لأوّل مــــــرّة في التاريــــــــــــخ !! |
|
حامد بن عبدالله العلـــــي
"إن ما يواجهه الغرب اليوم ليس مجرد حركة عبثية لا تملك هدفاً، بل إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة "إسرائيل"، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحُكِّمُ الشريعة فى العالم العربى على طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية". رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير فى المؤتمر العام لحزب العمال بتاريخ 2005-07-16
لم يكــن قطّ فيي التاريــخ مثل هذا البون الشاســع ، بين الخداع الإعــلامي الهائل ، والذي أحدث خلـَـلا في التوازن الفكــري العام لدى عامة المثقّفيــن ـ إلا من رحم ربك ـ في فهم حقيقة المشهد السياسي ، وبين مـا يُخطـّـط لـه دهاة السياسة الصهيوصليبية الذي باتــوا يمنّون أنفسهــم ، أنهم يصنعون تاريخ مرحلة جديدة من الهيمنة الغربيّة اللامحدودة على أمتنا ، فأتاهم الله مــن حيـث لم يحتســبوا ، وقذف في قلوبهم الرعب ، وسيرجعون خائبين بلا ريب
و لأوّل مرة في التاريخ يطالـب أعداءُ خارجيـّون ـ الغربيون ـ بتغييرات سياسيات داخليـّـة جائــرة في بلاد الإســلام ، ليستبدلوها بما هو أدهى وأمـرّ ، فيقابل طلبهم باللّين والتفهّم من قبل الساسة ـ ظاهرا على الأقل ـ ويسمّون مشروعهــم "الإصلاح" ، ويستقبلونهــم بالأحضــان ، ويقابــل بالترحيب والشكـر والإمتنـان من قبل المثقفين ، وبالصمــت من قبل كثير من المفتين الشرعيين ، بينما تُعـد المطالبة بالتغييــر السياســي الراشـد ـ بل مجرد التفكيـر فيه ـ إن جاءت من بني جلدتهــم ، أوبـق الموبقات !
ولأوّل مــرّة في التاريخ تُعلـن أقوى دول العالم مجتمعـة ، على مالم تجتمع على مثله قــط ، أنها تشن حربا بكل ما أوتيت من إمكانيــات ، تسـخّر لها من الإنقاق المادّي ، والجهد الإستخباراتي الضخم ، والعمل الدؤوب ، مالايعدّه عـد ، ولايحصيــه حــد ، منذ 11/9 ، على عـدوّ لاتعرف أين هو ، وفي كثير من الأحيان من هو ، وكيف سيهجم ، ثــم تبوء كــلّ الجهود بالفشــل ، وتقف عاجـزة حائرة أمامــه ، وهو يطــوف اقطار الأرض يضــرب ، ثــمّ يعلن عن نفســه ، راصدا ردّات الفعل ، مستفيدا منها لضربته القادمة !
ولأوّل مرة في التاريــخ يستطيع مـن هذه صفتــه ، وهـو يواجه أقوى دول العالم في حـرب مفتوحـــة ، أن يجعــل الشجــب والتنديــد ، هو أقــوى سـلاح بيد هذه الدول، ثم لايزيـد هذا الشجب ،وذاك التنديـد حرابـه إلاّ حدّة ، ولا عزمه إلاّ قـوّة ، ولا أنصــاره إلاّ كثــرة ؟!!
ولأول مرة في التاريــخ تجتمع أقوى دول العالم على إحتلال أرض إسلاميــة ، وتجلب معها مالم يجلــب مثله قط في تاريخ الإسلام إلى بلاد الإسلام من العتاد العســكري ، وقوّة النار ، ووسائل المكر والتضليــل الإعلامي ، ويوقف زحفهــا أضعف قوّة عسكريـّة في العالم على المستوى المقاييس المادية !!
ولأوّل مــرّة في التاريــخ ينشغــل العالــم كلـّـه ـ بهذا القدر الهائــل ـ على ترديــد كلمة مبهمــة المعنى " الإرهاب " ، وهــو مع ذلك أمــرٌ كلّهم يدينونه ، وكلهم يفعلونـــه بوجه من الوجــوه !
ولأوّل مرة في التاريــخ يتداعي على توجيه الإتهامات للإسلام ، هذا الكــمّ من المناوئيــن ، بأنه دين "الإرهاب " ، في الوقت الذي يحافظ على تصدره الأديان التي تستقطـب المعتنقيــن .
ولأوّل مرة في التاريــخ يستطيع اليهود أن يشغلوا الدول العربيـّـة كلّها ، بنفسها ومشكلاتها الداخلية ، وبشعوبها ، ومحاربة دينها ، وتبرئة ثقافتها وتاريخهــا من الإتهامات التي لاتنتهـي ، وبعد أن كان همّهم الأول محاربة خطــط الصهيونية والصليبيـّة المتحالفة معها ، تحوّلوا من حيـث لايشعرون إلى محاربة من يستهدف تلك الخطط !!
ومــع ذلك يقفون مبهورين عاجزين تماما أمام عزيــمة رجــال الجهاد في غزة وجنين ، وحيفا ، ويافا ، والخليـل ، وطولكم ..
ولأوّل مرّة في التاريخ يصل مستوى الفتيا الشرعية في بلاد الإسلام إلى هذا الإنحطاط إلى درجة إضفاء الشرعية على الإحتلال ، والإستبداد ، وتجريم تجريمهمــا ، وتحريم الجهــاد على أمـّـة لم تمــر عليها من المحــن وتكالب الأعداء مثــل ما تعانيه اليـــــوم !!
وستمضي هذه الحقبة العصيبة بما فيها ، نحو العاقبة المظفـّرة للإسلام ، والكلمة العليا لـه ، حتما مقضيــا ،
وسيسجـّـل التاريـــــخ متشــرّفـا وبكلّ فــخر مقامــات أولى العــزم من رجالات الأمّة ، ليوث الحق ، الذين تصــدّوا لأعداءها ، في هذه الحقبـــة ، فجعلوا نحورهــم دروعــا تحمي الإسلام ، ودماءهم سقيا شجرة نصــره ،
رغم الجراح ، والجــوع ، والحصــار ، والغُربــة ، وعظم المصاب ، واشتداد الخطــوب ، وإحاطة البــلاء ، وتكاثـر الأعداء ، ومكابدة الآلام والهموم والأحـزان المغموسة بدماءهم .
من غير أن يكون لهــم سلطان إليه يتحيـّـزون ، ولا ركـن إليه يلجأون ، إلا الله تعالى ، ونعم بالله ، نعم المولى ، ونعم النصيــر .
وسيسجـّل التاريــخ انتصارهــم العظيــم قريبـا ،
سيسجّلــه على جبينـه فيزيده رونقا وبهــاء ،
شاديــا مترنما به في الخافقيين ،
قريبــا ،،، بإذن الله تعالــــى ،،،،