مــــــــن درر الحكـمـــــــــــــــــة |
|
حامد بن عبدالله العلـــــي
من كلام ربنا الحكيم العلــيم الذي يؤتي الحكمة من يشاء ، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا :
أخوف آية في القرآن : " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ، وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا "
ـ إن أعظم آية في كتاب الله " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وإن أجمع آية في القرآن بخير وشر " إن الله يأمر بالعدل والإحسان" وإن أكثر آية في القرآن فرحا في سورة الغرف " قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " وإن أشد آية في كتاب الله تفويضا " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " .. ابن مسعـود رضي الله عنه .
ومن كلام أعظـم من نطق بالحكمة من البشــر محمد صلى الله عليه وسلم :
ـ ذكر العلماء أن الإسلام يدور على أربعة أحاديث :
(حديث الحلال بين والحرم بين وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلـــب ) متفق عليه
وحديث ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى ) متفق عليه
وحديث ( من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه) رواه الترمذي
وحديث ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لإخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه
ومن الأحاديث الجامعة أيضا :
حديث ( البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم
وحديث ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه أبو داود والترمذي
وحديث ( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ) رواه ابن ماجة
فهذه سبعة أحاديث جمعت الحكمة كلها ، كمـا خرجــت من فـم أحكم البشـر ..
ومن الحكم المنثورة من كلام السلف :
ـ الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب .. علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ـ إن العاقل إذا لم ينتفع بقليل الموعظة ، لم يزدد على الكثير منها إلا شــرا .. ابن عيينة
ـ الخلق كلهم برهم وفاجرهم يسعون في أقل من جناح ذباب ، فقال له رجل ما أقل من جناح ذباب ؟ قال : الدنيا .. ابو معاوية الأسود بن يزيد
ـ اليقين أن لاتتهم مولاك في كل ما أصابك .. سفيان الثوري
ـ كفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله ، وكفى بالمرء علما أن يخشى الله .. أم حسان الأسدية
ـ لاتدع طلب العلم للعمل ، ولا تدع العمل لطلب العلم ..الثوري
ـ كتب حكيم إلى حكيم : يا أخي قد أوتيت علما ، فلاتدنس علمك بظلمة الذنوب ، فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم .
ـ إنما كان يطلب هذا العلم من كان فيه خصلتان : العقل والنسك ، فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا ، قال : هذا أمر لايناله إلا النساك فلن أطلبه ، وإن كان ناسكا ، ولم يكن عاقلا ، قال : هذا أمر لايناله إلا العقلاء ، فلن أطلبه ، فلقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما ، لاعقل ولا نسك .. الشعبي
ـ الفضل بن مهلهل : قال لي سفيان الثوري : فيم السلامة ؟ قلت : أن لا تعرف ، قال : هذا مالايكون ، ولكن السلامة أن لاتحب أن تعــرف .
ـ عليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا ، وعليك بالورع يخفف الله عنك حسابك ، ودع مايريبك إلى ما لايريبك ،وادفع الشك باليقين يسلـم لك دينك .. الثوري
ـ إن لأعرف حب الرجل للدنيا بتسليمه على أهل الدنيا .. لثوري
ـ اعمل عمل رجل تعلم أنه لن ينجيك إلا عملك ، وتوكّل توكّل رجل تعلم انه لايصيبك إلا ما كتب الله لك .. مسلم بن يسار
ـ قيل لعيسى بن مريم من نجالس ، قال : من تذكركم بالله رؤيته ، ويرغبكم في الأخرة عمله ، ويزيد في علمكم منطقه .. عن الثوري
ـ لم ار فقيها قد يداري ولايماري ، ينشر حكمة الله فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله .. ابن عيينة
ـ إن من شكر نعمة الله أن تحمده عليها وتستعين بها على طاعته ، فما شكر الله من استعان بنعمته على معصيته .. ابن عيينة
ـ افقهوا ما يقال لكم : لو أن رجلا أصاب من مال رجل شيئا فتورع منه بعد موته فجاء به إلى ورثته لكنا نرى ذلك كفارة له ، ولو أن رجلا أصاب من عرض رجل شيئا فتورع عنه بعد موته فجاء إلى ورثته ، وإلى جميع أهل الأرض فجعلوه في حل ما كان في حل فعرض المؤمن أشد من ماله ، افقهوا ما يقال لكم .. ابن عيينة
ـ لاتجد من البر شيئا واحدا يتبعه البر كله غير اللسان ، فإنك تجد الرجل يكثر الصيام ، ويفطر على الحرام ، ويشهد الزور بالنهار ، وذكر اشياء نحو هذا ، ولكن لاتجده لايتكلم إلا بحق ، فيخالف ذلك عمله أبدا .. يونس بن عبيد
ـ حق على من طلب العلم أن يكون له وقار ، وسكينة ، وخشية ، والعلم حسن لمن رزق خيره ، وهو قسم من الله تعالى ، فلا تمكن الناس من نفسك ، فإن من سعادة المرء ان يوفق للخير ، وإن من شقوة المرء أن لايزال يخطىء ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لايطيعه ... مالك بن أنس الإمام
ـ قال رجل من العلماء : اثنتان أنا أعالجهما منذ ثلاثين سنة ، ترك الطمع فيما بيني وبين الناس ، وإخلاص العمل لله عــز وجـــل .. ابن عيينة
ـ من تزين للناس بشيء يعلم الله منه غير ذلك شانه الله .. ابن عيينة
ـ ثلاث خصال إن كنت فيك لم ينزل من السماء خير إلا كان لك فيه نصيب : يكون عملك لله ، وتحب للناس ما تحب لنفسك ، وهذه الكسرة تحــر فيها الحلال ما قدرت .. حذيفة بن قتادة
ـ والله لقد أدركت أقواما فساقا كانوا اشد إبقاء على مروءاتهم من قراء أهـل هذا الزمان على أديانهم ، قال ، وقال لي يوسف : إياك أن تكون من قراء السوء .. يوسف ابن أسباط
ـ لقد علمت أن مــن صلاح نفسي علمي بفسادها ، وكفى للمؤمن من الشر أن يعرف فسادا لايصلحه ، وبئس منزل ومتحول من ذنب المرء إلى غير التوبة ..
ـ كل نفس ترد إلى همتها ، فمهموم بخير ، ومهموم بشــر ... داود الطائي
ـ فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان .. الحسن بن صالح
ـ أهل المعرفة دعاءهم غير دعاء الناس ، وهمتهم غير همة الناس .. الداراني
ـ ما نظر الناس إلى شيء هم دونه إلا بسطوا ألسنتهم فيه .. الشافعي
ـ ليس العلم ما حفظ ، العلــم ما نفع .. الربيع : سمعت الشافعي مرارا
ـ نزهوا أسماعهم عن سماع الخنا ، كما تنزهوا أنفسكم عن النطق به ، فإن المستمع شريك القائل ، وإن السفيه ينظر إلى أخبث شيء في وعائه ، فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم ، ولو ردت كلمة السفيه لسعد رادها ، كما شقي بها قائلها .. الشافعي