بيان بشأن مجزرة مدينة الحولة

 

بيان بشأن الفاجعة التي أدمت قلوب المسلمين بمجزرة مدينة الحولة
 
الحمد لله القائل في محكم التنزيل : ( ولاتهنوا ، ولاتحزنوا ، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) .
.
والقائل : ( فأكثروا فيها الفساد ،  فصبّ عليهم ربّك سوط عذاب ، إنّ ربك لبالمرصاد ) ، والقائل ( وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر )
 
والصلاة والسلام على نبيّنا القائل : ( المسلم أخو المسلم لايسلمه ) والقائل : ( مثل المؤمنين في توادهم ، وتعاطفهم ، وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ) والقائل ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) .
 
وبعـد :
 
فقد أدمى قلوب الأمة الإسلامية ، ما اقترفته عصابات طاغية الشام في مدينة (الحولة) بمحافظة حمص ، من مجازر لاتوصف بشاعة ، ولا تنعت شناعة ، حيث ذُبح فيها 55 طفلا ، وعشرات الأمهات ، بين مئات الشهداء.$$$
 
ولاريب أنّ هذا الحدث الجلل ، والمصاب الفاجـع ، الذي لايقارن حتى بجرائم المغـول ، والصهاينة ، ليوجب علينا التحرك السريع لإنقاذ الشعب السوري من هذا النظام الفرعوني ، بعد أن تخاذلت الأنظمة العربية جميعها فلم نسمع منها إلاّ كلاما ، ووعودا زائفة .
 
وأني لها أن تنقذ هذا الشعب الذي يُباد تحت وحشية نظام مجوسي حاقد على كلّ ما يمتّ إلى أمتنا بصـلة ، بينـما هـي أصـلا أعظم أسباب ما يجري عليه ، بتفرقها ، وتوانيـها أمام الزحف المجوسي حتى سيطر على سوريا ولبنان ،  بل بتواطئها قبل ذلك مع الحملة الصهيوغربية في تسليم العراق للمجوس ، فلمّا تمكّن منها ، أعمل آلة القتل ، والذبح ، والتعذيـب ، في شعب سوريا بلا رحمـة ، كما فعل أسلافهم عبر التاريخ من أبي لؤلؤة المجوسي إلى مذبحة (الحولة) مرورا بجرائم القرامطة ، وفظائع الصفوية الحاقـدة ، والخمينية الملعونـة ؟!!  
 
حتى صار الشعب السوري ضحية استثمار الغرب _ وما للغرب ودماء للمسلمين تُسال؟! وطالما قـد أهرقها هـو لأطماعـه بغير حساب فلم يبال _ لمحنة هذا الشعـب العظيمة ، ليتركها حتى يبلغ التدمير بسوريا مبلغا يتيح له التحكُّم في مستقبلها ، فلا تخرج عن طوق سياساته ، ولا تشكّل خطرا على صهاينته ، وحتى يستثمرها في ملفاته الأخرى كخلافه مع روسيا ، ومنافسته للصين ، والملف النووي الإيراني .
 
وهذا التحرُّك السريع يجب أن يبدأ بمضاعفة الدعم على جميع المستويات لاسيما الدعم المالي للثورة السورية ، وبإيقاف الدعم الإيراني للنظام السوري وذلك بالمطالبة بمقاطعة النظام الإيراني ، والضغط على الأردن ، وتركيا لفتح الحدود ، لجعل السلاح أكثر تدفقا ، وأكثـر سهولة ، وبتبني دعم تحويل طرابلس الشام إلى منفذ مشروع للشعب السوري ، يأوي إليه عند الحاجة ، وتخرج منه جميع أنواع الدعم للثورة السورية.
 
هذا .. ويجب أن نستخلص مما فعله هذا النظام المجرم الذي هـو ذراع لأشدّ الأنظمة إجراما في أمتنا عبر التاريخ وهو النظام الإيراني :  أنّ هذا الخطـر الصفوي المجوسي ليس له حدُّ يقف عنده في أحقاده على أمتنا ،فلا يقارن بأيِّ عدوِّ آخـر يستهدفها.
 
وأنّ القضاء عليه من أعظم الواجبات ، وأهـمّ المهمّات حفاظا على الدين ، والأمة ، والأنفس ، والأعراض ، والأموال.
 
وأنّ الثورة السورية إذا انتهت منتصرة _ وذلك حتميُّ بإذن الله _ فيجب أن يواصل الزحـف الحضاري الإسلامي ، حتى إسقـاط هذا الشرِّ برمته ، ثـمّ كلّ فلوله من عقـر داره في طهـران إلى خنفُسته الصغيرة في جزر القمـر، مرورا بأذنابه الممتدة بالخليج ، واليمن ، ولبنـان !!
 
هذا .. وإنّ هذه الأمـّة لباقية حتى ترث الأرض ومن عليها ، منصورة بإذن الله ، مكتوب لها العاقبة ، وأما طائفة الحقد المجوسية السبئية فمصيرها كمصير أسلافها ، إلى الهزيمـة المحتومه ، والعاقبة المخْزية المعلومـه .
 
( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ ، وَيُخْزِهِمْ ، وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ ، وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) 
.
 ( ولاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ، إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ، وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ، وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء ، وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ ، وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ ، وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) .
.
اللهم بحقّ إسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت ، وإذا سُئلت به أعطيت ، يا الله ، يا حيُّ يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، اللهمّ يا منزل الكتاب ، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اجعل على بشّارَ وحزبه ، وجنده ، غضبَك ، وعقابَك ، وسوء عذابِك ، عاجلاً في الدنيا ، ويوم يقوم الأشهـاد ، اللهمّ أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحـدا ،
 
 اللهم ومكّن للشعب السوري حكما راشدا ، يقام فيه أمرك ، ويعزُّ فيه دينك ، وترفع فيه راية العدل ، والهـدى ،
 
 آمين ، آمين ، آمين .
هذا البيان وعلى الله البلاغ ، والله حسبنا ، عليه توكلنا ، وعليه فليتوكل المتوكـلون.
حامد بن عبدالله العلي
4 رجب 1433هـ ، 26 مايو 2012م

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 26/05/2012