خــربت فخربــوها |
|
خــربت فخربــوها
حامد بن عبدالله العلي
لقـد جبن اليهود ، كعادتهم ، أن يواجهوا رجال الجهاد البواسل في غزة ، فلجأوا إلى الخطف ،والقصـف ، وظنّ يهود الحقد والخبث عليهم غضب من الله ، أنّ خططهم ومؤامراتهم الدنيئة ، لتركيع الشعب الفلسطيني الماجد ، ستثمر ما في نفوسهم المريضة من أهداف لعينة ، وأنهم عندما يغتالون ، ويخطفون رجال الإسلام ، حول الأقصى سيهنأ لهم بال ، وهم يغتصبون أرض الإسلام المقدّسة في فلسطين ، ويعيشون على حقنا المسلوب ، هيهــات !
فقـد نسوا ـ كما كانوا دائما ينسون ـ أنهم يقاتلون أمـّة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنّ رجاله هم الأسود التي تلـد الأسود ، أجيالا تتبعها أجيال ، لاتقف أمواجها الهادرة الثائرة ، ما بقي فيها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يبعثها الوحي بعثــا ، وينفخ فيها الجهاد روح المقاومة فيحثّها على الشهادة حثـّا ، وتحدوها نماذج البطولات التاريخية الماثلة في ذاكرة الأمـّة إلى مزيد من التضحيات وتبث فيها العطاء بثّا بثـّا
إنّ هؤلاء الصهاينة الممسوخين من الفطرة الإنسانية ، الذين ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلاّ بسبب ما وقع في الأمـّة ، من خيانة الزعماء ، وتسلط الأعداء ، وإبعاد الأمناء ، وتشريد المجاهدين الأتقياء ،،
سيتلقون ـ بإذن الله ـ درسا قاسيا ، على يد أبطال الجهاد المبارك في فلسطين ، وسيفتح عليهم باب ، وراءه ألف باب من الصواعق والبلاء ،
وأبداً كانت هذه الأمّة أزكى ما تزكو نفوساً ، وأعزّ ما تكون جانباً ، وأعلى ما تعلو رفعةً وسناء ، تحت ظلال السيوف الوارفة بالعــزّ ، المطرّزة بالأمجاد ، و بين خفق القنا ، وطعن البنود ، التي هي أنشودة الحياة العذبـة ، في آذان رجال العزيمــة الصلبة .
وقد بلغ السيل الزّبى ، وجاوز الحزام الطبيين ، فأطفال فلسطين ، وشبابها ، وكهولها ،وشيوخها ، ونساؤها ، منذ قرن من الزمــان ، قدسطــرت دماؤهم منهجا لابديل عنه ، ورسمـت طريقـا لا عوض لـه ، وهو طريق الجهاد المبارك ،
وهو إضافة إلى كونه الطريق الذي لايوصل إلى العزّة سواه ، ولا يردّ الحقّ المغتصب غيره ، فإنّه أيضا لم يعد ثمة خيار يلوح إلاّ هــو ، إنه إتجاه واحـد لم يعد ثمة غيره ، فقـد وضح لكلّ ذي عينين ، أنّ اليهود لايسلكون سبيلا يزعمون أنـّه للسلام إلاّ وهم يريدون بــه خداع الأمّة ، وتعليلها بسراب مضــلّل ، ريثمــا يكملوا مخططهم لهدم المسجد الأقصى المبارك ، بعد الإستيلاء على القدس وتهويدها .
والواجب اليوم على أمة الإسلام ،وهي ترى ما يجري على إخواننا الفلسطينيين في غزة من الكرب العظيم ، وتسلط العدوّ المجرم الأثيم ، أن تثور ثورة الرجال الأحرار ، كلّ بما يقدر عليه ،
وعلى العلماء ، والدعاة ، أن يتركوا ما بأيديهم اليوم مما يُشغلهم عن هذا الأمر الجلل، وأن يوجهوا النداء ـ بما يقدرون عليه من وسائل ـ لجماهير الأمة ، للقيام بما فرضه الله عليهم من نصرة المؤمنين ، والدفاع عن دماء وأعراض المسلمين ، في فلسطين ،
وأن يقوموا بالحق ، صدعا به ، لتنكشف الزيف ، وتتساقط الأقنعة ، وتنهض الأمـّة ،
فإنهم سيقفون غدا بين يدي الله تعالى ، وسيسألهم عن الإسلام الذي ضيعوه بصمتهم ، وتخاذلهم ، فهبطوا بـه من علماء مجده إلى أن ألصقوا أنف شعوبه بالرغام ، وعن المسلمين الذين أسلموهم إلى أعداءهم في حياة البؤس والإستضعاف ،
فإلى متى ينتظرون ؟! إلى أن تدقّ النواقيس في شرفات المآذن بدل الأذان ، ألم يروا كيف وطأت نعال الصهاينة مواضع جباه المسلمين في مساجد فلسطين ، وأحذية الصليبين بيوت الله في العراق ،وأفغانستان ؟!
فليس أقل من أن دعوة المسلمين اليـوم إلى أن تملأ الشوارع المظاهرات
المطالبة :
بطرد السفراء الصهاينة ، وقطع العلاقات مـع الكيان الصهيوني .
ومقاطعة أمريكا الصهيونية الحامية لجرائم الصهاينة ، وطرد سفراءها .
ورفع المقاطعة عن الشعب الفلسطيني ،والسماح بدخول المساعدات ، والرواتب .
والسماح بالإلتحاق بالمجاهـدين دفاعا عن المسجد الأقصى ، وحرمات الأمّة في فلسطين ، ودماء المسلمين أعظم حرماتها
والدعوة إلى دعم المقاومة في العراق ، وأفغانستان ، فإنها المعركة ذاتها في فلسطين ..
أيها المتخاذلون : لئن ضحكتم اليوم ، فستبكون غدا بمقدار ما ضحكتم ، سرور نهاركم ، لايلبث إن يعقبه حزن ليلكم ، إن بقيتم على هذا التخاذل المريض لقضايا أمتكم ، أفلا تعقلون ،،
فاليوم اليوم قوموا لدينكـم ، وإلى الجهاد ياأمــّة الجهاد ،
وقد خرّب اليهود وأولياؤهم ، ببنيانٍ بنــوه بالخبث ،والمكر ، وبالبغي ، والعدوان ، كلّ معاني الحقّ ، والعدل ، والرحمة ، والسلام في العالم ،
فخرّبوا عليهــم ، يا أبطال الإسلام ، بنيانهم الخبيث ، ليخرّ عليهم سقف الذلّ ، فينهار بنيانهم في نار جهنــم ,,
وترتفع راية العز لأمـّـة الإسلام ،،