وعشــــرة أشيــــــاء أخرى يتعجـــــب المــــرء كيف تحــــــــــدث؟!!!

 

وعشــــرة أشيــــــاء أخرى يتعجـــــب المــــرء كيف تحــــــــــدث؟!!!

حامد بن عبدالله العلي

أحدها : كيف يدير هؤلاء الفتية المجاهدون ظهورهم لفتن الشهوات المتوفرة لهم من بين أيديهم ، ومن خلفهم ، وعن أيمانهم ، وعن شمائلهم ، والتي هي طوع أيديهم ، وإشارة بنانهم ، وقد ألبستهم الحياة المنعّمة جمالاً ، وأودعت فيهم ترفا ودلالاً ، ويتوجهون إلى الموت ، يطلبونه حثيثا ، يلاحقونه في جبال الشيشان ، وبلاد الأفغان ، وفي ربوع أرض الخلافة ، وغيرها من أرض الجهاد ، ولسان حالهم يقول :

نمشي إلى الموت مشيا في خطرفة ** في باحة الموت حتى تنجلي الظلم

أو كما قال ابن جزيرة العرب :

إن رعد سحاب الموت للموت نطّاحين** طربنـا للبارود إن ثـار دخانــــه

وقد تحول الموت في سبيل الله إلى أمنية الأماني ، فقد غدا في أعينهم معراجا يعرجون به إلى قناديل العرش ، يتناولون ثـَّـم ما شاؤوا من جنان الخلد ، في جوار ربهم ، لايطلبون بعدها إلا أن يعودوا فيواجهوا الموت في سبيل الله المرة بعد المرة ؟!

والثاني : كيف سقطت هيبة قوة الأعداء الهائلة التي ملأت قلوب زعماء الدول رعبا ، والجيوش العربية خوفاً ورَهَبـــاً ، سقطت من أعينهم فلا يرونها شيئا ، بل لا يعدونها إلا فيئا ، وكأن طائراتهم العملاقة ذباب ، وكأن الصواريخ ، و حاملات الطائرات سراب ، وكأن الملايين من جنود الباطل وكيدهم الاستخباراتي وتطورهم التكنلوجي أسراب من الزيف والكذب في إثر أســــراب ؟!

الثالث : كيف لاتزيدهم المواجهة مع هذا الحشد من جنود الكفر ، كتائب كأنها الجبال ، لا ينقضي أخراها وهو يتبــع أولاها ، إلا صلابة ، وإصرارا ، وصبرا ، واصطبارا ؟!

الرابع : كيف لايثنيهم استشهاد قادتهم عن جهادهم ، بل يزيدهم ثباتا ، ولا يزعزع عزائمهم تخاذل المتخاذلين ، ولاسقوط المتساقطين ، بل يشدّ ذلك عزمهم على مواصلة الطريق ، ويذكي فهمهم لحقيقة المعركة ، وينور بصائرهم في حتمية النصر في العاقبة ، ويرفع إيمانهم بموعود الله تعالى لهــم ؟!

الخامس : كيف يمشي الاستشهادي إلى مكان العملية ، مختالا بفؤاد ثابت ، وجنان عن الجزع ساكت ، ويحول وهو مبتسم ضاحك ، جسده إلى شظايا تمزق أعداءه ، بل قل : كيف يفكر وهو يخطط ، كيف يصنع من جسده سلاحا فتاكا ، وكيف يحول الموت الرهيب ، فيقلبه إلى فن من فنون القتال مهيب ؟!

السادس : وأخرى أعجب من سابقتها ، كيف تفعل الفتاة الاستشهادية ذلك ، هل يرى هؤلاء القوم الجنة ، بلى إنهم يرون الجنة ، وإلا لما أطاقوا ما يفعلون ؟!

السابع : كيف نجح هؤلاء الأبطال في هذا الزمن الذي لم يمر على أمتنا يوما من دهرها كانت اشد ضعفا وهوانا ، في تحويل الآلام والخوف والهزيمة النفسية من أمتنا إلى الأعداء في كل البلاد ، وهم لا يملكون إلا أجسادهم سلاحا وقليلا من العتاد ؟!

الثامن : كيف خرج هؤلاء الأسود من بين ركام الأمة المبعثر المليء باليأس ، والإحباط ، والخوف ، والشك ، والتردد ، والضعف ، والهوان ، والاستكانة ، فوثبوا من حيث لم يحتسب الأعداء ، فضربوا ضربتهم المنتظرة ، وجرّوا العدو إلى حرب وقودها أمواله، ورجاله ، ومكره كله ، حاضره ، ومآله ، فهو ناشب في هذه الحرب الضروس انتشابا ، قد عاد كيده عليه خرابا يبابا ؟!

التاسع : كيف أبصروا الحق والمخرج في وسط هذه الظلمات المدلهمة ، وقد تاه فيها من ضاعت أعمارهم بين الكتب والصحائف ، فالفتى منهم في هذا الطريق مشغول الفؤاد أبدا ، مهموم ، مقبل على نصر الإسلام مهما كلف الأمر ، غير وجل ولا خائف ، والكهل إلى هذا الراية عاطف ، والشيخ عليها عاكف ، تعاهدوا أن يُمضوا هذا الأمر ، أو يغيّبـُـوا في الأكفان واللفائف ؟!

العاشــر : كيف تحمّلت نهى وأحلام هذه الفئة المجاهدة ، أمال الأمّة على عاتقها فأطاقت هذا الحمل الثقيل ، أم كيف انطلقت به راكضة ، فبلغت قمة القمم حتى شقت لمن بعدها السبيل ، فوالله ليذكرنّهم التاريخ في مستقبل الأدهار ، فيندهش ويحتـــــار، كيف يسطر ذكرهم الجميل ؟! ويقول : لعمري .. كيف أروى محاسن هذا الرعيل ، لله دره في الإسلام من رعيـــــــل ؟!

كيف حدث كل هذا في تاريخ الإسلام ، ننتظر الجواب في تعليقاتكم ؟
!

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006