علـى عبدالله طائـح !!

 

مترجما إلى الفارسية .. مقال ( الشعب يريد إسقاط نظام المرشد الأعلى وولاية الفقيه ) .. بالفارسي
مردم خواهان سرنگونى ( نظام رهبرى وولايت فقيه هستند)!
علـى عبدالله طائـح !!
 
حامد بن عبدالله العلي
 
زنقـة زنقـة ! وعاصمة عاصمة ! سـوف تمتـدّ الثورات في الوطن العربي كالعدوى ، تمامـا كما حدث في أوربا الشرقية فجأة في 89 ـ 90 م ، وقبل ذلك في أوربا بأسرها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ، فيما أطلق عليه آنذاك ثورات ربيع الشعوب ، حيث فشت  _ كالوباء _  الثورات الشعبية حتى استقرت بصيغ جديدة لأنظمة حكم ، أطاحت بملكيّة الأُسَـر للدولة والبشر ، وحررت العباد فصنعـوا لهم أنظمة تحقق آمالهم ، وتحمـي حقوقهم ، وتوزّع بينهم ثروة بلادهم عدلا ، ويتداولون السلطة دُولا ، يختارون الأكفـأ ، ويحاسبونه فإمـّا يُكَـافَـأ ، أو يُكْفـأ .
 
وما يجري اليوم في بلادنا العربية هو نفس ماجرى في ذلك التاريخ ، ولهذا أطلق عليه أيضا ( ربيع الوطن العربي) ، غاية ما في الأمـر أننا تأخـّرنا كثـيرا ، ننتظـر (مهدينـا) ! حتى جاءتنا العصفورة الزرقاء ( التويتر ) والفيس بوك ، والبلاك بيري ..إلخ ، فانطلقـنا معها نصنع الثورات !
 
فسبحان الذي جعل هذه العصافيـر الزرقاء (التويترات ) ! تمُطـر الأنظمة العربية بالثورات ، كمـا الطيـر الأبابيـل ترميهم بحجارةٍ من سجيل ، حتَّى جعـلت (شين الفاجرين ) ، وفرعون مصر ، وعن قريب إن شاء الله ابن اليهودية القذافـي ، وأُسَـرَهم ، وأعوانهـم ، كعصـف مأكـول !$$$
 
ونبشـِّر الأنظمة العربية ، بأنهـا مادامـت هذه ( العصفورة الزرقـاء ) وأخواتهـا الكريمات كالفيس بوك ، والبلاك بيري وغيرهـا ، تُحلـِّق فوق بلادنا ، فسوف تمطركـم بالثورات ،
 
 ولا خلاص منها إلاّ بأحـد حلّيـن :
 
نسف ( أم الإنترنت الكبرى ) ، حتى يخلو العالم من هذا (البلاء) الذي حلَّ على الأنظمة العربية !  والذي نشَـَر المعرفة السياسية والحقوقية فـي ( عيال عوير وزوير ) !! و( شحيت ومحيت واللّي وراء البيت ) ، وهذه أمثلة خليجية تُضرب إذا طالب الأفراد العاديون بحقوق متساوية مع ذوي الدماء ( عالية الجودة ) المنحدرين من ( سلالات نزلت من السماء الرابعة ) ولهم الحقّ وحدهم في تملك العباد وتوريثهم عائليـّا ! وملك ثروة البـلاد وتقاسمها فيما بينهـم !!
 
غيـر أنَّ نسف ( أم الإنترنت ) يعني إنهيـار الإقتصاد العالمي ، فإشتعال ثورات كارثيـَّة أشـدَّ فتكـا مما يتخيـّله العقل البشـري !!
 
إذن.. لا مناص من الحـل الآخـر :  تسليم الشعوب العربية حكمَ نفسها ، سواء بصيغة ملكيات دستورية ، أوجمهوريات كاملة حقيقية ، أو أي صيغة أخـرى تكفـل أن يسترد الشعب كل حقوقه ، ويتنفس هواء الحرية النقي ، ويتخلص من جميع المصائب التي خلفتها أنظمة الحكم العربية في بلادنا التي هي أغنى ، وأجمل ، وأروع أرض الله تعالى ، فصارت بسبب فساد الأنظمة أفقر ، وأقبح ، وأتعس البلاد!
.
ونعني بـ ( بجمهوريـات حقيقيـّة) احترازا مـن التي يختفي وراءها ( صاحب الزمان ) الذي يزور الإنتخابات ! كما في إيران ، وأيضا تلك التي ينتشر فيها سراديب التعذيب تحت شعار الديمقراطية ! كعراق ( المالكي وعصابته ) دمية إيـران !
 
وإحترازا أيضـا من ( الجمهوملكيّات) العربية التي تبدأ جمهورية وتنتهي بقدرة قادر بإبن رئيسها وارث الدولة والشعب مع قصـر أبيه ، وثيـابِ أمـّه ، كـ ( بشار سوريا ) و( علي اليمن ) وغيرهـما !!
 
نعم لاخلاص لـكم أيتها الأنظمـة المتخلّفـة ، منتهية الصلاحيـة ، ولن تخلصهم ( ماما ) أمريكا ، ولا شيوخ (سلفيّة القذافي ) ! (جماعـة الإنبطـاح لولي الأمر ) ! الذين يحرّمون المظاهرات السلميّة خشية الفتن زعموا ، بينما يصمتـون عن سفاحي الأنظمة العربية التي تعذّب الشعوب ، وتسحقها ، وتنشر كلّ أنواع الفتـن  ، عقودا وعقودا !! 
 
كما لن تخلصـكم هراوات الأمن ، ولا حجـب الإنترنت !!
 
فلستم يا أنظمة السوء ، والظلم ، والطغيان ، بأعتى من فرعون مصر ، ولا أذكى من طاغية تونس .
 
 هذا .. ويبـدو أنَّ (الزنقـة ) القادمة ستكون من نصيب  علي عبدالله طائح _ أعني صالح  _ في اليـمن السعيد ، الذي حوله نظام (علي وعائلته ) إلى يمـن غير سعيـد رغم توفـُّر كلّ أسباب السعادة فيه !  
 
إذ ما كانت الثورات التي انطلق قطارها في البلاد العربية لتخطئ اليمن ، والإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، واليمن منبع الحضارة البشرية ، وعرقُ عروق الثقافـة الإنسانية ، فهي للثورة على الإستبداد عذيقها المرجـَّب ، وجذيلها المحكـَّك.
 
ولاريب أنَّ كـلّ الأسباب التي فجَّرت الثورات العربية غرب البحر الأحمـر إلى ليبيا ، متوفـّرة جـدا حول مضيقه جنوبا ، هناك في أرض سبـأ التاريخية .
 
وهي ترجـع إلى ثلاثـة أسباب :
 
إقتصاديا : التخلف ، والفقـر ، و الحرمـان .
 
وأمنيـّا : الحكم بدولة الإستخبارات ، والإرهاب الأمني ، وإنتهاك الكرامة ،
 
وسياسيا وثقافيـّا وإجتماعيّا : الإستبداد بالدولة والسطو على مؤسساتها ، وكبـت الحريـّات .
 
وإثنـان من هـذه الثـلاث ، هـي عجينة كافيـة لتفجيـر ثورة ،
 
 أمـّا إذا اجتمعت الثـلاث فهي قنبلة الثورة النوويـّة ، وهي كافية لتطيح بأقوى نظام حُكْم ، وفي عشرين يوما ، وبأقـلّ تكلفـة بشريـّة ، وما حال مصـر عنكم ببعيـد !
 
 والآن تعالـوا لنجْـرِ هذه المعادلـة ،  على نظام علي عبدالله طائـح ( صالح ) ، الذي سيطيـح قريبا بإذن الله ، فهـو  _ كالعادة السيّئة لبقية الحكّام العـرب _ حـوَّل الدولة ومؤسساتها إلى (عـِزَب) لـه ولأقاربه ، فسطـا وسطوْا معـه على ثروة الوطن ، فأُفقِـر الشعب اليمني ، حتى صارت اليـمن مضرب المثل في الفقـر ، ممـا أورث كابوس الإنفصـال والتقسيـم ، الذي هو أسوء ما يمكن أن يجري ، في ضمـن كوابيس أخـرى تنتظر اليمن .
 
ثـم أخذ يهيئ البلاد والعباد للوراثـة ، بعد أربعين سنة من الحكم ، بنفس السيناريو العربي المقيت والممـلّ ، فقبل سنتيـن أعـلن أنـه لـن يترشح للرئاسة ، ثـمّ نظـَّم الحزب الحاكم مظاهرات شعبيّة تطالب الزعيم بأن لايترك الشعب يضيع !! ، فترشَّح ووصل الى الحكم بأكثريـّة (تزويرية ساحقـة ) ! ثـمّ بـدأ يهـيّء كلَّ شيء ليرثه إبنـه !!
 
والآن .. تعالـوْا _  بمرور سريع _ لنرى حجـم السطو على مؤسسات الدولة في نظامـه :  
 
أما أقاربه من أسرته : فأحمد علي عبدالله صالح ابنه قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ، ويحيى محمد عبدالله صالح ابن أخيه أركان حرب الأمن المركزي خلفا لأبيه ، وطارق محمد عبدالله صالح ابن أخيه قائـد حرصه الخاص ، وعمار محمد عبدالله صالح ابن أخيه مسؤول جهاز الأمن القومي ، ومحمد صالح عبدالله الأحمر أخوه غير الشقيق قائد القوات الجوية ، وعلي صالح عبدالله الأحمر أخوه غير الشقيق أيضا مستشار مدير مكتب القائد الأعلى ، وعلى محمد صالح الأحمر أخوه غير الشقيق أيضا قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع ، ومحمد على محسن الأحمر ابن عمه قائد المنطقة العسكرية الشرقية ، وتوفيق صالح عبدالله الأحمر ابن أخيه رئيس مجلس إدارة شركة التبغ والكبريت الوطنية ، وتيسير محمد صالح الأحمر ابن أخيه الملحق العسكري للسفارة اليمنيّة بواشنطن ..
 
وأما أقاربه من غيرهم فمنهم : عبد الإله القاضي قائد محور الجند تعز ،  وعلى صالح القاضي مدير عام الشركة اليمنية للإستثمارات النفطيّه ، وضيف الله شميله ويعمل تارة سفير ، وتارة مستثمـر ، ومحمد بن محمد إسماعيل ابن خاله وكيل وزارة التجارة ،
 
وأما أصهاره وأصهار عصبته القريبين منه فمنهم : نعمان دويد محافظ صنعاء ، محمد دويد سكرتير له ، ويحيى دويد رئيس مصلحة أراضي وعقارات الدولة ، وعمر الأرحبي نائب مدير عام شركة النفط ، وخالد الأرحبي الأمين المساعد لرئاسة الجمهورية ، وعبدالكريم الأرحبي نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي ، وأحمد عبدالله الحجري محافظ أب ، وعبدالوهاب عبدالله الحجري دبلوماسي دائم في السفارة اليمينية بواشنطن ، وعبد الملك عبدالله الحجري في مثل منصبه ، وخالد عبد الرحمن الأكوع وكيل أول وزارة الخارجية ، وفضل الأكوع وكيل وزارة التأمينات ، وعبدالرحمن الأكوع أمين العاصمة ، وعلي الكحلاني مدير عام المؤسسة الإقتصادية ، وأحمد الكحلاني وزير الدولة عضو مجلس الشورى أمين العاصمة سابقا ،
 
وأما من هم من قبيلته وعلى مناصب رفيعه فمنهم : مهدي مهدي مقوله قائد المنطقة العسكرية الجنوبية ، وصالح الضنين نائب رئيس هيئة الأركان العامة ، ومحمد عبدالله حيدر قائد منطقة إب ، وحمود الشيخ رئيس كلية الطيران ، وحامد أحمد فرج رئيس الهيئة العالم للطيران المدني والأرصاد ، وعبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية .!!
 
والعجب بعد كـلّ هذا أنها جمهورية وليست حكم قبيلة ولا أسرة !
 
وليت شعـري ما هـو الإستبداد السياسي ؟ وأيُّ معنى لـه ، أوضح من حكم الأربعين عاما ، بهذه الصـورة ،  ثـم التوريث ؟!!
.
 وما فائدة (جعجعة ) سياسية  في المعارضة ، وصحافة المعارضـة ، بلا ثورة حقيقية ، إذا كان المستفيد الوحيد من تلك الجعجعة ، هو الحاكم المستبـدّ نفسـه ، فهـو يستهـلّ خطبـة الإستبداد فـي كـلّ محفل بهـذه الكلمـات : ( لدينا معارضة ، لدينا صحافة حرة ) ؟!!
 
أمـّا الفقـر ، والحرمان ، والبطالة ، فحدِّث عمـّا في اليمن ولا حرج ، بلْ لا يقاس أيُّ بلد عربي بما في اليمن من ذلك أصـلا .
 
والتقارير تشير إلى أنه بسبب سيطرة ذوي السلطة على ثروة اليمن ، ممن ذكرنا أسماء بعضهم آنفا ، واستثمارهم ما سرقوه خارج اليمن أيضـا ، وسوء الإستفادة من الموارد ، وفقدان مشاريع التنمية _ يأتي اليمن في المرتبة 153من بين 177 دولة على مؤشر التنمية البشريـّة الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي _ والفساد الذي يدمـّر اليمن ، حتى بيع ميناء عدن الذي يدرّ الملايين بالرشوة !! .
 
 بسبب هذا كله فإنَّ نسبة الفقراء في اليمن قفزت إلى 42.8 % في العام الماضي !!! مقابل 33.8% في العام 2009،
  
ومعلوم أنَّ الفقـر يجلب معه كلَّ البـلايا الإجتماعية ، ويتنتشر تحته أفتك أمراضها ، كالدعارة على سبيل المثال _ وكفى بها داء يدمـّر المجتمعات _ وتشير التقارير إلى إرتفاع في نسبة التجارة الجنسية في اليمن بسبب الفقر !
 
 وعلى سبيل المثال ، فقد نشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لقاء مع فتاة قالت إنها وشقيقتها أُجبرتا على العمل في تجارة الجنس ، لتوفير الطعام والعلاج لوالدتهما المريضة ! وقالت : ( توفى والدي عندما كنـّا لا نزال صغيرات فاضطرت والدتي للعمل كخادمة في المنازل ،  لم يسمح لنا فقرنا من مواصلة تعليمنا ،  وعندما أصيبت أمّي بالسرطان ، قررت وشقيقتي العمل في الشارع ،  لتصبح تجارة الجنس مصدر دخلنا، خصوصا وأننا لا نملك أي تعليم أو مهارات تمكننا من العثور على فرص عمل مناسبة ) .
 
ومن يعرف المجتمع اليمني المحافظ ، والمعروف بتمسّكه الشديد ، وعاداته الطيبة الأصيلة ، ثـمّ يقرأ هذا الخـبر المؤلـم ، يعلم فداحة ما فعلته السلطة في هذا المجتمع الكريم بنشرها الفقـر فيه إلى هذا المستوى الكارثي !
 
وأما فتـك الأجهزة الأمنية بالشعب اليمني ، فيكفي ما نراه من إطلاق النار على المظاهرات السلميّة ، وتزايد عدد القتلى كلّ يوم بسبب ذلك.
 
هذا .. وقد بدأت الإحتجاجات في اليمن تؤتي أُكلهـا بإعلان ( طائح ) وقـفَه مهزلة الترشيح والتوريث ،
 
وهـي ماضية لن تضـع أوزارها إلاّ بالإطاحـة بنظامه الفاسـد بعد أربعين عاما من إستنزاف اليـمن ، والإستيلاء على خيراته ، ونهـب ثروتـه ، وإهانة شعبه الكريم ، وإضطرارهـم إلى حياة البؤس ، والتغريب ، والمعاناة .
 
غيـر أننا نأمل وندعـو الشعب اليمنـي الشامـخ أن لايفـرّط في وحدته ، وأن لاينـجر إلى مؤامرة التقسيم ، فلاشيء أقبح من الإستبداد والحرمـان إلاّ تقسيم الأوطان .
 
ونسأل الله تعالى أن يكلّل جهود التغييـر الشعبي المتصاعـد في اليمن بالنجاح ، لتورث نظامَ حكم راشد ، يوحـِّد اليـمن ولا يفرّقـه ، ويحقـّق للشعب اليمني آماله بحياة كريمـة ، ومستقبل زاهر ،
 
 ليؤدِّي دوره في نهضة الأمّة بأسرها ، لتعيد كرامتها ، وتسترد عزتها ، وتستقل عن الأجنبي تماما ، في تقدم حضاري شامل يقفز بأمتنا الإسلامية المجيدة إلى مقدمة الأمم بإذن الله تعالى .
 
والله المستعان ، وهو حسبنا ، عليه توكلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكـّلون.   

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 03/03/2011