لقاء منتدى الطلائع الجزء الثاني

 

 لقاء منتدى الطلائع الإسلامية ـ الجزء الثاني
الجواب على سؤال السائل :
 
كثرت في أوساط الملتزمينالكلام فيما بينهم .. ما هو السبيل للتعايش مع هذه الأوساط والسير في خط الدعوةبثبات وقوة ؟

 
يجهل الكثير أن العالم في تطور مستمر متناسياً أن الداعيةالناجح هو من يستفيد من هذا التطور لصالحه .. فكيف أوضح لهم رغم عنادهم وتمسكهمبرأيهم

الجـواب :
 نعم هذا من المظاهر السيئة جدا في أوساطالحركة الإسلامية ،ودواعيها غالبا ترجع إلى حظ النفس ، وهو الحسـد ، ولكنه خفي دفين، لايراه الإنسان ، أو يتعامى عنه لئلا يراه ، فكل جماعة لاتريد أن تتقدم عليهاالاخرى ، وكل شخص فيها يرى أن تقدم جماعته يعود بالنفع عليه ، فيخشى من تقدم غيرهامن الجماعات أن يفوت عليه هذا النفع ،
ثـم ينشأ الحسد من تحت هذا الرماد ، وينفخالشيطان فيه فتشتعل ناره ، ولكن يغطيه بدوافع دينية ، والغيرة على السنة ..إلخ ،وهذا كله من خداع النفس ، وما أمهـر بعض الناس فيه .
ولو تجردت النفس بالإخلاصلجاء النصح الإسلامي الخالص الصادق ، وحب الخيـر للآخرين ، والفرح بما يقدمونهللأمـة ، لأن فيما يقدمون نصـرا لها ، يحبه الله تعالى ، فيجب أن يحبه كلّ مؤمن
وعلاج هذا الداء ، الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم ( داء الامم من قبلكم )، بأن يربّي كل شخص منــا على الإخلاص ، وحب الخير من جميع الناس ولجميعهم ، وأنيوطن نفسه على محاسبتها إن شعرت بالحسـد ، ويوقوفها ويشدّد عليها ، ولاينقاد وراءدافع الحسد كالأعمى فإنه يهلكه ، فإذا تجرد القادة بالإخلاص ، وتزيّنــوا بزينةالتقوى ، تجرد الاتباع ، فلم يبق للشيطان موضع في النفس يحرش بين المؤمنين
كمايجب أ ن ننشـر ثقافة الاخوة ، ونحذر دائما من الغيبة ، ونربي المتلقين على احترامأعراض إخوانهم ، وتهيّـب الخوض في الدعاة والجماعات والهيئات الإسلامية ، فإنالمتلقِيــن إذا تربوا على شيء لاسيما في أول إقبالهم بقي في نفوسهم واستقاموا عليه

 نعم إن الداعية الناجح مثل التاجر الناجح ، يتعلم دائما آخر ما توصل إليهالعلم من وسائل الابداع ،  والانتاج ،والتسويق ،  والدعاية ،  والنشـر ..إلخ ويستفيد من ذلككله ، وإذا تأخر في ذلك ، تأخرت تجارته وخسر
والدعوة الإسلامية اليوم يجب أنتطلق العنان في باب الوسائل ، فتركب كل حديث وجديد لتوصل الدعوة في أسـلوب شيق،  ومبدع ، ومحبب للنفوس ،  وملائم للعصر
ولاريب أن بقاءها على وسائل القديمة يعني بلاريب أن تخسـر كل يوم شريحة جديدة ، وتتأخر مرحلة أخرى ، وتفقـد ميدان يتجـدد.
ولو تأملنا هذه القاعدة الفقهية العظيمة : الوسائل لها حكم المقاصد ، تبين لنـاكيف أن فقهاءنا كانوا على المستوى اللائق بشريعتنا السمحة ،فبهذه القاعدة الجليلةأطلقوا العنان لكل وسيلة ـ ما لم ينص على تحريمها ـ لتحمل أهداف الدعوة الإسلامية .
ولاريب أن العالم اليوم يعيش أربع ثورات:
الاتصالات ،  والمعلومات ، والأنظمة ،  والآلات التقنية
وثورة الآلات التقنية جاءت بأشياء عجيبة على جميع المستويات ،في جميع الميادين ، حتى الأبعاد الجمالية ، استطاعت أن تضفي عليها ما هو أشبهبالخيال .
وعلى مستوى توصيل المعلومة ـ على سبيل المثال ـ استطاعت ثورةالمعلومات أن تجعل من الفن السينمائي البديل عن ثقافة الكلمة المكتوبة ، بحيث نقل هذا البديل الناسإلى ثقافة الحدث بالصوت والصورة ، حتى صار يمكن أن ينـقل مشهدا لايتعدى ثلاثينثانية بمادة إعلامية فتحدث أثرا بالغا في الملايين ، أعظم من تأثير مئاتالخطـب
ثم إن هذه الثورات الأربع تتطور بشكل بركاني عجيب ومدهش
ويجب علىالدعاة أن يتابعوا هذه التطور ، ويصبوا دعوتهم في قوالبها
فالعالم لن يرحم منيتخـلف وراء الركـب ، وستلقي هذه الثورات كل من يتخلف عنها ، وراء ظهرها
والخلاصة إن علينا أن نتجاوز هؤلا ءالذين لايزالون يتجادلون في تحريم الصورةالفوتغرافية ، في عالم أصبحت هذه الصورة من مخلفات الماضي ، فجاءت الصورةالإلكترونية ، التي هي لاتلتقط صورة أصلا ، بل تحول الواقع إلى برامج معقدة ، تعيدقراءتها عند الطلب في حكاية الواقع نفسه،
كما علينا ان نتجاوز الفقه الذي يريدأن يجعل كل شيء توقيفيا في عالم يثور بالمتغيرات .
وينبغي أن نتذكر قاعدة حياتيهمهمة جدا وهي أنك إذا أوجدت البديل الناجح فرض نفسه وأزاح ما سواه تلقائيا ، فهذاهو الحـل الجذري لمشكلة تحجير وسائل الدعوة وتضييق مجالاتها
 
الجواب على سؤال السائل :
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته

حياك الله شيخنا الفاضل مرحبا بك بين أحبابك وتلاميذك و أبنائك قبل طرحالأسئلة أود أن أستن بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فأقول لك يا شيخ حامدوالله إني أحبك في الله
وأشرع الآن في الإستفسار بحمد الله تعالى :
شيخنا الفاضل نرى اليوم انفصالا بين العلم والجهاد وبين الجهادوالأدب من جهة (هذا إذا اعتبرنا الأدب جزءا مستقلا عن العلم وإلا فلا ينال العلمإلا بالأدب) فما توجيهكم بارك الله فيكم للجمع بين العلم والأدب والجهاد

شيخنا الفاضل لا أظن أنه يخفى عليكم ما تعانيه سبتة والمليلية منذقرون من احتلال صليبي لا يرقب في مؤمن إلا ولاذمة غهل الجهاد فيهما فرض عين علىجميع المغاربة أم أن الفرض يسفط بمرور السنين عليهما وهل جهاد الدفع يشترط فيهالإمام و إذن الوالدين و هل جهاد الدفع في سبتة والمليلية يخضع لقاعدة المصالحوالمفاسد أم أن المفسدة كل المفسدة هو ترك الصليبيين فيهما يعيثا فيها فسادا
شيخنا الفاضل نسمع اليوم دعاوى تطلق ندعي أنه يوجد منهجين في تصحيح وتضعيفالأحاديث : منهج المتقدمين و منهج المتأخرين .....فهل هذه الدعوى حق وإن كانت كذلكغهل علينا إعادة النظر في كل ما صححه الأئمة المنتسبين إلى منهج المتأخرين حسب هذاالتفريق

شيخنا الفاضل ما حكم من قال "إن فعلت كذا فإني كافر " وذاكالفعل مما هو واجب أو مستحب كأن يقول " إن زرت والدي بعد اليوم فإني خارج عنالإسلام أو كافر " أو قال " لن أدخل بيت إخوتي بعد اليوم وإن فعلت فإني كافر "
شيخي الفاضل ما هو ضابط التعامل مع المبتدعة في عصرنا الحالي وممن لاينتمي إلى أهل السنة والجماعة نهجا أوعقيدة ك " الإخوان المسلمين و الصوفية
......."
وختاما أسأل الله أن يعلي قدركم ويرغع منزلتكم وبجعلني وإياكم ممنغبر قدماه في سبيل


الجواب :
أولا أحبك الله الذيأحببتنا له
 الحقيقة أنه لايوجد انفصال بين العلم والجهاد والادب ، ولكن يوجدصورة وهمية في عالم الانترنت وتحديدا في بعض المنتديات فقط ، ويجب أن لاننسى أنالضجة الفارغة لها دوي في الذاكرة وإن كانت عديمة الفائدة في الواقع ،
ولهذاأنت عندما تصلي في المسجـد مثلا ، وفيه من الطاعات والقربات و المصلون والركـّـعالسّجود ما فيه ، ثم تحدث فيه مشاجرة طارئة تبقى في الذاكرة ، ولكنها لاتعبر عنالحقيقة
وللأسف كثير من الناس يسهم في تكريس هذا الواقع بالدعاية له من حيثلايشعـر ، فلو أن هذه الميادين قوطعـت لماتت ، يجب أن يهمل المجاهيل في ديننا ، فإنفي إضفاء المكانة الوهميـة عليهـم إزراء بميراث النبوة
وأما واقع الحال ففيأوساط الجهاد الحقيقي اهل العلم وا لأدب من لايعلمهم كثير من الناس ، وألوف منالفلسطييين والأفغان و العراقيين والصوماليين والباكستانيني ، بل عشرات الألاوف منغير مبالغة ، من حفظة القرآن وحملة العلم ، من أهل التخلق بالأخلاق الحميدة والآدابالإسلامية من لايعرفهم أهل الانترنت ، لأن القائمين على بعض المنتديات مجهولونفلعلهم يعملون لجهات مشبوهة لتشويه سمعة الجهاد والمجاهدين ، ولهذا لاينقلون إلاالمهاترات والسباب والشتائم و التكفير والطعون ..إلخ ، أو هذا هو الغالب عليها .
 حكم سبتة ومليللة حكم كل أرض إسلامية مغتصبة ، يجب الجهاد لإخراج الاحتلالمنها بشروطه المعتبرة ، فإن عجز أهل البلد سعوا بما يقدرون عليه لرفع عجزهم ولوطالت المدة
 هذا التقسيم غير دقيق ، لكن المتقدمين من أئمة الجرح و التعديللهم قواعد عامة متفق عليها ، فعليـها المعتمد بلا ريب ، ثم لكل إمام منهم اختياراتتخصه ، هي محل اجتهاد ،
وعلى ما اتفقوا عليه يقوم علم الجرح و التعديل كله ،أما المتأخرون ، فينبغي أن تنسـب اجتهادات العالم لنفسه ، لايقال إنه منهج عامللمتأخرين ، ثم هذا العالم يعرض ما اجتهد فيه من قواعد ، على اصول المتقدمين ، ثمهي المعيار الذي يرجع إليه .
 هذا قد ورد في الحديث ( من حلف على ملة غيرالإسلام فهو كما قال ..الحديث ) قال ابن حجر رحمه الله : وحاصله أنه لا يصير بذلككافرا وإنما يكون كالكافر في حال حلفه بذلك خاصة , وسيأتي أن غيره حمل الحديث علىالزجر والتغليظ , وأن ظاهره غير مراد , وفيه غير ذلك من التأويلات ..انتهى
والأصح انه ليس بيمين ولا كفارة فيه ، لكن عليه التوبة
 وضوابطالتعامل مع الجماعات وغيرهم ، تجدها مفصلة في رسالتي ضوابط ينبغي تقديمها وهي علىموقعي
 
الجواب على سؤال السائل :
وبالنسبة لمن يعمل عملاً يبتغي به الأجر .. ولكنه مع ذلك يعلم أنه إذا قامبهذا العمل سيمدحه الناس .. مع انه سيقوم بالعمل حتى لو لم يعلم به أحد

-
فهل يعتبر هذا رياء؟
-
وإن كان رياء .. فكيف يتخلص من الرياء ويستمر فيالعمل الصالح ؟

الجواب :  
بما أنه لم يقصد أن يرى الناس مكانه ،وليس هذا في قلبه ، فليس رياء ، وكونه يعلم أن الناس يمدحونه ، لايعني أنه يريد أنالناس يمدحونه ، ففرق بين العلم والإرادة
 
 
الجواب على سؤال السائل :
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
:
شيخنا الفاضل: ما هي توجيهاتكم ونصائحكم للإخوة في حركة حماس في الوقتالراهن خاصة تجاه حكومة عباس، ومواقف حماس في غزة؟وجزاكم الله خيراً

الجواب:
لا ريب أن إخواننا في حركة حماس ،على ثغر عظيم ، كما هم في محنة كبيرة ، وتحديات جسيمة وهم يواجهون أشد أعداء الامةعداوة لها ، وقد قدموا كثيرا من التضحيات ، فقوافل شهداءهم شاهدة على عظم تضحياتهم في الأمـة
وذلك رغم أنهم يعيشون ظروف قاسية للغاية ،
وهـم ما زالواصامدين بارك الله فيهم وأعانهـم
ويحتاجون منا إلى الدعم والتثبيت والإعانةوالدعاء والنصرة وذلك و اجـب علينا
كما يحتاجون إلى النصح والإرشاد فهم يخطئون، ويفعلون ما لنا تحفّظ عليه ، وقد نصحناهم في مواضع ، ومجمل النصيحة التي نقدمهالهم أن يحافظوا على ثوابتهم ، وأن يصبروا على ملاقاة عدو الإسلام وعدوهم ، ومنهؤلاء الأعداء عصابة فتح دايتون ، أعني زمرة عباس ودحلان ومن لف لفهما ، وعلى أيةحال فنحن إذا رأينا منهم خطأ نصحناهم ، وما وجدنا منهم والله إلا الصدر الرحبوالخلق الرفيع في تقبل النقد ، وهم لذلك ، ولكل خيـر أهـل إن شاء الله تعالى ، كيفلا ؟ وهم تلاميذ مؤسس مدرسة الإستشهاديين الشيخ أحمد ياسين رحمه الله .

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 16/12/2007