تباشيـــر النصــــــر القــــريب ...ولكن أكثر الناس لايعلمون
حامد بن عبدالله العلي
في تناسب آيات التنزيل العزيز ، عجائب وحكم ، فتأمل قول الحق سبحانه في هذه الآيات الكريمات من سورة التوبـــة :
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 30 اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 31 يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 32 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ 33 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 34 ) من سورة التوبة
وقد ذكر الله تعالى عن كفرة أهل الكتاب ، هنــا أربع صفات :
أحدها : الشرك في الربوبيّة بادعــاء كل من اليهود والنصارى الولد لله ، تعالى عما يقول الكافرون علوا كبيرا.
وفي الألوهية في عبادتهم للمسيح وأحبارهم ورهبانهم ، أما عبادتهم للمسيح فبدعائه من دون الله تعالى ، دعاء العبادة ودعاء المسألة ، كما جعلوه ربا خالقا مع الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، وأما عبادتهم للاحبار والرهبان ، فلأنهم سووهم برب العالمين في التشريع والتحليل والتحريـــم .
والثانية : سعيهم لإطفاء نور الله تعالى ، وقد عبر عن ذلك بالفعل المضــــارع ( يريدون أن يطفئوا نور الله ) ، والمضارع يفيد الاستمرار .
والثالثة : الصد عن سبيل الله تعالى .
الرابعة : عبادة المادة التي تحملهم على أكل المال بالباطل ، وكنزه بغير حق.
فإذن هم قد جمعوا أقبح الصفات اللازمة، وأقبح الصفات المتعدية .
فالشرك أقبح الصفات اللازمة ، أي التي فيها ظلم الانسان لنفسه ، وهم فيهم نوعا الشرك ، شرك الربوبية والألوهية .
والسعي لإطفاء نور الهدى الذي يهتدي به الخلق ، أقبح السيئات المعنوية المتعدية ، أي التي يظلم فيها العبد غيره .
وكنز المال ومنع منفعته عن المحتاج ، ثم الزيادة على ذلك بأكل ما بأيدي الناس بالباطل ، أقبح السيئات الماديّــة المتعديّــة .
وبسعيهم لإطفاء نور الله ، يفسدون منافع الناس الدينية الروحية ، وبكنزهم الذهب والفضة ومنعها عن الناس ، وأكل أمول الناس بالباطل يفسدون منافع الناس الدنيوية .
فقد اشتملت هذه الآيات ، على وصفهم بأقبح الصفات من جميع الوجوه .
وتأمل كيف أن الله تعالى قرن بين اليهود والنصارى ، وإرادتهم إطفاء نور الله تعالى ، وقد عبر عن ذلك بلفظ المضارع ( يريدون ) الذي يفيد الاستمرار ، ثم جعل في نفس السياق ، ذمهم بأنهم يأكلون أموال الناس بالباطل ، ويصدون عن سبيل الله.
وقارن بين وصف الله تعالى لهم في هذه الآيات ، وواقعهم اليوم ، كيف جمعوا بين هاتين الصفتين :
بين سعيهم الحثيث لإطفاء نور الإسلام ، وكنزهم للمال وأكلهم إياه بالباطل .
وليست هذه الحرب على العراق ، إلا كالإنموذج من سلسلة حلقات تاريخية، تتمثل فيها مقتضى صفاتهم السالفة .
فلا جرم تناقلت وكالات الأنباء عزم مؤسسات التنصير المسارعة ، إلى دخول العراق فور سقوط بغداد ، ومن بينها مؤسسة (فرنكلين غراهام) ، وإليكم هذا الخبر المهم ، نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط 3 إبريل 2003م :
سارعت اكبر منظمة أصولية للبروتستانت في الولايات المتحدة، إلى الانتقال إلى الحدود العراقية ـ الأردنية مع بدء الهجوم الأميركي على العراق منتظرة «الإشارة الخضراء» لدخول الأراضي العراقية.
قالت مراسلة الشرق الأوسط : معلومات أطلعتني عليها مصادر مطلعة بأن هذه المنظمة المتشددة، التي تدعى «سانت مارتن بورس»، قابعة على الحدود تنتظر فرصة دخول العراق، وان زعيمها الراهب فرنكلين غراهام أكد ذلك الأسبوع الماضي في تصريح له على شبكة الإنترنت التابعة للمنظمة في أميركا.
و(غراهام )، هو الشخصية الدينية المثيرة للجدل في أوساط المسلمين ، وحتى المسيحيين المعتدلين ، الذين يرون بأنه رجل دين متعصب لما صدر منه من شتم وقدح في الإسلام ، والمسلمين ، بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) الماضي.
ولم يكن الأمر سهلا على «الشرق الأوسط» العثور عليهم، وجاءت الصعوبة، في تكتم هؤلاء عن صبغتهم الدينية وعدم إبرازها خلال زيارتهم.
وبالتعاون مع زميل في صحيفة نرويجية تمكنت «الشرق الأوسط» من الحديث مع متحدث من المجموعة الموجودة في الأردن والاستفسار منه عن مهمة الفريق.
ولم نكن نتوقع حتى لحظة مقابلة الشخص، وحضوره الموعد في أحد فنادق العاصمة الأردنية، انه سيأتي إلى الموعد، بعد أن تأكدنا فعلا من مقر المنظمة في الولايات المتحدة أن «المجموعة هنا، وسيحاولون ترتيب لقاء بممثل عنها». وهكذا، تم اللقاء. وقال ايفان غيسبريشت، كندي الجنسية، أن الفريق يتكون من 7 اشخاص، وانه يرفض التعليق ولا التطرق إلى مواقف زعيم الحركة (غراهام فرنكلين) ، وعن الحركة التي تضم 16 مليونا من الاتباع عبر الولايات المتحدة وخارجها.
واضاف «أن المؤسسة تملك حاليا مخزنا لها في عمان وحولت إليه جزءاً كبيراً من المعدات والسلع الخيرية التي تريد الدخول بها الى العراق وتوزيعها على سكان المدن والأرياف».
واختلطت أوراق «سانت مارتن بورس» عليها بمجرد فشل الجيش الأميركي في إسقاط النظام العراقي خلال 24 ساعة، أو خطط إطعامها للاجئين العراقيين في المخيمات الخالية.
ورد ايفان، لدى سؤاله، إن كان بحوزته أي «رسالة مسيحية» فقال «إننا مؤسسة مسيحية ولا نسعى إلى تغطية هذه الحقيقة، لكن العمل في دولة إسلامية ليس سهلا وليست لدينا سياسة تبشير في العراق ولا حتى في حوزتنا إنجيل، ولا أي مادة دينية».( طبعا هذا كذب )
وتابع ايفان قائلا «نعلم انه توجد في العراق طائفة مسيحية كبيرة، وسيكون لنا معها، ربما، تعاون في المستقبل».( هنا نقطة مهمة).
(…) أشار، من منطلق محاولة إبرازه لدور مؤسسته، إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعمل فيها «سانت مارتن بورس» في دول العالم الإسلامي وقال: «لقد دشنا قبل أسبوع فقط مجمعاً في إحدى المدن الأفغانية لعمل وترقية دور المرأة الأفغانية في المجتمع». ( طبعا المقصود إفساد المرأة المسلمة هناك)
وأضاف معلقا على الفترة المتوقع أن يمكثها في الأردن قبل العودة إلى بلاده : «نحن هنا منذ 10 أيام، وسأغادر شخصيا اليوم، كي أعود مجددا بعد 10 أيام، ووجهتنا هي العراق ولا يوجد تاريخ محدد للمغادرة إذ أننا ننتظر الدخول».
واضاف: أما الآن فنقوم باستئجار الشاحنات التي ستحمل السلع التي اشترينا بعضها في السوق المحلية، كما نقوم بإجراء مقابلات مع متحدثين باللغة العربية لمساعدتنا في مهمتنا وأيضا مع مترجمين».
أشارت المصادر التي نقلت خبر وجودكم في الأردن، إلى وجود منظمة أصولية مسيحية متشددة أخري، هل لديكم علم بمكان وجودها؟ (…)
ـ أتذكر. تتحدثين عن «ذا ساذرن بابتيست كونفنشن»؟
نعم، هي هذه، أين هم في عمان هل انتم على اتصال بهم؟ ـ لست أدري إن كانوا هنا أم لا.
ألا تخشى من ردة الفعل، إن انكشفت هويتكم على الملأ؟
نحن هنا لمساعدتهم (العراقيين)، وهذا تعبيرعن ممارستنا لديننا.
(…) وهذا جانب من عمل فريقنا،ومباشرة لدى وصولنا سواء إلى بغداد أو البصرة أو غيرها سيكون بإمكاننا إطعام 10 آلاف شخص أو اكثر يوميا، وستكون هناك فرق متنقلة، في كل مرة تفتح فيها جبهة سيرسل فريق )أ.هـ
*** أتدرون من هو القس فرنكلين غراهام ، الذي كان قد (بارك) الرئيس بوش في حفل تنصيبه ، إنه بعينه الذي وصف الإسلام بأنه " شرير " !
*** ثم هو وجيري فالويل الذي وصف محمدا صلى الله عليه وسلــم بأنه إرهابي ! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، وبات روبنسون الذي وصف المسلمين بأنهم أسوء من هتلر ، وأليوت كوهين ، وكينيث أدلمان ، وهلمّ جــرّا ، هم الذين ـ من وراء ستار ـ يخوضون هذه الحرب على العراق المسلم ، لتدخل مؤسساتهم التنصيرية وراء الدبابات ؟
تريد أن تطفئ نور الإسلام ، وليدخل أيضا الكانزون الذهب والفضة معهم.
*** ومن لا يستطيع أن يصدقني ، فليقرأ الملف الذي أعدته مجلة "نيوزويك" الأمريكية في عددها 10/3/2003م ، والذي سلط الضوء على المعتقدات الدينية ، التي تدفع جورج بوش إلى سلوكه السياسي والعسكري الحالي.
*** وكيف ركب بوش موجة الأصولية البروتستنتية الصاعدة، وهو أحد أبنائها، ليقود أمريكا في مغامرات يطغى فيها الحماس الديني على البصيرة السياسية ، كما يقول مثقفوا أمريكا نفسها .
*** يتألف الملف من ثلاثة مقالات، أحدها – وهو الأطول والأعمق – بعنوان "بوش والرب"، بقلم "هاوارد فاينمان"، أحد كتاب المجلة .
*** والثاني بعنوان : "خطيئة التكبر" بقلم البروفسور "مارتن مارتي" وهو قسيس وأستاذ بجامعة شيكاغو ترأس "الجمعية التاريخية الكاثولية في أمريكا" سابقا .
*** أما المقال الثالث فهو بعنوان: "البيت الأبيض: إنجيل على نهر البوتوماك" ، وهو بقلم كينيث وودوارد من كتاب نيوزويك.
*** كما نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" عن الموضوع من قبل مقالا بعنوان: "بالنسبة لبوش.. إنه الإحساس بالتاريخ والمصير" يوم 09/03/2003
*** وآخر بعنوان: "عن الرب والإنسان في المكتب البيضاوي" بقلم القسيس "فريتس ريتسش" يوم 02/03/2003 وهو مقال تحليلي عميق تناول المنطق الداخلي لفلسفة بوش الدينية .
*** وكلها تؤدي إلى حقيقة واحدة ، أن الشيطان الذي عشش في رأس الرئيس بوش ، هو الذي يقوده اليوم مع مؤسساته التنصيرية الخبيثة لتفعل في العالم الإسلامي شيئين :
*** تسعى لإطفاء نور الله بالصد عن سبيل الله ، ولتكنز الذهب والفضة .
ولكن …
*** ليطمئن كل مسلم ، إلى قوله تعالى ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون ) .
*** ولينتظر المؤمنون وهم موقنون ، تباشير النصر القريب بإذن الله تعالى .
*** وحتى لو استقر شيطان بوش في العراق وباض وفرخ فيها ، فسيتحقق وعد الله تعالى بظهور دين الإسلام بلا ريب ، بل قد يكون احتلال العراق إزلافا من الله تعالى ، إلى نصر الإسلام .
*** ذلك أن الحسم العسكري في معركة ، لايعني النصر ، فالظالم مهزوم في كل خطوة يخطوها ، ولو استوى على عرش منحوت من جماجم آلاف المظلومين ، وهي تلعنه ليلا ونهارا ، فسيحين مصرعه يوما .
*** وسيتم الله نوره ، وسيظهر دينه ولو كره المشركون ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.