تعليق على التظاهرة التاريخية في ساحة الإرادة الإثنين 3 محرم 1433هـ ـ 28 نوفمبر 2011م

 

 
تعليق على تظاهـرة ساحة الإرادة :
1 ـ أقدر عدد الحضور بأكثر من 100 ألف
2 ـ لم أستطع أن أصل إلى المنصة لكي أسلم على المنظمين و النواب ، معي أني صليت العشاء في الطريق ، لكن لم أكن أتصوّر كلّ هذا الحشد حتى ذكرني بـ ( رمي الجمرات ) !!
3 ـ كان جهازي لايعمل فيه الإنترنت عندما وصلنا خلف الحشود ، وسألت من بقربي فأجابوا بالمثل ، فربما كان ثمة تشويش من السلطات على الإنترنت هناك!!
سارت الأمور بكلّ سلاسة رغم أنها ربما هي أعظم مظاهرة في تاريخ الكويت
وفي ذلك أبلغ ردّ على من يقرن التظاهر بالفوضى ، ويستدل بذلك على تحريمها مطلقا ! وهذا في غاية الضعف في النظر الفقهي من جهة الإستدلال ، والنتيجة ، وقد بينـا حكم المظاهـرات بالتفصيـل في رسالة ( الحسبة على الحاكم ).
4 ـ أوصلت المظاهرة رسالة قوية _ إضافة إلى مطالب المعارضة التي تحقق بعضها وهي تصر على تحقيقها كلها _ إلى أنّ الشعب قوة لا تغيّر المعادلات فحسب ، بل تضع معادلات المشهد السياسي ، وتحمل السلطة التنفيذية عليها، مع أنها أصلا ( هي السلطة ) لو كانوا يعلمون ! 
5 ـ أجمل ما في هذه التظاهرة التاريخية أنها وسعت رقعة ثقافة الإعتداد بسلطة الشعب وقدرته على التغيير في الكويت ، وتمسِّكه بوسائل التغيير السلمية ، وإصراره على إنتزاع هذه الحق ولو بحناجره.
وما إقالة الحكومة إلاّ دليل على سلطة الشعب الغالبة
6 ـ من الرسائل التي تصل ضمنا ــ بدلالة الإشارة ـ تنبيه الأذناب الإيرانية ـ المتسترة بالوطنية الزائفة ـ أن ما سيواجه مخططكم الخبيث في الكويت ، أكبر وأقوى مما تتصورنه ، وما هذه الحشود إلاّ روَّاد مَن وراءَهم ، ولن يتحقق ما يدور في عقولكم المريضة من السيطرة على هذا الوطن الكريم ،
ثـمَّ كم هو عجيـب أن هذه الرسالة وافقت دخول محرم !!
 
7 ـ وأرى أن هذه التظاهرة في حياة الكويت السياسية ، تاريخية بمعنى الكلمـة ، وسوف يكون لها ما بعدها ،
 وإذا أردت أن أختصـر معادلة تصف المقصود بـ(ما بعدها) فهـي :
 
الشعب الكويتي يلتحق بقطار التغيير الذي يعيد السلطة للشعوب ، بل سيتقدم إلى الكابينة الأمامية ، وسوف يتألق كعادته الكريمة إن شاء الله تعالى .
وأرى الخطوة القادمة يجب أن تكون : تأسيس مؤتمر وطني للإنقاذ يمثله نماذج على شاكلة الذين قادوا هذا الحرّاك الناضـج ، ويتولىّ هذا المؤتمر قيادة مرحلـة القفز بالحالة السياسة من مستنقع التخلف ، والفساد ، إلى آفاق الإصلاح الشامل .
 
هذا ونسأل الله تعالى أن يوفق شعوبنا العربية لإصلاح أحوالها ، وإعلاء كرامتها ، واسترداد حقوقها ، والشموخ بهويتها
 
والله الموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 28/11/2011