هنــــــــــــــا الإرهـــــــــــــاب !! |
|
هنــــــــــــــا الإرهـــــــــــــاب !!ـ
حامد بن عبدالله العلي
تخيلوا معي أن قارىء نشرة الأخبار في دولة عربية ، يدرس في إحدى دورات البرمجة العصبية هذه التي انتشرت مؤخرا ، لكنه أثناء قراءة نشرة الأخبار على الهواء ، والشعب العربي المسحوق يستمع إليه :
وفجأة تغشــاه فقدان لوعيه الظاهــر لطارىء طرأ عليه المسكين لانه لم يتقن مبادىء البرمجة العصبية بعــد ، ولايلام على حصول هذا الطارىء ، لاسيما وأن الدولة تحــت قوانين الطوارىء ، وحتى الدول التي لا تعلن ذلك رسميا هي تحت قوانين الطوارىء من سقوط الخلافة إلى اليوم، لأن الدساتير والقوانين " ديكور " وملعبة بيد السلطات أصلا .
وإذا بعقلــه الباطن يتحدث من اللاّوعي ، وصــار يقرأ نشرة الأخبار بواسطة تداخل في حقول الطاقة المتصلة "باللاوعي" التابع لأصحاب السلطة تارة ، وتلك المتصلة بالشعوب العربية تارة أخرى ، على مذهــب جماعة البرمجة العصبية اللغوية !! مع الإعتذار منهم .
فقرأ نشرة الأخبار هكذا :
قال بيان رسمي للحكومة الرشيدة :
لماذا يبدو الأمر وكأن الجميــع يتكتـــم مع سبق الإصرار والترصد ، على أن الوجود الأجنبي في بلادنا هو سبب كل مشكلاتنا ، وأن تدخلاته ، وأطماعه ، واستكباره وإصراره على محاربة ديننا ، وطمس ثقافتنا ، وفرض ثقافته التعيسة علينا بالقوة ، والقهر، وبالفساد الذي يشتري به بائعي الذمم من الحكام الذين ليس لهم هم إلا تنفيع كراسيهم وتنفيع الساعين معهم في الحفاظ على تلك الكراسي ، على حساب دينهم ، وأمتهم ، كما يشتري به التجــار عبدة المال ، مع صحفهم البائسة ، وأشباه المثقفين ، هو سبب كل ما يحصل اليوم من فتن ، وليس هؤلاء الذين يطلقون عليهم " إرهاببين " فهؤلاء ليسوا سوى ردة فعل ، تصيب الهدف تارة ، وتخطئة تارة ، هذا غاية ما توصف بــه الحالــة ؟!
فاندهش الناس من هذا الكــلام ، وكانهم في حلم ، ونظر بعضهم إلى بعض : عجبــا ماذا جرى للدولة ، إنهم يتحدثون بما في ضمائرنا تماما !!
غيــر أنّ قارىء نشرة الأخبار استمــر يتحدث من "اللاوعي" متصلا بوساطة حقول الطاقة المتداخلــــــة !
فقال :
وصرح مصدر مسؤول : لماذا يتكتم الجميع عن حقيقة أن زرع الكيان الصهيوني في قلب أمتنا ، وفي أقدس مقدساتها ، ورعايته ، وإمداده بكل ما يحتاج لكي يحاربنا ، ويحاربوننا به ، هو ينبوع المصائب كلّها ، وأن الإرهاب الحقيقي ، إنما هو هنــا في هذا الكيان المســخ ، وفيمن يمده من العالم الغربي ؟!
وقالت مصادر موثوقة : لماذا يتكتم الجميع على حقيقة أن الغزو الأمريكي للعراق فتح أبواب الشرور ، وأنه بدأ بكذبة اجبر العالم على تصديقها بإرهاب العالم وابتزازه ، وانتهى بتدمير شعب وسحقه ، وتحويله أرضه إلى محرقه ، وإبادة مدنه ، وقراه ، ونهب ثرواته ، ونصب أسوء الناس سمعة وتاريخا على حكومة عميلة جلّ همّها كيف تسرق وتنهب بالإشتراك مع القوات المحتلة ، وتنفذ خطط الصهيوصليبية العالمية ، وأن هذا هو الإرهاب بعينه ؟!
وأضافت المصادر المذكورة : ولماذا إذا كانوا هم خائفين ، ويرتعدون مرعوبين من هذا الثور الأمريكي الهائج ، الذي لا تحركه سوى غريزة حيوانية ، غريزة الإنتقام ، وشهوة الاستعلاء ، والمال ، لماذا لا يسكتون إذا قال غيرهم الحقيقة ، بل يريدون الجميع أن يسكت كما سكتوا ، هل هم محاسبون إذا تركوا أحدا بين أظهرهم يريد أن يقول للناس الحقيــقة ؟!
وفي لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي قال وزير خارجية الدولة : إلى متى وأنتم تجبروننا على قلب الحقائق ، ونشر الأكاذيب ، وتشويه صورة من يقاوم هيمنتكم ، وأنه لا يوجد إرهاب في العالــم غيرهم ، مع أننا نعلم ما فعلتم في العراق ، وفي فلسطين ، وما تفعله بلادكم في كل العالم ، من نهب ثروات الشعوب ، وإذلالها ، وتسليط الظلمة المستبدين عليها ، ومن أجل سيطرتكم على العالم تستحلون كل الوسائل ، من تعذيب ، وقهر ، وظلم ، وتسليط الظلــم على الشعــــوب ؟!
فرد عليه وزير الخارجية الأمريكي : صــه ، " ومــن أنت يا بعوضة " ، وهل لكم وظيفة غير التي تفعلون ، ألا يكفيك أنك صرت وزير خارجية يا " صلمعة بن قلمعة " ، تركبون السيارات الفاخرة ، وتسكنون في الفلل الفاخرة ، وجعلناكم دولا لها عضوية في الأمم المتحدة الملحدة ، وتجلسون معنا يا متخلفون ، ماذا تريدون أكثر من هذا ؟!
وقال وزير الخارجية الأمريكي : استمروا في تنفيذ التعليمات ، الإعلام يجب أن يركــز على أن من يقاومنا فهو إرهابي ، ومن يوافق على مشروع الإمبراطورية الأمريكية المهيمنة على العالم هــو الحرّ الديمقراطي العصري ، استعملــوا كل الأساليب للكذب ، وتشويه صورة من يعترض علينا ، وألحقوا بهم كل تهمة ، واستفزوهم حتى يقعوا فيما يوسع لكم دائرة الكذب والدجل ، ولكي نستغل نحن هذا كله لتشويه صورة الإسلام أكثر ، فأكثر ، هذه هي مسؤوليتكم في المرحلة الحالية .
ولا تنسوا : ممنوع الكلام على النصارى ، والتنديد بمؤسسات التنصيــر علنــا ، ممنوع أي مؤتمر عن الصهيونة ، ومن يحاربها فليشدد عليه ، ممنوع الكلام عن الجهاد ، ممنوع الكلام عن توحد أمتكم ، ممنوع الكلام عن جميع مخططاتنا الإرهابية لبلادكم ، ومن يتكلم راقبوه جيدا ، وابحثوا له عن أي سبب لاعتقاله ، أو التخلص منه.
مفهــــــــوم !
فردّ عليه وزير خارجيتنا قائلا : لكن إلى متى ستظنون الشعوب ستتبقى صامتة لا تثور علينا ، وتطلب أن توحدها ثقافتها ، وأن تعتمد بعد الله تعالى ، على قوتها ، وتنشد الإستقلال الحقيقي ، رافضة التدخلات الأجنبية في بلادها ، كما فعلت شعوبكم أنتــــم ، إلى متى تظنون أننا سنستطيع أن نخدر هذه الشعوب المسحوقة ؟!
فقال وزير خارجية أمريكا : دعها تثور عليكم ، فنتخلص منكم ونأتي بغيركم ، ونلعب على الشعوب لعبة جديدة ، وهل تظن أننا نخاف عليكم ، أو نخاف على شعوبكم ، ماذا علموك حتى أصبحت وزير خارجية ؟!
والشعب العربي الذي ينصــت مشدوها لنشرة الأخبار غير مصدق ما يسمع ، ولم يستوعب الصدمة بعــد .
فصمــت وزير خارجيتنا ، وبعد مأدبة عشاء على شرف وزير خارجية أمريكا ، ودعه في المطار قائلا : ( الله يلعنــك ويلعــن اللي جابكم عندنا ) ، أي ليلعنكم الله ، ويلعن من أتى بكم .
ثم تابع قارىء نشرة الأخبار :
وفي هذا اليوم قام المجاهدون في العراق بعدة عمليات ناجحة ضد الإرهابيين الذين يحتلون بلادهم ، ويسفكون دماءهم ، ويغتصبون نساءهم ، ويسرقون ثرواتهم ، ويمكنون الصهاينة من أرضهــم ، ويريدون أن يجعلوا بلادهم مرتعا لخططهم لمزيد من التفكيك لأمتنا ، وإلحاق الهزيمة بالإسلام .
وهنــا قال أحـد مشاهدي نشرة الأخبار : أيها الناس ماذا يجري هنا ، هل نحن في يقظة أم منام .
فقال أحد خبراء البرمجة العصبية في المجلس : يبدو أنه حصل ارتباك في حقول الطاقة ، فنحن نعيش فترة فريدة جدا في تاريخ البشرية !!
وتابع قارىء نشرة الأخبار :
وأما في فلسطين ، فقد قام المجاهدون الأبطال بنسف مقـر عسكري للعدو الصهيوني ، وهدد العدو الصهيوني باقتحام غزة ، ونسأل الله تعالى أن يرد كيد العدو الصهيوني في نحــره ، ويهزمهم شر هزيمة ، ويؤيد المجاهدين الأبطال بمدد من عنده ، وينصرهم على عدوهم ، ونهيب بأمتنا المجيدة أن تقدم يد العون للمجاهدين بالقتال إلى صفوفهم ، وإمدادهم بالمال والرجال ، فإنما نحن أمة واحدة لاتفرقنا الدول ولا الحدود المصطنعة .
فصاح أحد مشاهدي نشرة الأخبار من الشعب : لا ..لا .. هذا أمر غير طبيعــي أو أنه حصل انقلاب !!
وفجأة انقطع الإرسال ، فقد استيقظ أحد المسؤولين في السلطة ، بعد أن دخل شارون بنفسه بحقل الطاقة اليهودي إلى "لاوعي" هذا المسؤول ، وأيقظه من سباتــه ، وتحولت الحالة فجــأة من "اللاوعي" إلى "الوعي" ، واسترجع حقل الطاقة التابع لــه ، فأمر فورا بقطع البث الحي لنشرة الأخبار ، وإلقاء القبض على الموظف الذي يقرأ نشرة الأخبــــار ، وأحيل إلى المعتــقل بتهمة " التحريض على الإرهاب" ، متأثرا بمواقع إلكترونية !! وأمر بإغلاق جميع معاهد البرمجة اللغوية العصبية !
ولكن يبدو أن ذلك حصل بعد فوات الأوان ، فقد حصل بسبب هذا الاشتباك والتداخل في حقول الطاقة من اللاوعي ، إلى الوعي ، رجوع الوعي إلى الشعوب العربية .
وكانت النتيجة أنها أصبحت تسمع نشرات الأخبار تلقائيا بعكس ما هو ظاهر إلى ما هو باطن .
ثم قام أحد المخترعين الباحثين عن الكسب التجاري ، باختراع جهاز يوضع على التلفزيون ، يعكس تلقائيا نشرة الأخبار إلى قراءة اللاوعي ، يترجمها تلقائيا ، مثل هؤلاء الذين يحركون أيديهم مع قارىء النشرة في الأخبار ،
وهذا الجهاز يتميز أنه يستمد من حقل الطاقة الأساسي للقصر الجمهوري أو ما يوازيه في الدول العربية ، ومن أهم مميزاته انه يستمد مجانا من غير حتى الضريبة التي اثقلت كاهل المواطن العربي.
وأرجو أن يكون هذا المقال هو هذا الجهاز المخترع ، ولهذا فإني أحتفظ بحق براءة الإختراع !!
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 07/12/2006