تقسيمات مفيدة الجزء الثاني

 

أقسام الناس في حكم الفاسق من أهل الملة
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( الناس فى الفاسق من أهل الملة ، مثل الزانى ،  والسارق، والشارب ، ونحوهم ، ثلاثة أقسام :  طرفين ، ووسط،
 
أحد الطرفين : أنه ليس بمؤمن بوجه من الوجوه ، ولا يدخل فى عموم الأحكام المتعلقة بإسم الإيمان ، ثم من هؤلاء من يقول هو كافر كاليهودى ،  والنصرانى ، وهو قول الخوارج ،ومنهم من يقول ننزله منزلة بين المنزلتين ، وهى منزلة الفاسق،  وليس هو بمؤمن ،  ولا كافر ، وهم المعتزلة،  وهؤلاء يقولون أن أهل الكبائر يخلدون فى النار ، وان أحدا منهم لا يخرج منها ، وهذا من مقالات أهل البدع ،  التى دل الكتاب ، والسنة ، وإجماع الصحابة ، والتابعين لهم بإحسان على خلافها) مجموع الفتاوى
 
أقسام محبة الشهوات المباحة :
 
محبة السابقين ، ومحبة المقتصدين ، ومحبة الظالمين ،
 
قال ابن القيم : ( فإن أحبها لله توصلا بها إليه ، واستعانة على مرضاته ، وطاعته ،  أثيب عليها وكانت من قسم الحب لله ،  توصلا بها إليه ، ويلتذ بالتمتع بها ، وهذا حاله أكمل الخلق الذي حبب إليه من الدنيا النساء ، والطيب ،  وكانت محبته لهما عونا له على محبة الله ، وتبليغ رسالته،  والقيام بأمره ، وإن أحبها لموافقة طبعه ، وهواه ،  وإرادته ،  ولم يؤثرها على ما يحبه الله ، ويرضاه ،  بل نالها بحكم الميل الطبيعي ،  كانت من قسم المباحات ، ولم يعاقب على ذلك ، ولكن ينقص من كمال محبته لله ، والمحبة فيه ، وإن كانت هي مقصودة ، ومراده ، وسعيه في تحصيلها، والظفر بها  ، وقدمها على ما يحبه الله  ، ويرضاه منه  ، كان ظالما لنفسه متبعا لهواه)
فالأولى محبة السابقين ، والثانية محبة المقتصدين ، والثالثة محبة الظالمين) كتاب الروح
 
 
أقسام الناس بالنسبة لنعم الله تعالى
 
قال ابن القيم : ( أقسام الخلق الثلاثة بالنسبة لنعم الله تعالى  : شاكر النعمة المثني بها ، والجاحد لها والكاتم لها ، والمظهر أنه من أهلها وليس من أهلها فهو متحل بما لم يعطه)
،
ذكر الله قسمان
 
ذكر الله قسمـان : أحدهـما ذكر أسماءه وصفاته والثناء عليه بها ، وتنزيهه ، وتقدسيه ، والقسم الثاني ذكر أمره ، ونهيه ، وأحكامه.
 
والقسم الأول نوعان : إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر مثل قول سبحان الله وسائر الأذكار ، والنوع الثاني أن تتحدث عن صفاته وأفعاله مثل قول القائل الله تعالى محيط بكل شيء ، ويسمع كل شيء ..إلخ ، وهذا منه : حمد ، وثناء ، وتمجيـد)
 
أقسام الناس في الصلاة ..
 
قال ابن القيم : (   والناس في الصلاة على مراتب خمسة :
أحدها : مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها
الثاني : من يحافظ على مواقيتها ، وحدودها ، وأركانها الظاهرة ، ووضوئها،  لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة ، فذهب مع الوساوس ، والأفكار.
الثالث : من حافظ على حدودها ، وأركانها ، وجاهد نفسه في دفع الوساوس ، والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه ،  لئلا يسرق صلاته ، فهو في صلاة وجهاد.
الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها ، وأركانها ، وحدودها ، واستغرق قلبه مراعاة حدودها ، وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها ،  بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي ، وإكمالها ، وإتمامها ، قد استغرق قلب شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.
الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل ناظرا بقبله إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته) .
 
أقسام الزهد :
 
قال ابن القيم .. ( فصل : الزهد أقسام زهد في الحرام ،  وهو فرض عين ،
وزهد في الشبهات ،وهو بحسب مراتب الشبهة ،  فان قويت التحقت بالواجب ، وان ضعفت كان مستحبا ،
وزهد فى الفضول ،
وزهد فيما لا يعنى من الكلام ، والنظر ، والسؤال ، واللقاء ، وغيره ،
وزهد فى الناس
وزهد فى النفس بحيث تهون عليه نفسه فى الله
وزهد جامع لذلك كله ،  وهو الزهد فيما سوى الله ، وفى كل ما شغلك عنه ،  وأفضل الزهد إخفاء الزهد ، وأصعبه الزهد فى الحظوظ،  والفرق بينه ،  وبين الورع ، أن الزهد ترك مالا ينفع فى الآخرة ، والورع ترك ما يخشى ضررة في الآخرة ، والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع) .
 
أقسام المكروهات الواردة على القلـب
 
قال ابن القيم عن حديث دعاء ذهاب الهم : ( استوعب أقسام المكروه الواردة على القلب فالهم يكون على مكروه يتوقع في المستقبل يهتم به القلب ن والحزن على مكروه ماض من فوات محبوب،  أو حصول مكروه ،  إذا تذكره أحدث له حزنا ،  والغم يكون على مكروه حاصل في الحال يوجب لصاحبه الغم ،  فهذه المكروهات هي من أعظم أمراض القلب وأدوائه)
 
أقسام الدعاء:
 
قال ابن القيم : ( الدعاء ثلاثة أقسام أحدها أن يسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته وهذا أحد التأويلين في قوله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) .
والثاني:  أن تسأله بحاجتك وفقرك وذلك فتقول أنا العبد الفقير المسكين البائس الذليل المستجير ونحو ذلك.
والثالث : أن تسأل حاجتك ولا تذكر واحدا من الأمرين ، فالأول : أكمل من الثاني ، والثاني أكمل من الثالث ، فإذا جمع الدعاء الأمور الثلاثة كان أكمل) جلاء الأفهام
 
أقسام الناس في طلب الأسباب.
 
.قال ابن القيم : ( الناس في هذا المقام أربعة أقسام:
فأعجزهم من لم يبذل السبب ،ولم يكثر الطلب،  فذاك أمهن الخلق.
والثاني مقابلة وهو أحزم الناس من أدلى بالاسباب التي نصبها الله تعالى مفضية إلى المطلوب ، وسأل سؤال من لم يدل بسبب أصلا ، بل سؤال مفلس بائس ليس له حيله ولا وسيلة.
والثالث من استعمل الأسباب وصرف همته إليها ، وقصر نظره عليها ، فهذا وإن كان له حظ مما رتبه الله تعالى عليها ، لكنه منقوص ، منقطع ، نصب الآفات ، والمعارضات ،  لا يحصل له إلا بعد جهد ،  فإذا حصل فهو وشيك الزوال ،  سريع الانتقال ، غير معقب له توحيدا ، ولا معرفة ولا كان سببا لفتح الباب بينه ، وبين معبوده.
الرابع مقابلة وهو رجل نبذ الأسباب ، وراء ظهره ، وأقبل على الطلب ، والدعاء ، والابتهال ،  فهذا يحمد في موضع ، ويذم في موضع ، ويشينه الأمر في موضع ، فيحمد عند كون تلك الأسباب غير مأمور بها،  إذ فيها مضرة عليه في دينه ، فإذا تركها وأقبل على السؤال ، والابتهال والتضرع لله ، كان محمودا ، ويذم حيث كانت الأسباب مأمورا بها ، فتركها وأقبل على الدعاء،  كمن حصره العدو ، وأمر بجهاده فترك جهاده ،  وأقبل على الدعاء ، والتضرع أن يصرفه الله عنه ، وكمن جهده العطش ، وهو قادر على تناول الماء ،فتركه وأقبل يسأل الله تعالى أن يرويه،  وكمن أمكنه التداوي الشرعي ، فتركه وأقبل يسأل العافية) .
 
أقسام القلوب ..
 
قال ابن القيم : ( لذلك انقسمت القلوب إلى هذه الأقسام الثلاثة
فالقلب الصحيح السليم : ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه فهو صحيح الإدراك للحق تام الانقياد والقبول له
والقلب الميت القاسي : لا يقبله ولا ينقاد له
والقلب المريض : إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي وإن غلبت عليه صحته التحق بالسليم
فما يلقيه الشيطان في الأسماع من الألفاظ ،  وفي القلوب من الشبه ، والشكوك : فتنة لهذين القلبين ، وقوة للقلب الحي السليم ، لأنه يرد ذلك ويكرهه ، ويبغضه ، ويعلم أن الحق في خلافه،  فيخبت للحق ،  ويطمئن ، وينقاد ، ويعلم بطلان ما ألقاه الشيطان ، فيزداد إيمانا بالحق ، ومحبة له ، وكفرا بالباطل ،  وكراهة له ) .
 
وقال ابن القيم أيضا : ( والقلوب ثلاثة : قلب خال من الإيمان ، وجميع الخير فذلك قلب مظلم،  قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه ، لأنه قد اتخذ بيتا ، ووطنا ، وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن.
 
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان ، وأوقد فيه مصباحه ، لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الاهوية ،  فللشيطان هنالك إقبال ، وإدبار ،  ومجالات ، ومطامع ، فالحرب دول وسجال ،  وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة ،  والكثرة ، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أك، ثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ،  ومنهم من هو تارة وتارة.
 
القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان ،  وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات ، فلنوره في صدره إشراق ، ولذلك الإشراق إيقاد ، لو دنا منه الوسواس احترق به ، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم ، فلو دنا منها الشيطان يتخطاها ،  رجم فاحترق ، وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن ،  وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء)
 
المقبول من العمل قسمان ..
 
قال ابن القيم (والمقبول من العمل قسمان أحدهما : أن يصلي العبد ويعمل سائر الطاعات ، وقلبه متعلق بالله عز وجل ذاكر لله عز وجل على الدوام ، فأعمال هذا العبد تعرض على الله عز وجل حتى تقف قبالته ، فينظر الله عز وجل إليها ، فإذا نظر إليها رآها خالصة لوجهه مرضية ،  قد صدرت عن قلب سليم مخلص محب لله عز وجل متقرب إليه أحبها ورضيها وقبلها.
 
والقسم الثاني : أن يعمل العبد الأعمال على العادة ، والغفلة  ،وينوي بها الطاعة ، والتقرب إلى الله ، فأركانه مشغولة بالطاعة ، وقلبه لاه عن ذكر الله  ، وكذلك سائر أعماله ،  فإذا رفعت أعمال هذا إلى الله عز وجل ، لم تقف تجاهه ، ولا يقع نظره عليها ،  ولكن توضع حيث توضع دواوين الأعمال ،  حتى تعرض عليه يوم القيامه ،  فتميز ، فيثيبه على ما كان له منها ،  ويرد عليه ما لم يرد وجهه به منها ، فهذا قبوله لهذا العمل إثابته عليه بمخلوق من مخلوقاته من القصور والأكل ، والشرب ،  والحور العين , وإثابة الأول رضا العمل لنفسه ،  ورضاه عن معاملة عاملة، وتقريبه منه وإعلاء ،  درجته ومنزلته ، فهذا يعطيه بغير حساب ، فهذا لون والأول لون)
 
النية قسمان
 
نية العبادة ، ونية المعبود
والمقصود بنية المعبود ، إخلاص العبادة لله تعالى ، ونية العبادة حداهما تمييز العبادة عن العادة والثانية تمييز مراتب العبادات بعضها عن بعض
 
أقسام الشريعة بالنسبة للعقل
 
 ..قال ابن القيم : ( ما جاءت به الرسل مع العقل ثلاثة أقسام لا رابع لها البتة ، قسم شهد به العقل ، والفطرة ،وقسم يشهد بجملته ،  ولا يهتدى لتفصيله ، وقسم ليس في العقل قوة إدراكه ، وأما القسم الرابع وهو ما يحيله العقل الصريح ،  ويشهد ببطلانه فالرسل بريئون منه) .
الناس ثلاثة أقسام إما أن يعترف بالحق ويتبعه فهذا صاحب الحكمة،  وإما أن يعترف به لكن لا يعمل به فهذا يوعظ حتى يعمل ، وإما أن لا يعترف به فهذا يجادل بالتى هى أحسن ، لأن الجدال فى مظنة الإغضاب ،  فإذا كان بالتى هى أحسن حصلت منفعته بغاية الإمكان كدفع الصائل.
 
الناس في عبادة الله والإستعانة به أربعة أقسام :
 
فالمؤمنون المتقون هم له ، وبه ، ويعبدونه ويستعينونه .
 
وطائفة تعبده من غير استعانة ، ولا صبر ، فتجد عند أحدهم تحريا للطاعة ، والورع ، ولزوم السنة لكن ليس لهم توكل ، واستعانة ،  وصبر بل فيهم عجز ، وجزع.
 
وطائفة فيهم استعانة ن وتوكل ، وصبر ،  من غير استقامة على الأمر ، ولا متابعة للسنة ، فقد يمكن أحدهم ،ويكون له نوع من الحال باطنا ، وظاهرا ، ويعطى من المكاشفات ، والتأثيرات ن ما لم يعطه الصنف الأول  ، ولكن لا عاقبة له ، فإنه ليس من المتقين ،  والعاقبة للتقوى ،فالأولون لهم دين ضعيف ، ولكنه مستمر باق ، إن لم يفسده صاحبه بالجزع ،  والعجز ، وهؤلاء لأحدهم حال ، وقوة ، ولكن لا يبقى له إلاَّ ما وافق فيه الأمر ، واتبع فيه السنة.
 
وشر الأقسام من لا يعبده ولا يستعينه.
 
أقسام الخلق بالنسبة لمعرفة الحق والعمل به :
 
قال ابن القيم : ( كمال الإنسان مداره في أصلين معرفة الحق من الباطل ، وإيثاره عليه ، وما تفاوتت منازل الخلق عند الله تعالى في الدنيا ، والآخرة ،  إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين ، وهما اللذان أثني الله بهما سبحانه على أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ، في قوله تعالى : (واذكر عبادنا إبراهيم واسحق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار ) ، فالأيدي القوة في تنفيذ الحق والأبصار البصائر في الدين،  فوصفهم بكمال إدراك الحق ، وكمال تنفيذه
 
 وانقسم الناس في هذا المقام أربعة أقسام فهؤلاء أشرف الأقسام من الخلق وأكرمهم على الله تعالى.
 
 القسم الثاني : عكس هؤلاء من لا بصيرة له في الدين ، ولا قوة على تنفيذ الحق ، وهم أكثر هذا الخلق الذين رؤيتهم قذي للعيون ، وحمي الأرواح،  وسقم القلوب ، يضيقون الديار ، ويغلون الأسعار ، ولا يستفاد من صحبتهم إلا العار ، والشنار .
 
القسم الثالث : من له بصيرة في الهدى ، ومعرفة به ،  لكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه ، ولا الدعوة إليه ،  وهذا حال المؤمن الضعيف ، والمؤمن القوي  خير وأحب إلى الله منه.
 
 القسم الرابع : من له قوة ، وهمة ،  وعزيمة ، لكنه ضعيف البصيرة في الدين ،  لا يكاد يميز بين أولياء الرحمن ، من أولياء الرحمن الشيطان ،  بل يحسب كل سوداء تمرة ، وكل بيضاء شحمة،  يحسب الورم شحما ،  والدواء النافع سما ، وليس في هؤلاء من يصلح ، للإمامة فى الدين ، ولا هو موضعا لها سوي القسم الأول) الجواب الكافي
 
أقسام الذنوب
 
قال ابن القيم : ( الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام ملكية ، وشيطانية ، وسبعية ، وبهيمية ،  لا تخرج عن ذلك ،  فإن الذنوب الملكية أن من يتعاطا ما لا يصلح له من صفات الربوبية كالعظمة ، والكبرياء، والجبروت ، والقهر ، والعلو ، والظلم،  واستعباد الخلق ، ونحو ذلك ، ويدخل فى هذا الشرك بالرب تعالى ، وهو نوعان شرك به فى أسمائه وصفاته ،  وجعل آلهة أخرى معه ،  وشرك به فى معاملته ، وهذا الثاني قد لا يوجب دخول النار ، وإن أحبط العمل الذي أشرك فيه مع الله غيره ،  وهذا القسم أعظم أنواع الذنوب ،  ويدخل فيه القول على الله بلا علم فى خلقه ، وأمره فمن كان من أهل هذه الذنوب ،  فقد نازع الله سبحانه ربوبيته ، وملكه ، وجعل له ندا وهذا أعظم الذنوب عند الله ، ولا ينفع معه عمل .
وأما الشيطانية : فالتشبه بالشيطان فى الحسد،  والبغي،  والغش ،  والغل ، والخداع ،  والمكر والأمر بمعاصي الله ، وتحسينها ، والنهى عن طاعة الله ، وتهجينها ، والابتداع فى دينه ،  والدعوة إلى البدع ، والضلال ، وهذا النوع يلى النوع الأول فى المفسدة ، وإن كانت مفسدته دونه.
فصل.
وأما السبعية :  فذنوب العدوان ، والغضب ، وسفك الدماء ،  والتوثب على الضعفاء ، والعاجزين ..
 
 وأما البهيمية : فمثل الشره ،  والحرص علي قضاء شهوة البطن ، والفرج ، ومنها يتولد الزنا والسرقة ، وأكل أموال اليتامى ، والبخل ، والشح ، والجبن ، والهلع ،  والجزع ، وغير ذلك وهذا القسم أكثر ذنوب الخلق لعجزهم عن الذنوب السبعية والملكية) الجواب الكافي
 
أقسام الطوائف بالنسبة للإيمان بصفات الله تعالى
 
وجماع الأمر أن الأقسام الممكنة فى آيات الصفات وأحاديثها ستة أقسام كل قسم عليه طائفة من أهل القبلة
 
قسمان يقولان تجرى على ظواهرها ، فأهل الحق يقولون ظاهرها اللائق بالله تعالى ، ليس كمثله شيء ،
 و أهل التمثيل الذين يشبهون  لله بغيره يقولون ظاهرها التشبه
وقسمان يقولان هى على خلاف ظاهرها ، وهم طائفتان ضالتان ، إحداهما طائفة تقول ليست هي دالة على صفات الله تعالى ، وظاهرها لايعلمه أحدٌ ، وهم المفوّضة ، وطائفة هـم أهل التأويل الباطل تصرف معاني نصوص الصفات عن الحـقّ ، وتزعم أنها لاتدل على صفات الله تعالى.
و قسمان : يسكتون ، إحّداهما :  تعرض عن هذا الباب صامـتة ، والأخرى تقول لاننفي ، ولانثبت ولا ندري شيئا.
 
 
أهل التصديق بماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أقسام :
 
قال شيخ الإسلام :  الناس فى هذا على أقسام منهم من صدق به جملة ، ولم يعرف التفصيل ،ومنهم من صدق جملة وتفصيلا ،  ثم منهم من يدوم استحضاره ، وذكره لهذا التصديق،  ومنهم من يغفل عنه ،  ويذهل ، ومنهم من استبصر فيه بما قذف الله فى قلبه من النور ، والإيمان ،  ومنهم من جزم به لدليل قد تعترض فيه شبهة ،  أو تقليد جازم ، وهذا التصديق يتبعه عمل القلب ،  وهو حب الله ، ورسوله ، وتعظيم الله ، ورسوله ،  وتعزير الرسول ، وتوقيره ، وخشية الله ، والإنابة إليه ، والإخلاص له ، والتوكل عليه ، إلى غير ذلك من الأحوال ، فهذه الأعمال القلبية كلها من الإيمان ، وهى مما يوجبها التصديق والاعتقاد إيجاب العلة المعلول.
 
أقسام المحبة:
 
قال ابن القيم : ( فذكر في هذا الحديث ـ لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ، ووالده والناس أجمعين ـ  أنواع المحبة الثلاثة ، فإن المحبة إما محبة إجلال ، وتعظيم ،كمحبة الوالد، وإما محبة تحنن ،  وود ، ولطف ، كمحبة الولد ، وإما محبة لأجل الإحسان ن وصفات الكمال ، كمحبة الناس بعضهم بعضا ، ولا يؤمن العبد حتى يكون حب الرسول عنده اشد من هذه المحاب كلها)
 
 
الناس في الأسباب والقوى والطبائع ثلاثة أقسام
 
قال ابن القيم في مدارج السالكين : (منهم من بالغ في نفيها ، وإنكارها ، فأضحك العقلاء على عقله ، وزعم أنه بذلك ينصر الشرع ،  فجنى على العقل ، والشرع ، وسلط خصمه عليه ،
ومنهم من ربط العالم العلوي ، والسفلي  بها ، بدون ارتباطها بمشيئة فاعل مختار ، ومدبر لها ،  يصرفها كيف أراد ،  فيسلب قوة هذا ، ويقيم لقوة هذا قوة تعارضه.
ويكف قوة هذا عن التأثير مع بقائها ،  ويتصرف فيها كما يشاء ،ويختار.
وهذان طرفان جائران عن الصواب
ومنهم من أثبتها خلقا ، وأمرا ، قدرا ، وشرعا ،  وأنزلها بالمحل الذي أنزلها الله به ،  من كونها تحت تدبيره ، ومشيئته ، وهي طوع المشيئة ، والإرادة ، ومحل جريان حكمها عليها ، فيقوي سبحانه بعضها ببعض ، ويبطل إن شاء بعضها ببعض ، ويسلب بعضها قوته وسببيته ،  ويعريها منها ، ويمنعه من موجبها ، مع بقائها عليه ،  ليعلم خلقه أنه الفعال لما يريد ، وأنه لا مستقل بالفعل ، والتأثير غير مشيئته ، وأن التعلق بالسبب دونه كالتعلق ببيت العنكبوت ،  مع كونه سببا وهذا باب عظيم نافع في التوحيد)
 
أقسام المعاصي بالنسبة للحدود :
 
قال ابن القيم : ( والمعاصي ثلاثة أنواع :
نوع فيه حد ، ولا كفارة فيه ، كالزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر،  والقذف ، فهذا يكفي فيه الحد عن الحبس ، والتعزير.
ونوع فيه كفارة ،  ولا حد فيه ، كالجماع في الإحرام ، ونهار رمضان ، ووطء المظاهر منها قبل التكفير.
فهذا تغني فيه الكفارة عن الحد ، وهل تكفي عن التعزير فيه ،  قولان للفقهاء ،  وهما لأصحاب أحمد وغيرهم.
ونوع لا كفارة فيه ، ولا حد كسرقة ما لا قطع فيه ، واليمين الغموس عند أحمد وأبي حنيفة ، والنظـر إلى الأجنبية ونحو ذلك فهذا يسوغ فيه التعزير وجوبا عند الأكثرين وجوازا عند الشافعي) الطرق الحكمية.
 
أقسام السنة بالنسبة للقرآن
 
قال ابن القيم : ( السنن مع كتاب الله على ثلاث منازل:
المنزلة الأولى :  سنة موافقة شاهدة بنفس ما شهد به الكتاب المنزل.
المنزلة الثانية :  سنة تفسر الكتاب وتبين مراد الله منه وتقيد مطلقه.
المنزلة الثالثة : سنة متضمنة لحكم سكت عنه الكتاب فتبينه بيانا مبتدئه ) الطرق الحكمية
وقد يسمى القسم الاول ، السنة المؤكدة ، والثاني السنة المبينة، والثالثة السنة المكملة ، وتنازعوا هل ثمة قسم رابع هو السنة الناسخة لبعض ما في القرآن ؟
 
أقسام حق الله من واجبات الشريعة :
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه : واجبات الشريعة التي هي حق الله تعالى ثلاثة أقسام:
عبادات كالصلاة والزكاة والصيام ،
وعقوبات إما مقدرة وإما مفوضة
وكفارات
وكل واحد من أقسام الواجبات ينقسم إلى بدني وإلى مالي وإلى مركب منهم) الطرق الحكمية
 
أقسام البيان النبوي عشرة :
 
قال ابن القيم : ( البيان من النبي صلى الله عليه وسلم  ،  أقسام أحدها : بيان نفس الوحي بظهوره على لسانه بعد أن كان خفيا،
الثاني : بيان معناه ، وتفسيره لمن احتاج إلى ذلك ،  كما بين أن الظلم المذكور في قوله ولم يلبسوا أيمانهم بظلم هو الشرك ، وأن الحساب اليسير هو العرض ..
الثالث : بيانه بالفعل ،كما بين أوقات الصلاة للسائل بفعله .
الرابع : بيان ما سئل عنه من الأحكام التي ليست في القرآن / فنزل القرآن ببيانها ،  كما سئل عن قذف الزوجة فجاء القرآن باللعان،  ونظائره.
الخامس :  بيان ما سئل عنه بالوحي ، وإن لم يكن قرآنا ، كما سئل عن رجل أحرم في جبة ، بعدما تمضخ بالخلوق فجاء الوحي بأن ينزع عنه الجبة ويغسل أثر الخلوق .
السادس : بيانه للأحكام بالسنة ايتداء ،من غير سؤال كما حرم عليهم لحوم الحمر ، والمتعة ، وصيد المدينة.
السابع : بيانه للأمة جواز الشيء بفعله هو له ،  وعدم نهيهم عن التأسي به .
الثامن :بيانه جواز الشيء بإقراره لهم على فعله ، وهو يشاهده ، أو يعلمهم يفعلونه .
التاسع :  بيانه إباحة الشيء عفوا بالسكوت عن تحريمه،  وإن لم يأذن فيه نطقا.
العاشر: أن يحكم القرآن بإيجاب شيء ، أو تحريمه ، أو إباحته ،  ويكون لذلك الحكم شروط ، وموانع ، وقيود ، وأوقات مخصوصة،  وأحوال ،  وأوصاف ، فيحيل الرب سبحانه وتعالى على رسوله في بيانها ن كقوله تعالى : ( وأحل لكم ما وراء ذلكم) ، فالحل موقوف على شروط النكاح ، وانتفاء موانعه ،  وحضور وقته ، وأهلية المحل، فإذا جاءت السنة ببيان ذلك كله ، لم يكن الشيء منه زائدا على النص فيكون نسخا له ، وإن كان رفعا لظاهر إطلاقه).إعلام الموقعين
 
أقسام المغالبـات
 
قال ابن القيم : (قد تقدم أن المغالبات ثلاثة أقسام قسم محبوب مرضي لله ورسوله معين على تحصيل محابه ، كالسباق بالخيل ، والإبل، والرمي بالنشاب ،  وقسم مبغوض ، مسخوط لله ، ورسوله ،  موصل إلى ما يكرهه الله ، ورسوله ، كسائر المغالبات التي توقع العداوة ،  والبغضاء ، وتصد عن ذكر الله ، وعن الصلاة كالنرد ، والشطرنج ، وما أشبههما ،  وقسم ليس بمحبوب لله ، ولا مسخوط له ، بل هو مباح لعدم المضرة الراجحة ، كالسباق على الأقدام، والسباحة ،  وشيل الأحجار،  والصراع ،  ونحو ذلك)
 
أقسام اللذات
اللذات ثلاثـة أقسام : جثمانية كالأكل والشرب ، ووهمية كلذة الرئاسة ، والتعاظم على الخلق والفخر ، والإستطالة عليهم ،وعقلية روحانية كلذة المعرفة ، والإتصاف بالكمال ..ذكره ابن القيم في روضة المحبين.
 
أقسام النفوس
 
النفوس ثلاثة : سماوية علوية ، محبتها منصرفة إلى المعارف وإكتساب الفضائل ، وإجتناب الرذائل ، ونفس سبعية غضبية محبتها منصرفة إلى القهر ،والغلبة ، والتكبر ، والرئاسة، ونفس حيوانية ، شهوانية، محبتها منصرفة إلى المأكل ، والمشرب ، والمنكح ، وربما جمعت بعض النفوس بين الأمرين ، العلو في الأرض ، والفساد ، مثل فرعون.
 
أقسام القلوب
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( القلوب ثلاثة أقسام : قاسية ، وذات مرض ، ومؤمنة مخبتة ، وذلك لأنها إما أن تكون يابسة جامدة لا تلين للحق اعترافا وإذعانا ، أو لا تكون يابسة جامدة  ، فالأول هو القاسي ، وهو الجامد اليابس بمنزلة الحجر ،  لا ينطبع ولا يكتب فيه الإيمان،  ولا يرتسم فيه العلم ،  لأن ذلك يستدعى محلا لينا قابلا.
 
و الثاني:  لا يخلو إما أن يكون الحق ثابنا فيه لا يزول عنه لقوته مع لينه ،  أو يكون لينه مع ضعف وانحلال ، فالثانى هو الذي فيه مرض ، والأول هو القوى اللين.
 
وذلك أن القلب بمنزلة أعضاء الجسد كاليد مثلا ، فاما أن تكون جامدة يابسة ، لا تلتوى ،  ولا تبطش ،  أو تبطش بعنف ، فذلك مثل القلب القاسي ،  أو تكون ضعيفة مريضة عاجزة لضعفها،  ومرضها ، فذلك مثل الذي فيه مرض ،  أو تكون باطشة بقوة ، ولين ، فهو مثل القلب العليم الرحيم ، فبالرحمة خرج عن القسوة ، وبالعلم خرج عن المرض ، فان المرض من الشكوك والشبهات) .
 
 
أنـقـر هنا
للجزء الثالـث أكمل المقال

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 14/12/2008