إنّ هذا الأمرّ قد توجّه فخذُوا فيه تفلِحوا |
|
حامد بن عبدالله العلي
لم يعد خافيا أن ركضات شياطين المشروع الصهيوصليبي من تدبير اغتيال الحريري ، ثــم هذا الزفن المفتعل بتقرير ميليس ، إلى إلصاق توقيـع جامعة الدول العربية ـ أكبر مجمع خيانة في تاريخ العرب ـ على سوءة الاحتلال وأعوانه في العراق ، إلى إعلان كذبة إقرار الدستور الصهيوني في العراق ، إلى تحويل الإهتمام العالمي المصطنع نحو حصار الشام ،
أنها كلها تتجه ومـَنْ في ركابهـا من غثاء سيـل الباطل ، إلى مرحاض التاريخ ، وليس مزبلته هذه المرّة ! فحتى مزبلة التاريخ ستتقذر من هذا الركام المتعفن النتن من الكذب ، والدجل ، والخيانة ، والعمالة ، والخباثـة ، والدياثة السياسية ، والعهـر القومي ، والسقوط إلى هاوية الانحطاط !
سبحان القابض على نواصي العباد ، الذي يخرج الأضداد من الأضداد ، وينصر الحقّ في صراع الأنداد ، ذلك أنه لم يكن ـ بلا ريب ـ في حسبان البروتستانت المتصهينين أنهم سيصطحبون معهــم ، ردفَ مشروعهم الشيطاني ، بعنوانه الكبيـر ( تحطيم الحضارة الإسلامية ) ، كلّ عوامل انتشار ، وقوة المشروع الجهادي الإسلامي ، وأنهم سيمدُّونه في كل خطوة وفصل من فصول مشروعهم الكبير ، بمزيد من تلك العوامل ، وسيجنّدون مزيدا من العناصر ، ويضيفون مزيدا من الخبرات القتالية والسياسية ، ويفتحون مزيدا من البيئات الصالحة للتجنيد ،والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وإنما هذا كله بحمد لله وفضله ، تجميع القـِـوى التي تبلغ بالجهـاد غاية أهدافه بإذن الله تعالى ،
فإنّ هذا الأمر أعني الجهاد العالمي قد توجـّـه ، لامــردّ له بإذن الله :
وسيتصل من العراق إلى فلسطين عبر الشام .. يفتح الله به أعينا عميا ، وآذانا صما ،وقلوبا غلفا ، ويتخذ الشهداء ، ويجند الفائزين ، ويستعمل لنصر دينه السعداء ..
أولاً : لأنّ سنة الله تعالى أنه يُعمـي المستكبرين الطغاة عـن مصيرهم حتى يتكبكبوا فيه :
(الَّذِينَيُجَادِلُونَفِيآيَاتِاللَّهِبِغَيْرِسُلْطَانٍ أَتَاهُمْكَبُرَمَقْتًاعِندَاللَّهِوَعِندَالَّذِينَآمَنُواكَذَلِكَ يَطْبَعُاللَّهُعَلَىكُلِّقَلْبِمُتَكَبِّرٍجَبَّارٍ* وَقَالَفِرْعَوْنُ يَاهَامَانُابْنِلِيصَرْحًالَّعَلِّيأَبْلُغُالأَسْبَابَ* أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِفَأَطَّلِعَإِلَىإِلَهِمُوسَىوَإِنِّيلأَظُنُّهُكَاذِبًا وَكَذَلِكَزُيِّنَلِفِرْعَـوْنَسُــوءُعَمَلِهِوَصُدَّعَنِالسَّبِيلِ وَمَاكَيْدُفِرْعَوْنَإِلاَّفِيتَبَابٍ ) .
وثانياً : لأنّ سنة الله تعالى أنه إذا أراد إهلاك قرية أملى لظالميها حتى إذا أخذهم لم يفلتهم .
(وَكَأَيِّنمِّن قَرْيَةٍأَمْلَيْتُلَهَاوَهِيَظَالِمَةٌثُمَّأَخَذْتُهَاوَإِلَيَّالْمَصِيرُ)
وثالثاً : لأنّ سنـّة الله تعالى أنه يسلّط الظالمين على الظالمين ، فيدفع بهؤلاء في نحور هؤلاء ، ويجعل ذلك من أقوى أسباب نصر المؤمنين ، وليتدبّـر العاقل كيف تحوّلت أرض الرافدين من أبعد الاحتمالات لنشوء جبهة جهاد إسلامي ، إلى أن صارت الخط الأول للجهاد العالمي ، وما كان ذلك ليحدث لولا استدراج الله تعالى أعداءه ، واستعمالهم في مشروع أولياءه ،
( وَلَوْلاَدَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) .
والمأمول القريب بإذن الله أن يتصل هذا الجهاد العراقي المبارك ، بجهاد شامي ، عريق المنبت ، شامخ الفروع، متواصل بجهاد أرض الإسراء ، ورجاله أهل النجدة والبأساء.
ورابعاً : لأنّ سنة الله تعالى أنه يعذب أعداءه على يد أولياءه ، قال تعالى (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) ، وتأملوا ما يبديه رب العزة من آياته في الجهاد العراقي من عذاب مسلّط على أولياء الشيطان ، جزاء ما اقترفوه مـن جرائم في أمة الإسلام .
وخامساً: لأنّ العدوّ الصهيوصليي متجه ـ اتجاه فرعون إلى الغـــرق لامحيد له عنه ـ نحو هدم المسجد الأقصى ، وإقامة الهيكل المزعوم ،
والمتابع للمشهد السياسي يرى الخطوات تتجه بوضوح :
احتلال الخليج .
احتلال العراق وتفكيكه بالتعاون مع العملاء الأكراد والخونة الصفويين .
حصار النظام السوري ، ليس ـ بلا ريب ـ صحوةً للضمير الغربي فجأة لمحاربة الظلم والإسبتداد ، لكن لإقامة كيان مرتع للاستخبارات الغربية ، منصاع لأهداف الصهيوصليبية العالمية انصياعا كاملا .
حصار الجهاد الفلسطيني وقطع الإمداد عنه ، من سورية ولبنان ومن كل مكان آخر ، وتفكيكه ، وستلعب السلطة الفلسطينية دورا هاما في تحقيق هذا الهدف .
تطبيع العلاقات مع الصهاينة .
تهويد القدس .
هدم المسجد الأقصى .
ولك أن تقول : إن إطلاق النار في المشروع الصليبي قد بدأ ، غير أن الحرب الحقيقية لم تبــدأ بعــد .
فهي تبدأ بإستنهاض شامل للأمّة سيحدث عند بلوغ المشروع الصيهوصليبي غايته بالعدوان على المسجد الأقصى ،
وبلوغ الجهاد الإسلامي العالمي نضجه النهائي ، بتوسّعه ، واندماج جبهاته ، وتوحد أهدافه وراياته .
إن فصول المعركة آخذة في الإنكشاف ، واتجاهها كلّه يؤدي إلى لحظة صدام كبرى ، ما لها من دافع ،،
وسيلهـا الهائــل حتى يبلغ منتهاه سيحمل معه :
في صف شياطين المشروع الصهيوصلبي : مرتزقته من زنادقة العرب ، وكفرة العجم ، والمتاجرين بالدين من ذي المناصب الدينيّة ، ولواحقهم من النابحين ، والجماعات السياسية التي لم تستح حتى الآن أن تطلق على نفسها (إسلامية) !! وهي تسير في ركاب المشروع الصهيوصليبي نفسه ، والجهلة الغوغاء أتباع كل ناعــق .. إلخ .
وفي صف أنصار دين الله تعالى: أهل العلم القائمين بالحق، وأهل السلاح المجاهدين بصدق ، وأنصارهم من أهـل الإســلام أهل الفطر السليمة ، والخصال الكريمة.
هذه سنّة الصراع بين الحق والباطل ماضية ، فاغتنم يا من وقعت عليك عين العناية ، ووضعت قدمك على صواب البداية ، فرصة العمر الكبرى باللحاق بركب الأخيار ، وركوب قافلة الأبرار .
وبعــد :
فإن هذا الأمر قد توجه ، فخذوا فيه تفلحوا ، وطوبى لمن استعمله الله في قذف الباطل بالحــق : (بَلْنَقْذِفُبِالْحَقِّ عَلَىالْبَاطِلِفَيَدْمَغُهُفَإِذَاهُوَزَاهِقٌوَلَكُمُالْوَيْلُمِمَّاتَصِفُونَ )
أما الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله فلن يضروا الله شيئا ،وسيحبط أعمالهم ، وسيردهم على أعقابهم خاسرين ،
( أَفَلايَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا* إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِمَ اتَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوامَانَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِوَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ* فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُيَ ضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَاأَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ* أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ* وَلَوْنَشَاءلأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ* وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًاوَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ* يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواأَطِيعُوااللَّهَ وَأَطِيعُواالرَّسُولَ وَلاتُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ* إِنَّالَّذِينَ كَفَرُواوَصَدُّواعَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌفَلَن يَغْفِرَاللَّهُ لَهُمْ* فَلاتَهِنُواوَتَدْعُو اإِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )