الضلالات العشــــــــر عافنا الله وإياكـــــــــــم منهـــــــــــا
حامد بن عبدالله العلي
عملا بقوله تعالى " ولتستبين سبيل المجرمين " ، وبقوله " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهـق ولكم الويل مما تصفون " ، فلنبين بعون الله ، أشد عشر ضلالات فتكا بأمة الإسلام ، قد صنعها إبليس ونشرها على ألسنة جنوده والمنقادين لكيده بين المسلمين في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمــّـة ، ليذلها لأعداءها ، فاحذروها وحذّروا من وراءكــــم :
أحدها : التفريق في فهم المكائد على أمتنا في المشهد العالمي بين الصهيونية والسياسية الأمريكية ، والحقيقة الجليّة أن ما تفعله أمريكا من إجرام في بلاد الإسلام إنما هو كيد الصهيونية نفسها ، فاليهود والبروتستانت المتصهينون المسيطرون على مقاليد السياسة في أمريكا روحان قــد حلاّ بدنا واحدا ، وكل ما يجري من أحكام على الصهاينة يتنزل على الأمريكيين سواء سواء لافرق عدوّ واحد ، ومعسكر واحد ، قال تعالى : " بعضهم أولياء بعض " .
الثاني : جعل القواعد العسكريّة الأمريكيّة وملحقاتها وسفاراتها في حكم المعاهدين ، أو المستأمنين زعموا ! ، ولم يعد خافيا على ذي بصيرة أنها منطلق الحرب على هذا الدين ، وممن هــم أشد الناس عداوة للإسلام ، وأنها مراكز التخطيط والتنفيذ والإشراف على محاربة الإسلام في كلّ الأرض .
" ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا "
" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم "
" لايألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضـــاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر "
" كان آخر ما عهد به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يبقين بجزيرة العرب دينان " رواه أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها .
الثالث : جعل مخططات الرافضة خارج هذا المعسكر الشيطاني ، " ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصركم والله يشهد إنهم لكاذبون " .
الرابع : رجاء نصر الإسلام من هذه الرويبضات الزعامات الفاشلة ، أذناب العدو وأولياءه الذين خانوا الله ورسوله ودينه " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " ، " هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله " .
الخامس : جعل الكذب على الله تعالى بتغيير شريعته ، وإفتاء الناس بخلاف الحق ، من مصلحة الدعوة ، وفقه المرحلة !! وقد قال تعالى : " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين " ، قالها بعد ما ذكر الذين يحرمون ما أحل الله من بهيمة الأنعام ، فكيف بمن يحرف حقائق الإيمان عن معانيها ، ويميل بعقيدة التوحيد عن حقائقها ومراميها ، وقوله سبحانه " ومن أظلم " يدل على أنه لا يقع فساد أعظم من هذا الفساد ، فلا تقدم مصلحة على مصلحة حفظ الدين المنزل عن التحريف والتبديل .
وذلك مثل قوله تعالى " ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله " .
السادس : اتخاذ علماء السوء المزيّفين لوعي الأمة في وقت محن الإسلام أئمــــةً ، وفي الحديث " غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ، الأئمة المضلون " رواه أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه .
وفيه " إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين " خرجه أحمد و أبو داود والدارمي والترمذي من حديث ثوبان رضي الله عنه .
وهم يقومون اليوم بثلاث جرائم تحلق الدين :
1ـ جعل المجاهدين الذين هم أولياء المؤمنين أعداء والإرجاف بهم والتحريض عليهم ، وجعل الأعداء حلفاء وأولياء وتهوين خطــــرهم !!
2ـ جعل مراكز الأعداء العسكرية التي ينطلقون منها لحرب الإسلام مأمونة مشروعـــة بشريعة الله التي أمرت بجهادهم !!
3ـ جعل محاربة مشروعهم الصليبي الصهيوني فتنة ، وإفساح الطريق له حكمة !!
السابع : جعل القتل أشد من الفتنة في الدين ، وما يصيب الأمة في دنياها أشد من مصيبتها في دينها ، فهمّهم حفظ دنياهم ، ولو هلك دينهم ، فعكسوا ماقاله الله تعالى " والفتنة أشد من القتل " ، أي الفساد في الدين أشد من تلف الإجساد ، ووقوع القتل في البلاد ، وفي الحديث " ولا تجعل مصيبتنا في ديننا " .
الثامن : جعل التحاكم في السياسة الخارجيّة الذي يتعلق به ركن الإسلام الأعظم الولاء والبراء ، وذروة سنامه ، وهو الجهاد في سبيل الله ، ومصير الأمة وعزّها ، جعل التحاكم فيــها إلى غير شريعة الله ليس من الكفر الأكبر المستبين ، ومن مشاقة الرسول ، واتباع غير سبيل المؤمنين .
ومعلوم أن التحاكم إلى الله تعالى في أصل الدين ، وموالاة المؤمنين ، ومعادات الكافرين ، ونصر المؤمنين عليهم ، أجلّ وأعظم من التحاكم إليها فيما سواه ، والتحاكم إلى شريعة الله تعالى في كلّ شيء ، هو من توحيد الله الذي عليه يقوم الإسلام ، قال تعالى " إن الحكم إلا لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه ذلك الدين القيّم " فجعل الدين المستقيم قائما على هذين الأًصلين : الحكم إلى الله وحده ، كما العبادة لله تعالى وحده ، ولهذا فمن يعبد غير الله كالذي يتحاكم إلى غيره سواء كلاهما مشرك كافر .
التاسع : الظن أن هذه الأمة تُعز بغير الجهاد ، وتنجو من التهلكة بغير القتال في سبيل الله ، وفي ذلك ورد الحديث : عن أسلم أبي عمران كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى أهل الشام رجل يزيد بن فضالة بن عبيد فخرج من المدينة صف عظيم من الروم فصففنا لهم فحمل رجل من المسلمين على الروم حتى دخل فيهم ثم خرج إلينا فصاح الناس إليه فقالوا : سبحان الله ألقى بيده إلى التهلكة فقال أبو أيوب : يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية على غير التأويل وإنما نزلت فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه قلنا فيما بيننا : لو أقبلنا على أموالنا فأصلحناها فأنزل الله هذه الآية " خرجه الترمذي والنسائي وأبو داود واللفظ له .
العاشر : جعل أمر الجهاد منوطا بمن يطلقون عليهم : ولاة الأمر ! وياليت لهم من الأمر من شيء ، وإن هم إلا وكلاء يقومون بأمر أولياءهم الصليبيين الصهاينة الذين نصبوهم وحموهم ، وتوقيف الجهاد على شروط ما أنزل الله بها من سلطان ، وأما من يتسلط على رقاب المسلمين فليس لطاعته عندهم حدود ، وقد استعبدوا أنفسهم له بلا شروط ، فعجبا لهم حالوا بين أنفسهم وبين ما فيه عزهم ، وأسلموها طوعا لما فيه ذلهم وهوانهـــــــــــم ، فذلك والله الوهــــــن !!
والله المستعان