تفريغ الخطبة الثانية لعيد لفطر لعام 1434هـ |
|
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد
الحمد لله منزل الكتاب ، ومفصّل الخطاب ، والهادي للهدى ، والصواب ، عظيم الثواب ، شديد العقاب ،
أشهد أن لا إله إلاّ هو ، ملك الملوك ، ومدبر الأمرِ كلَِّه ، علانيته ، وسرّه ، ومسبب الأسباب.
وأشهد أن محمداً صلّى الله عليه وسلم ، وعلى آله ، وصحبه ، عبده ، ورسوله ،
بعثه بالحق بشيرا ، ونذيرا ، حقا ، يقينا ، بغير شك ، ولاارتياب.
أيها المسلمون عليكم بالتقوى ، فإنها حلية المسلم ، وزينة المؤمن ، ووصية الله لنا العظمى لنا، ولمن قبلنا ، وهي زاد الآخرة ، ومفتاح كلّ خير في العاجلة ، و الآجلة
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ، و يباعدني عن النار ؟ قال : لقد جئت تسأل عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم ، رمضان ، وتحج البيت , ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار , وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا - (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ ) ... ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر ، وعموده ، وذروة سنامه ؟ ، قلت : بلى , يا رسول الله قال : رأسُ الإسلام , وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه ؟ فقلت بلى يارسول الله , فأخذ بلساني ، وقال كف عليك هذا ، فقلت : يا نبي الله , و إنا لمؤاخذون بما نتكلم ؟ فقال : ثكلتك أمُّك , وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلاّ حصائـد ألسنتهم ؟! ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث مهلكات ، وثلاث منجيات ، وثلاث كفارات ، وثلاث درجات ، فأما المهلكات : فشح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأما المنجيات : فالعدل في الغضب والرضى ، والقصد في الفقر والغنى ، وخشية الله في السر والعلانية ، وأما الكفارات : فانتظار الصلاة بعد الصلاة ، وإسباغ الوضوء في السبرات ، ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وأما الدرجات فإطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، وصلاة بالليل والناس نيام ) روه الطبراني والبيهقي.
وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا يا رسول الله : وما هنّ ، قال الإشراك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) متفق عليه،
وخرج ابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهمـا ، قال صلى الله عليه وسلم: ( خمس إذا ابتليتم بهنّ ، وأعوذ بالله أن تدركوهنّ ، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلاّ فشا فيهم الطاعون ، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلاّ أخذوا بالسنين ، وشدة المئونة ، وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلاّ منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله ، إلاّ سلط الله عليهم عدوا من غيرهم ، فأخذوا بعض ما في أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلاّ جعل الله بأسهم بينهم
ومما ورد عن السلف من المواعظ الجليلة : أصلح سريرتك يصلح الله علانيتك ، وأصلح ما بينك وبين الله ، يصلح الله ما بينك وبين الناس ، واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك ، وبع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا ، احذروا سخط الله في التقصير في أمره وما حكـم ، وفعل ما حرم ، وعدم الرضا بما قسم ،
ألا فاتقوا الله حقّ تقاته ، في السر، والعلن ، وفي أنفسكم ، وأهليكم ، وأموالكم ، وجيرانكم ، ولتكن التقوى شعاركم ، ومنهاج حياتكم .
وإذا استغنى الناس بالدنيا ، فاستغنوا أنتم بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا ، فافرحوا أنتم بالله ، وإن أنِسُوا بغير الله ، فاجعلوا أنسكم بالله ، وإن تعرفوا على ملوكهم ، وكبرائهم ، وتقربوا إليهم ، لينالوا بهم العزة ، والرفعة ، فتعرفوا أنتم إلى الله ، وتودّدوا إليه ، بالطاعات ، والقربات ، والأعمال الصالحات ، تنالوا بذلك عز ّالدنيا ، والآخرة ،
ألا إن من اتقى الله ، اتقاه الناس ، ومن عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه ، وقّره الله في قلوب الخلق أن يذلّوه ، على قدر حب العبد لربه ، يُحـبّ ، وعلى قدر طاعته لله ، يُطـاع ، وعلى قدر انشغاله بالله ، يُنشغل به في الخير ، وعلى قدر نصحه للأمّة ، ينصحون له ، ويقدمونه ، ويجلّونه
ألا إن الصبر واليقين تنال بهما إمامة الدين ، وإنما المعونة من الله على قدر صلاح نية العبد وابتغائه ما عند الله ، ومن توفيق الله للعبد ، أن يشرح صدره لذكره ، ويحبّب إليه عبادته ، فذلك قد أكرمه الله تعالى ، وإذا أراد العبد أن يعرف عند الله مقامه ، فلينظر فيما أقامه ، فيا عباد الله استعيذوا بالله من مقام الخزي ، وأن يستعملكم في مساخطه والعياذ بالله .
داووا قسوة قلوبكم بذكر الله، وتلاوة القرآن العظيم ، وأصلحوا أحوالكم ، أعمالكم بالإستقامة على الهدى ودين الحق ،
وليكن ذكر الآخرة شغلكَم ، وطلبُ مرضاة الله غايةَ همّكـم.
واحذروا الذنوب ، كلها صغيرها وكبيرا ، فإنها تثمر الضلال عن الحق ، ووحشة القلب ، وضَنَك المعيشة ، وشتات الأمر ، وقلق النفس ، ومحق بركة العمر ، والرزق ، وبغضا في قلوب الخلق ، وقلة التوفيق ، وسوء الخاتمة ، عياذا بالله تعالى
حافظوا على الصلوات ، لاسيما الفجر ، والعصر ، وأكثروا من النوافل والطاعات ، من صلاة ، وصدقة ، وصيام ، وحج ، وعمرة ، فهي رصيد العبد في الآخرة ، بها يرفع الله الدرجات ، ويكفر السيئات ، ويعظم الحسنـات
غضـُّوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكـم ، وطهروا أجسادكم بإلتزام الإسلام ، وطهروا أموالكم عن ترك الزكاة ، وعن الكسب الحرام .
ألا إنَّ للعيد بهجة ، فابتهجوا في غير مساخط الله وما يغضبه ، وفيه فرحة فافرحوا في غير كفران لنعمة الله ، ونسيان لذكر الله .
أيها المسلمون : هذا اليوم قبل صلاة العيد تُخـرج زكاة الفطر تقرُّباً إلى الله ، وأداءً لفريضته ، وطُعمـة لإخوانكـم الفقراء ، والمساكين ، وطُهـرةً للصائم من اللّغو ، والرفث ،
صاعا من قوت البلد ، عن كلِّ صغير ، وكبير ، وذكر ، وأنثى ، من المسلمين ، ولاتجب على الجنين في البطن ، ولا حرج إن أخرجها عنه ،
وقـد أُمـرنا أن نؤديها قبل خروج الناس إلى الصلاة ، ولاحرج أن تُقـدَّم عـلى ذلك بليلة ، أو ليلتين ، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ،
ويجب أن يؤدّيها تاركها ، حتى لو تعمّد تأخيرها إلى بعد صلاة العيد ، أو تكاسل ، ويأثـم بتعمِّده ،
وأما من نسى أن يؤديها قبل صلاة العيد ، فيؤدّ ، ولو بعد الصلاة ، ولايأثم ، فقد رفع القلم عن المخطىء ، والناسي ، والمكره
وقـد صحّ في الحديث استحباب صيام ست مـن شوال ، وأنّ من صام رمضان وأتبعه ستَّا من شوال ، فكأنـّه صام السنة كلَّها ، رواه مسلم
اللهمّ إنا أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، و موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك، وشكر نعمتك، وحسن عبادتك، وقلوبــا سليمة ، وألسنة صادقة ، ونسألك من خير ما تعلم ، ونعوذ بك من شرّ ما تعلم ، ونستغفرك لما تعلم ؛ إنّك أنت علاّم الغيوب.
اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ، ورسولك ، وخيرتك من خلقك ، محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
اللهم نسألك من خير ما سألك منه ، عبدك ، ورسولك ، محمد صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ، ورسولك ، محمد صلى الله عليه وسلم .
اللهم نسألك من الخير كله عاجله ، وآجله ، ماعلمنا منه ، ومالم نعلم ، ونعوذبك من الشر كلّه ، عاجله ، وآجله ، ما علمنا منه ، وما لم نعلم
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، واللهم اجمع على التوحيد ، والجهاد كلمة أهل الإسلام والإيمان ، وانصرهم على أهل الشرك ، و الكفران ، وانصر المجاهدين في الشام الأبية على عدوهم بشار المجوسي الخبيث اللعين آمين
اللهم انصر المسلمين في كل مكان ، في سوريا ، وفلسطين ، ومصر ، والعراق ، وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين
اللهم عليك بالمجوس ، أعداء الدين ، ملالي طهران الذين ملؤوا بلاد الإسلام فتنة ، وسّعروا نار حقدهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، في إيران , العراق ، وسوريا ، والبحرين ، واليمن ، وكل مكان ، اللهم عليك بهم ، خذهم أخذ عزيز مقتدر ، و
اللهم عليك بالصليبين ، والصهاينة ، وردَّهم عن بلاد المسلمين ، واخزهم كما أخزيت أسلافهم الأولين ،
اللهم منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اهزم بشار وجنده ، الذين يقاتلون أولياءك ، ويكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ،
اللهم اجعل الدائرة عليهم ، واخزهم ، وانصرنا عليهم ، واشف صدور قوم مؤمنين.
اللهم بأنك المنان بديع السموات ، والأرض ، الواحد ، الأحد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، الحي القيوم ، ذو الجلال والإكرام ، ربّ العرش العظيم ، منزل التوراة ، والإنجيل ، والقرآن ، ربّ الملائكة ، وجبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وربّ الرسل ، وربّ موسى ، وعيسى ، ومحمّد عليهم الصلاة والسلام ،
اللهم انصر المسلمين في الشام على عدوّك، وعدوّ الإسلام ، وعدوهم ، اللهمّ كن لأهل الشام وليا نصيرا ،
اللهم فرّج كرباتهم ، وآمن روعاتهم ،
اللهم أطعمهم ، واسقهم ، واكسهم ، وكن لهم ، ورد عنهم كيد المحتل المجوسي ،
وسدد رميهم ، وثبت قلوبهم ، ومكنهم من رقاب عدوك وعدوهم بشار وحزبه
اللهم أهلك هذا العدوّ المجوسي الحاقد ، وردّه على أعقابه خائبا عن أطماعه ، وطهّر ديار الإسلام من رجسه ، وأسقط دولته في طهران ، وأذنابها في كلّ مكان .
اللهم اشدد وطأتك عليهم ، وفرق جمعهم ، وشتت أمرهم ، واملأ قلوبهم رعبا ، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يُردّ عن القوم المجرمين ، اللهم زلزل عرشهم ،
اللهم قاتلهم بجندك الموحدين ، من أجناد الشام الأبطال ، وألّف بين قلوب المجاهدين ، وسدد رميهم ، وثبت أقدامهم ، وأنزل عليهم نصرك ، اللهم انصرهم ، ولاتنصر عليهم ، وأعنهم ، ولا تعن عليهم ، وانصرهم على من بغى عليهم ،
اللهم اجعل عاقبة أمر الأمة في جهادها ، ظفرا ، ورشدا ، وامنحهم أكتاف أعداءهم فأحصهم بِددا ، ولا تذر منهم أحدا
اللهم عليك بالسيسي الطاغية السفاح القاتل ، اللهم أنزل عليه بأسك الذي لايرد عن القوم الظالمين ، اللهم أرنا فيه ومن معه من عصابته المجرمة عجائب قدرتك ،وعظيم آياتك فيمن عاداك ، ومكر بدينك وهداك ،
اللهم انصر معتصمي ميدان رابعة العدوية الذين تسلط عليهم اعداء الإسلام ، وأبالسة الصهيون ، وأذناب الغرب ، وحقدة الصليبين الأقباط ، اللهم انصرهم على عدوهم ، اللهم انصر شعب مصر ورئيسهم مرسي ، على أعدائهم من خونة المتآمرين ، وحثالة المتصهينين
اللهم حقق لهم آمالهم ، وأستجب دعائهم ، ورد كيد أعدائهم في نحورهم ، ومكن لهم في مصر بخير حكم راشد ، تعز فيه أهل طاعتك ، وتذيق فيه المتآمرين دينك وبال أمرهم ، وتجعل عاقبة أمرهم خسرا
اللهم أنصـر شعـوب أمّتنا في ثوراتها على الطغـاة ، وأعقـب ذلك بخيـر ما تحبُّ لها من العـزّة ، والتمكـين ، والرجوع للدين ، والتمسُّك بشريعتك يا ربّ العالمـين.
اللهم صلّ وسلّم على نبيّك محمّد وآله ، المبعوث بالحق ، بالراية المنصورة ، والجنود المباركة المبرورة ، إلى قيام الساعة آمين
تنبيه : كالعادة كل عام إنما يبث الشيخ هذه الخطبة بالفضاء الإلكتروني فحسب