري في عقر بلاد الإسلام ، وجيوش الكفر تعيث فيها فسادا علانية وجهارا ، والمسلمون تسفك دماؤهم ، وتغتصب نساؤهم ، وتنتهك حقوقهم ، ليلا ونهارا ، والكافر يزداد طغيانا وعنادا ، ولا يزيد مع ذلك خداعــه إلا اشتدادا !
فالحذر الحذر من هذه المكائد الشيطانية ، احذروها ، وحذروا منها ، واكشفوا باطلها ، وكذبوا قائلها .
الله الله أيها المسلمون في دينكم وأمانة نبيكم ، افيقوا وانتبهــوا ، وهبّوا لنصر دينكم ، فإن به عزكم ومجدكــم ، وثقوا بأن طريق النصر هو الجهاد لاغيره ،
وان نصر الله تعالى القائل " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ، وعد حق ، وخبر صدق.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
وبعــد ،،
أمة الإسلام ، التغيير الذي ننشده اليوم لأمتنا ، لايمكن أن يبدأ قبل تغيير النفس ، قال تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، وجماع ذلك في لزوم التقوى ، قال تعالى " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "
فمن بدأ فاتقى الله في نفسه ، وأهله وذويه ومن تحت سلطانه ، فقد وفق للهــدى ، فأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، واتخذوا أعداء الله أعداءكم ، وأولياءه أولياءكم ، وتمسكوا بوحيه تفلحوا،،
ومن التقوى أن يأمر العبــد بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الخير ويصبر على الأذى ،
تذكروا الموت والآخرة ، واجعلوا أوقاتكم بالخير عامرة .
واحذروا الذنوب فإنها أشــدّ البلاء ، وطريق الشقــاء ، وبها يتسلط الأعداء .
واغتنموا العمر بالطاعات ، والزموا عمل الصالحات ، واستزيدوا من الحسنات ، وتحلوا بمكارم الأخلاق والعادات ..
قال نبينا صلى الله عليه وسلم : " رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ،وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " وقال " الصلاة نور ، والصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار "،
عليكم بالذكر فإنه أفضل العمل ، وأفضله قراءة القرآن في صلاة الليل ، وهــي شرف المؤمن.
قال ابن مسعود رضي الله عنه " إنكم في ممر الليل والنهار ، في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة ، ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع ، لا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك حريص مالم يقدر له ، من أعطى خيرا فالله أعطاه ، ومن وقي شرا فالله وقاه ، المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة ، إنما هما اثنتان ، الهدى والكلام ، فأفضل الكلام كلام الله ،وأفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشـر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، فلا يطولن عليكم الأمد ، ولا يلهينكم الأمل "
أيها المسلمون : أول شيء يفعل اليوم بعد صلاة العيــد ، ذبح الأضاحي ، اقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام ، انقيادا لأمر الله تعالى ، واستسلاما لشريعة الله تعالى ، لما أمره بذبح ولده فقال أسلمت لرب العالمين ، وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد ضحى بكبشين أملحين أقرنين ، ذبحهما بيده ، وسمى وكبر " متفق عليه .
وأقل ما يجزىء من الضان ماله نصف سنة ، ومن المعز ما له سنة ، ومن البقر ما له سنتان ، ومن الإبل ما له خمس سنين ، ولاتجزىء بينة المرض ، ولا الهزيلة العجفاء ، ولا العرجاء ، ولا العوراء ، ولا التي ذهب أكثر إذنها ، فإن كان ما ذهب من إذنها أقل من النصف أجزأ ، ويسن أن يقول بعد التسمية عند الذبح ، اللهم هذا منك ولك ، وأول الذبــح بعد أسبق صلاة عيد بالبلد ، وآخره غروب شمس آخر أيام التشريق ، ليلا ونهارا ، ويسن الأكل من الأضحية ، ويجب أن يتصدق بأقل ما يصدق عليه اسم اللحم ، ويحرم بيع شيء منها حتى من شعرها وجلدها ولا يعطي الجازر بأجرته منها شيئا ، إلا أن يعطيه صدقة أو هدية
اللهم! إنا أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد،و موجبات رحمتك، وعزائممغفرتك، وشكرنعمتك، وحسن عبادتك، وقلوبــا سليمة ، وألسنة صادقة ، ونسألك من خير ما تعلم،ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم؛ إنك أنت علام الغيوب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك،و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهممتعنا بأسماعنا، و أبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، و اجعلهالوارثمنا، و اجعل ثأرنا على من ظلمنا، و انصرنا على منعادانا، و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا، و لا مبلغ علمنا،و لا تسلط علينا من لا يرحمنا
اللهم انصر أمتنا ، وردها إلى دينها ، ووحّدها أمة واحدة ، خلافتهــا فيمن خافك واتقاك وطلب رضاك .
اللهم انصر المجاهدين في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، وفي كل مكان .
اللهم كن لهم ولاتكن عليهــم ، وانصرهم ولا تنصر عليهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ، اللهم خذ عنهم العيون ، واملأ قلوبهم رضا بك وبدينك ونبيك ، واشرح صدورهم للجهاد ، وثبت أقدامهم ، اللهم كن لهم عونا ونصيرا ، واجمع كلمتهم ، وألف قلوبهم ، وسدد رميهم ، واجعل عاقبة جهادهم خيرا ورشدا ، اللهم اجعلنا من جنودك ، وارزقنا الشهادة في سبيلك ، واختم لنا بها حياة الصالحين ، اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، واجعلنا للمتقين إماما ، اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، آمين .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد