ماهو أخطر من مطالبة أمريكا بتغيير مناهج التعليم

 

ما هو أخطر من مطالبة أمريكا بتغيير مناهج التعليم

 
حامد عبد الله العلي

يزعم بعض المحللين أن أهم آثار تفجيرات نيويورك وواشنطن ، حدوث انعطاف في الاستراتيجيات الأمريكية ، ومن أخطرها المطالبة بتغيير مناهج التعليم في بعض الدول العربية والإسلامية ، فلم تكن أمريكا تعير هذه
 
القضيــــــــــــــة اهتماما من قبل ، غير أن الحقائق الصارمة تؤكد أن أمريكا استغلت الحدث لتسريع مشروع قائم أصلا ، فقد كانت خطط التغيير الثقافي تسير على قدم وساق ولكن ببطء وعلى مدى بعيد ، وكانت أهدافها الإستراتيجية تتمثل في :

1ـ إلحاق المسلمين وإدماجهم فى النسق الحضاري السائد فى الغرب بدءا من الاقتصاد والاجتماع وانتهاء بالسياسة والتعليم وغيرها ، انطلاقا من أن الحضارة الغربية هي الإنسانية والعقلانية والحرية والديمقراطية ، وهي الحضارة الحديثة الناجحة ، وأما الإسلام فهو التقليد والاستبداد والرجعية ، وهو سيادة الدين والخرافة وتعدد الزوجات وعصر الحريم، فهو دين غير حضاري يجب أن ينتهي .
2 ـ الحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة كنظام شامل .

3 ـ تحييد الإسلام في معركة الصراع الحضاري .

3ـ زعزعة ثقة المسلمين بثقافتهم الإسلامية ومصادرها .

4ـ إعادة صياغة شخصية المسلم صياغة جديدة ، بحيث لا يجد غضاضة في ترك الواجب وفعل الحرام والتحلل من الشريعة ، ثم إفساد الذوق الإسلامي لديه ، وقتل الحمية للإسلام في نفسه ، فلا يشعر بالاعتزاز بالانتماء الإسلامي ، ولا يجد نفرة من حمل أفكار ومبادئ الغرب الرأسمالي .
 
5ـ إزالة المناعة الثقافية في الأمة الإسلامية التي تقاوم بها أي دخيل .

6ـ إزالة الحواجز الفكرية والنفسية التي تهدد الوجود الغربي الرأسمالي في بلاد المسلمين .

7ـ إيجاد دين جديد للمسلمين ، مصاغ صياغة غربية ، مبني على عقيدة فصل الدين عن الحياة ، فيه التشريع للبشر بدل أن يكون لله تعالى ، خالق البشر .
وكان من لوازم تحقيق هذه الاهداف ، ابتداع نهج جديد يخضع دراسة النصوص الإسلامية لطريقة التفكير الغربية الرأسمالية التي تجعل الواقع مصدرا للحكم وليس موضع الحكم كما جعلوا المقياس في اخذ الحكم أو تركة هو النفعية وليس الحلال والحرام .

وقد استغلت بعض النخب المشبوهة المجندة لخطط التغريب ، بعض المفاهيم الإسلامية لتمييع حدود الشريعة الإسلامية ، وتحويلها إلى وسيلة لتمرير المخططات الغربية مثل مفهوم فقه الواقع ، والموازنات ، و الضرورات تبيح المحظورات ، والترجيح بين المصالح والمفاسد ، وجعلت هذه المفاهيم مطية لتمييع الحد الفاصل بين الإسلام وغيره من الأديان الباطلة ، وبين الإيمان والكفر وبين الحلال والحرام ، وتجريم الجهاد في سبيل الله ، وتسمية الشهادة في المعركة مع العدو انتحارا ، والتمسك بالإسلام إرهابا ، والولاء له تطرفا ، ونحو ذلك .
وكان خط الدفاع الأول في مقاومة هذا المخطط الشامل ، هو مناهج التعليم والثقافة في المؤسسات التعليمية في بعض الدول العربية والإسلامية ، التي تولى إهتماما ما لتعليم القرآن وعلوم الشريعة ، والخط الثاني هو المؤسسات الخيرية الإسلامية ، ولهذا استغل حدث 11سبتمر في محاولة لتدمير هذين الخطين الدفاعيين ، وذلك لعمري خطر عظيم .

ولكن ما هو أخطر منه هو تلك الفئة التي تلعب ـ من داخل صفوفنا ـ دور الطابور الخامس ، لتمرير مخطط المسخ الثقافي الذي يدار في الخفاء لهذه الأمة ، وذلك بإلباسه لبوس الانفتاح الحضاري والتفاعل الثقافي ، والتقدم والعصرنة ، متخذين أسلوب التحريض واستعداء الأجنبي على أبناء جلدتهم ، غير عابئين بما يصيب الإسلام والمسلمين ، قد نصبوا للإسلام العداء ، لما في قلوبهم من الداء وتولوا الأعداء ، فلا أقلتهم أرض ، ولا أظلتهم سماء .

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 06/12/2006