معـاً ضـدّ الإرهـاب! |
|
معـاً ضـدّ الإرهـاب!
حامد بن عبدالله العلي
في أحدث طبعة للكتاب القيـّم الذائع الصيت ( النظام العالمي القديم والجديد ) للمفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي ، قال : ( لقد تضمَّنت العمليات الأمريكية الأخرى التي تلت ذلك _ كان الكاتب يتحدث بدلائل مدهشة عن دعم أمريكي للنازية ، والفاشية رغم جرائمهما ، في البدء عندما كانت أمريكا تستفيد من ذلك ثم توقف الدعم عندما بـدا أنها تشكل تهديدا للمصالح الغربية _ الإطاحة بالنظام المحافظ البرلماني في إيران في عام 1953م ، لصالح إعادة نظام الشاه وحكمه الوحشي ، وتدمير الفترة المؤقتـة التي نعمت فيها جواتيمالا بعشر سنوات من الديمقراطية حين تـمّ دعم مجموعة من السفاحين في السلطة الذين يستحقون نيل الإعتراف من هيملر ، وجورينج ، وذلك بأعمالهم الإجرامية التي إشتهرت في ثمانيات القرن العشرين ، ودوما ما تحققت هذه الأعمال إمـَّا بدعم ، أو مشاركة مباشرة من أمريكا وحلفائها ،
وبالمثل تـمّ تقديم الدعم للجهود الفرنسية لإعادة غزو مستعمراتها السابقة في شبه جزيرة الهند الصينية ، ثم بإقامة ذات النظام الذي أقرته واشنطن في أمريكا اللاتينية في فيتنام الجنوبية في إنتهاك صريح لإتفاقات جنيف 1954 م ، ثم بنوبات متكررة من الهجوم على فيتنام الجنوبية في عهد كيندي ، حينما لم يتمكن الإرهابيُّون الحكوميون من السيطرة على السكان ، مما أدى إلى إندلاع حرب كبرى ذبح فيها ملايين البشر ودمرت ثلاث دول في هذه الحروب ، كما يضاف إلى السجل السابق إقامة ودعم النظام النازي الجديد المؤلف من حكومات الأمن القومي في أمريكا اللاتينية منذ مطلع ستينات القرن العشرين ، فضلا عن المجازر والتدمير الذي عانته أميركا الوسطى في ثمانينات القرن العشرين ، وغيره من الجرائم ما لايحصى ...)$$$
( أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإنه في المرحلة الأولى من الحرب الباردة وظفت واشنطن ( التهديد البلشفي ) للتحكم في النشاط الإقتصادي على المستويين الداخلي ، والخارجي ، وفي المرحلة الثانية أقامت نظاما إقتصاديا ذا مرجعية عسكرية في الداخل ، ثم عمقت من سلطة الشركات الكبرى ، بينما أضعفت من قوة العمال ، وغيرها من العناصر الشعبية ، وخارجيا قامت واشنطن بعمليات هيمنة واسعة النظام ، مستخدمة الإرهاب ، والعدوان على العالم الثالث ، بينما ساعدت على تشكيل المجتمعات الصناعية لتحقيق مصالحها واضعة الأساس لنظام عالمي تسوده الشركات العابرة للقوميات ، والحركات المالية العابرة للقارات )
( لقد وظفت واشنطن أشكال القوة كافـّة ، ومختلف وسائل السيطرة على الشعوب ، بينما سمح بالتدخّـل في النظم الداخليـّة عبر دعم الأهداف الهجوميّة ، ودعم تأثير ردع القوة العسكرية ) ص 62_ 63
وفي إحدى محاضراتـه القيّمة تكلم بإسهاب عن النفاق الأمريكي في توظيف مصطلح الإرهـاب _ وهي على موقع اليوتيوب بعنوان (الحرب على الإرهاب نعوم تشومسكي) وننصح بشدة بالإطلاع عليها وهي مترجمـة _ قال تشومسكي : إعترضت أمريكا والكيان الصهيوني على فقرة أثناء نقاش الجمعية العامّة في الأمم المتحدة لقانون تجريم الإرهاب في أواخر الثمانينات ، وهي فقـرة تنص على إستثناء حق الشعوب في تقرير المصير ، وحقها في الحرية ، والإستقلال ، إستثنائها من تجريم الإرهـاب ، وهي الحقوق التي أقرّها إعلان الأمم المتحدة عند إنشائها ، وقالت الفقرة : ( لايمكن بأيّ حال من الأحوال ، أن يسلب الإعلان الحالي حقّ الشعوب في الكفاح والمقاومة ، ضد الإحتلال الإستعماري ، والنظـم العنصرية ، كما لايدين هذا الإعلان ، سعي الشعوب للتحرر ، وطلب المساعدة من الآخرين لنيل تلك الحقوق )
ثم يذكر أنّ أمريكا كانت تصنف المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يحارب التمييز العنصري في جنوب أفريقيا على أنه منظمة إرهابية ، في الوقـت الذي كانت تعـدّ النظام العنصري في جنوب أفريقيا حليفا وصديقـا ،
والفقرة التي إعترضت عليها أمريكا تخـرج نضال المؤتمر الوطني الأفريقي من تعريف الإرهـاب ، كما أنها تدين نظام جنوب أفريقيا العنصري ، وأنّ الصهاينة اعترضوا أيضا حتى لايصنف النضال الفلسطيني لنيل التحرير بأنـّه نضالٌ مشروع ، وساندتها أمريكا لأنها تعلم أنَّ الإحتلال الصهيوني لم يكن ليستمر ويزداد عنفا ، لـولا الدعم الأمريكي.
ثم يقول نعومي أنـَّه بسبب هذا الإعتراض (الصهيوأمريكي) _ هذا تعبيري _ اختفت هذه الفقرة من التاريخ !!
هذا المفكر الأمريكي مثال واحد فحسب ، من آلاف المفكرين الأحرار _ ومعهم سياسيون مثل جورج غالاوي ، هوغو تشافيز .. إلخ _ في الغرب الذين يعقدون المؤتمرات ، والمناشـط المؤثـرة ، ويقومون بجهـد شجاع ، واسع ومشكور ، في فضح الإرهاب الأمريكي والغربي في العالم ، ومـا أدّى إليه من كوارث يستحيل إحصاء ضحاياها ، من كثـرتهم ،
وكذا الإرهاب الصهيوني الذي يعربد في كلِّ قيم البشرية الحقـَّة منذ تأسيسة بحماية ودعم غربي لامحدودين وإلى الآن.
والعجيـب أنَّ هذه المؤتـمرات ، والمناشط المهمة ، تكاد تختفي _ إلاَّ من ثلة من المفكرين المصريين الشجـعان ونزر قليل من غيرهم _ من بلادنا ، مـع أنهـا أكثر بلاد العالم إصطلاء بالإرهاب الغربي ،
وسبب ذلك أنَّ الجزء الأهم من خطة الإرهاب الغربي في عالمـنا ، هو إرهاب الكلمة ، لما للكلمة الحـرَّة من تأثيـر بالغ الأهمية في صناعة الوعي الذي هم مفتاح التغيير ، وشرارة نهضة الشعـوب.
ولو كان الأمر بيدي لعقدت مؤتمراً أجمع فيه علماءنا ، ومفكريـنا ، مع نخبة من أولئـك المفكرين الغربيين الأحرار ، لوضع أساس جبهة عالمية من المسلمين وغيرهم ، تحارب الإرهاب الأمريكي ، وتلاحق جميع عصاباتها المنتشرة في العالـم .
ومن أخطر هذه العصابات الإرهابية ، وأشدها إجرامـاً ، فراعنة النظـم العربية التي تعيش على الدعم الأمريكي ، مقابل ضخ الوقود الذي يمكـِّن الإرهاب الأمريكي ، والصهيوني ، من الإستمرار ، والتوحُّـش .
ويكون شعار المؤتمر ( معـاً ضد الإرهاب ) ويصدر عنه القرارات التالية :
أولا : مقاومة الإرهاب الأمريكي مسؤولية شعوب العالم حتى تخرج جميع جيوشها المنتشرة خارج حدودها ، وتلغي إعلان ما يسمـَّى ( الحرب الإستباقية ) ، وتكفّ عن توظيف مصطلح (مكافحة الإرهاب) ، لتغطي إرهابها البشع على شعوب العالم ، وحتى ترفع يدها عن السيطرة على المؤسسات الدولية ، وتستسلم معلنة توبتها من جرائمها ، ودفع التعويضات عن كلّ الكوارث التي تسبب بها إرهابها في العالم .
ثانيا : دعم وتأييد كـلَّ حركات المقاومة ، والمقاومين الأحرار الذين يناضلون في محاربة الإرهاب الأمريكي , والصهيوني .
ثالثا : والتنديـد ، وعدم الإعتـراف بالقوائم التي تكتبها أمريكا على أوراق عليها ختم الأمم المتحدة ، وتدرج فيها أسماء المناضلين ضد الإرهاب الأمريكي والصهيوني ، وكان آخرهم الدكتور المجاهـد المناضل الحر مثنى الضاري ، ابن الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء العراق عميـد المقاومة العراقية الباسلة.
رابعا : دعـم الشعوب المناضلة ضد إستبداد أنظمة الحكم ، وتأييد حقها في إختيار رؤسائهـا بالإختيار الحـرّ المباشر ، وإعـلان أنَّ نضالها في إسترداد حقها في تداول السلطة بما يحقق أهداف الأمـَّة ، وضـدَّ الأنظمة البوليسية المستبدة الفاسدة _ وآخـر مثـال الثورة القرغيزيـة _ حـقُّ مشـروع لهـا .
خامسا : إعتبار جميع الشخصيات الدينية ، والفكرية ، والسياسية ، والمناشط التابعة لها _ من مؤتمرات وغيرهـا _ التي تقـلب الصورة الحقيقة للمجرم ، والضحيـة ، فتجعـل المناضلين ضد الإرهاب الأمريكي لنيل الحريـة ، ( إرهابيين ) ، وتعرض عن الإرهاب الأمريكي والصهيوني ، أو تهوّن خطـره ،
أو تجعل المناضلين السياسيين ضد ظلم السلطات الفاسدة في دائرة التهمة _ وآخر الأمثلة الدعوة لإطلاق الرصاص على المتظاهرين المطالبين بالتغيير في مصر _ وتشرِّع للسلطة ملاحقتـهم ، ومعاقبـتهم .
إعتبارها عناصر فاسـدة في المجتمع ، متورطة في فساد السلطة ، وجزء من مشكلة الإرهاب الدولي الذي تقوده أمريكا ، والكيان الصهيوني.
سادسا : تأسيس قناة فضائية بعنوان ( معاً ضد الإرهاب ) تركـّز على جرائم أمريكا والغرب في العالم ، وكذا الكيان الصهيوني ، وتعرف شعوب العالم ، بالشخصيات الإرهابية العالمية الخطيرة أمثال أوباما ، ونتياهو ، وبراون ، وقادة الناتو ..إلخ ، والملحـقات بهم من الأنظمـة الفاسدة في بلادنا ، وتفضح حقيقة مؤتمرات مكافحة الإرهاب التي تعمى عن الجرائم الصهيوغربية .
،
وفي ختام المؤتمر تُوزّع الدروع التشريفية لكلِّ من قام بجهـد في مقاومة الإرهاب الأمريكي ، والصهيوني ، أو إرهاب السلطة ، لاسيما في بلادنا العربية الغارقة في الظلم ، والفساد ، والإستبداد .
ولا مانع عندي أن أقوم شخصيا بتوزيع الدروع وأول درع سأعطيـه ... ،
،
بـل سأدع إقتراح المسـحقّ للقـرَّاء الكـرام
والله المستعان وهو حسبنا عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكّـلون
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 23/04/2010