بيان بخصوص ما نُسب من دعوة لحضور حاخامات صهاينة مؤتمر حوار أديان! |
|
بيان بخصوص ما نُسب من دعوة لحضور حاخامات صهاينة مؤتمر حوار أديان!
،
،
الحمد لله الذي القائل في محكم التنزيل ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملتهم ) ، والقائل ( لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ) .
،
وأشهد أن لا إله إلاّ هو سبحـانه ، واشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، بعثه رحمة للعالمين ، ووصف دينه بقوله ( إن الدين عند الله الإسلام ) .
،
وبعـد :
،
فإنَّ الخبر الذي نشرته صحيفة صهيونية ، أنَّ المفتــي العام ، سيدعو حاخامات من الكيان الصهيوني ، لمؤتمر حوار أديان.
،
يحتاج إلى مسارعة لتكذيـب هذا الخبـر الخطيـر ، والبراءة منـه .
،
فهـو خبـر يحمـل كارثـة دهمـاء ، وداهية دهياء ، وباقعة على الأمّـة الإسلامية ، التـي تحاول جاهدة اليـوم لملمة جراحها ، وتثبيت أقدامها ، وهـي في خضـم معركـة مصيرية ، تواجـه فيها عدوّا ، قـد تكالب عليها من كلّ حدب وصوب.
،
وذلــك : $$$
،
أولا : أنـّه يأتي في أعقاب موجة حاقدة ممنهجة ، ومتتابعة ، من الهجوم الوقـح على الإسلام ، وعلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم من مؤسسات سياسية ، وثقافية ، ودينية غربيـّة ، ويقف وراء هذه الهجمـة، الحاخامات أنفسهم .
،
فهذه الدعوة ستكون بمثابة الجزاء الحسن ، على هذه الحرب الإعلامية الخبيثة على دين الإسلام ،وهم مستمرون فيها ، غير معتذرين عنها !
،
ثانيا : أنـّه يأتي في سيـاق جرائم حرب غير مسبوقة على الأمّة في فلسطين ، وحصار قاتل لأهلنا في غزة ، ومخططات لم يمـرّ على الأمّـة مثلها من الكيد الصهيوصليبي على أمتنـا بدأً بإحتلال أفغانستان ، ومروراً باحتلال العراق ، ولم ينته بحصار غزة وقتل أهلها ، بل بدأ بذلك ، آملا أن ينتهي مع إنهـاء كلَّ حقوق أمّتنا في الأرض المقدسـة ، ولهذا فهـو يقترف كلَّ لحظة جميع أنواع الجرائم في فلسطين .
،
فهذه الدعوة لحاخامات صهاينة ، في هذا السياق ، ليست سوى مكافئة العدوّ على أعظم الجرائم ، وفي أحلك الظـروف .
،
ثالثا : أنَّ الدعوة إلى حوار الأديان ، أو التقارب بين الأديان ، منذ انطـلاقها ، وراءها جهات صهيونية معروفة توظـّف هذه الدعوة للأطماع الصهيونية ، والمخطط التنصيري ، وهذه الحقيقة لم يعـد يجهلهـا أحـد !!
،
رابعا : أنَّ ركـض المؤسسات المشبوهة التي تقف وراء مايسمى ( حوار الأديان ) منذ القرن الماضي ، قـد انتهت إلى مزيد من الكوارث على المسلمين ، ومزيد من التكذيب لهذا الدين ، والتحريض ضده ، وسفك دماء المسلمين ، وإهانة معتقداتهم ،
،
فالإستمرار وراء هذا الشعار مع ذلك ، ليس له معنى سوى الضلوع في نفـس مخطط أعداء هذا الدين ، الموصوفين بقوله تعالى ( قد بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر ، قد بيّنا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) .
،
خامسا : أن هذه الدعوة المشبوهة هدفها النهائي هو وحدة الأديان ، هذه الفكرة القائمة على تكذيب الأنبياء جميعا ، والكفر بكلّ دين أنزل الله تعالى ، إذ كانت مبنيّة على التكذيب برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم ، التي قوامها أنه جاء مصدقا لكل رسالات الأنبياء ، وناسخا لشرائعهم ، ومبعوثا لكلّ الناس ، وأنّ من لم يدخل في دينه ، فهو كافر بكلّ الرسل الذين أرسلهم الله ، وبالكتب التي أنزلها الله ، قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) .
،
ولهذا أجمع العلماء على من يشـكّ بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ، في بطلان كلّ الأديان غير الإسلام ، وفي كفـر الدائنين بها ، فهـو مرتد عن دين الإسلام ، مكذّب لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
،
هـذا مع أنّ الداعيـن لهذه الخدعـة مـن الصهاينة ، والصليبين ، سيبقون على الكفر برسالة الإسلام ، وإحتقار ديننا ، ومحاربـته ، ولن يتوحَّدوا معه أصلا ، وإنما يريدون بهذه الدعوة التوصُّـل إلى هدم الإسلام ، وإزالة الولاء الإسلامي ، وطمس إعتزاز المسلمين بدينهم ، لأنَّ ذلك ينهي مشروع الجهاد برمته ، ويسلم الأمة إلى أعداءها كالعبيد في وثاق الحديـد.
،
سادسا : أنَّ الحاخامات الصهاينة هم الوقود المعنوي الذي يوجّه الحرب ضد إخواننا الفلسطينيين، وفتاواهم في إبادة الشعب الفلسطيني لم تعد تخفى على أحد ، فمكافأتهم بدعوتهم إلى البلاد الإسلامية هـي أعظم خيانة .
،
سابعا : إنَّ من أعظم وسائل الجهاد ضد الصهاينة ، ومخططاتهم المستهدفة لأمّتنا ،وسيـلة المقاطعة للصهاينـة ، التي تشمل مقاطعة جميع مؤسسات كيانهم المغتصب ، وعلى رأسها المؤسسات الدينية الخبيثة ، أولئك الأفاعي الذين يحركون كل هذا الكيد الأسود ضد أمتنا .
،
وعليه فكل دعوة تُوجَّـه لأيّ صهيوني ، وعلى رأسهم الحاخامات ، هـي اختراقٌ خطير للمقاطعة ، وهرولة خائنة للتطبيع ، هذا المشروع الخطيـر الذي ليس له غايـة ، سوى تكريس كلّ أهداف العدو الصهيوني في أمَّتنا .
،
ثامنـا : أنّ الأمـة اليوم بحاجة ضرورية إلى إظهـار نهج المقاومة ضد أعداءها ، وإلى اجتماع صوت العلماء وراء هذا النهج ، ودعمهـم المتواصـل لـه في أمّتنا ، وإلى إبقاء جذوة جهادها مشتعلة عالية لتحرير بلادها ، وإسترجاع كرامتها ، ودحر عدوها ، وإبطال مخططاته .
وأن يتجلّـى ذلك في عقد المؤتمرات ، وإصدار البيانات ، والفتاوى ، وتسليط وسائل الإعلام ، لتثبيت الأمَّة ، وتشجيع صمودها .
،
وإنَّ في تشجيع المؤتمرات ، وإطلاق الشعارات ، التي تصبّ في صالح العدو ، لاسيما في هذه الفترة الحرجة التي تعيشها أمتنا ، تخذيل للأمة ، وفـتّ خطيـر في عضدها ، وتكريس لنفس مخططات العدوّ .
،
وهو بمثابة الإعانة على أمة الإسلام ، والوقوف مع أعداءها ، وتلك ـ والله ـ جريرة عظيمة ، وخيانـة خطيرة .
،
وقد قال تعالى (أم حسبتم أن تُتركوا ، ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ،ولم يتخذوا من دون الله ، ولا رسوله ، ولا المؤمنين وليجة ، والله خبير بما تعملون ،
ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر، أولئك حبطت أعمالهم ، وفي النار هم خالدون *
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله ، واليوم الآخر ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، ولم يخش إلاّ الله ، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ، أجعلتم سقاية الحاج ، وعمارة المسجد الحرام ، كمن آمن بالله ، واليوم الآخر ،وجاهد في سبيل الله ، لا يستوون عند الله ، والله لا يهدي القوم الظالمين *
الذين آمنوا ، وهاجروا ، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم ، وأنفسهم ، أعظم درجة عند الله ، وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ، ورضوان ، وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم *
ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ، وإخوانكم ، أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ، ومن يتولهم منكم ، فأولئك هم الظالمون *
قل إن كان آباؤكم ، وأبناؤكم ، وإخوانكم ، وأزواجكم ، وعشيرتكم ، وأموال اقترفتموها ، وتجارة تخشون كسادها ، ومساكن ترضونها ، أحب إليكم من الله ورسوله ، وجهاد في سبيله ، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ، والله لا يهدي القوم الفاسقين ) ..
،
هذا البيان ، وعلـى الله البلاغ ، والله حسبنا ، عليه توكلنا ، وعليه فلتوكل المتوكلـون
،
هذا ونسأل الله تعالى أن ينصر أمّتنـا على أعداءها الصهاينة ، والصليبين ، وأن يجعـل كيدهم يـرتدّ إلـى نحورهم ، وأن يحرر بلاد الإسلام من جميع الإحتلال الأجنبـيّ ، وأن ينصر المجاهدين ، ويوحّد كلمتهم ، وأنَّ يرد هذه الأمة إلى دينها ، ويرجع إليها عزتها آمين .
،
حامد بن عبدالله العلي
الكويت ـ 25ربيع الأول 1429هـ الموافق 1 نيسان 2008م
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 01/04/2008