صحيفة: امريكا وحلفاؤها يدخلون المليارات لمساعدة حكومة كرزاي والاثرياء يخرجون حقائب المال لحساباتهم في الخارج

 

لندن ـ 'القدس العربي' 25 فبراير 2010م : قالت صحيفة 'واشنطن بوست' في تقرير لها ان كميات كبيرة من الاوراق النقدية والاموال يتم نقلها بالرحلات الجوية خارج افغانستان واحيانا يتم الامر تحت سمع ونظر مسؤولي الجمارك الافغان.
وينظر لكميات المال على انها جزء من ترحيل الاموال النقدية في وقت يعبر فيه المسؤولون الامريكيون في كابول، العاصمة الافغانية عن قلقهم من مصدر هذه الاموال. وتقدر قيمة الاموال المنقولة بحوالي مليار دولار امريكي ويعتقد ان القسم الاكبر منها يذهب الى امارة دبي حيث تعيش فيها عائلات الاغنياء الافغان وفي بنوكها يودعون اموالهم.
وبحسب القوانين المعمول فيها في افغانستان فانه طالما كشف عن كمية المال المنقول في المطار فنقلها يعتبر قانونيا. ومحل اهتمام وقلق الامريكيين وحلفائهم انه في الوقت الذي تحاول فيه القوات الامريكية مواجهة طالبان في شرق افغانستان ومساعدة حكومة الرئيس الافغاني، حامد كرزاي الضعيفة وتهيئة الظروف لبناء مشاريع تنمية في هذه المناطق وتنفق قوات الحلفاء مليارات الدولارات يقوم الافغان انفسهم باخراج الاموال الى مناطق مختلفة من العالم مما استدعى عددا من المراقبين للتكهن ان مصدرها المساعدات الدولية فيما تحاول وكالة مكافحة المخدرات الامريكية البحث فيما ان كان جزء من هذا المال المتدفق للخارج مصدره تجارة الافيون الرائجة في افغانستان.
ويعتقد مسؤولون باكستانيون ان جزءا من المال المنقول عبر مطار كابول منقول برا من الاراضي الباكستانية. ويقول مسؤول امريكي ان الاموال تظهر بشكل سحري في المطار، ويقوم المسؤول بمراقبة تدفق المال لخارج افغانستان خاصة دبي حيث تسير ست رحلات يوميا من كابول الى دبي. ومع مراقبة السلطات الامريكية لتدفق المال خارج البلاد فهي تعمل على تشديد اجراءات دخول المال الى افغانستان الذي يعتقد انها تذهب لحركة طالبان والقاعدة مستفيدة من النظام المالي الفوضوي في افغانستان.
وعادة ما يعتمد الافغانيون التجار منهم والعاديون على نظام الحوالة الذي لا يحتاج الى اوراق او اجراءات معقدة في البنوك، مما يجعل من الصعوبة بمكان ملاحقة اثر تحرك المال. وعليه تقوم السلطات الافغانية بمساعدة من المستشارين الامريكيين من وزارة المالية بدراسة طرق لتشديد الاجراءات واصدار رخص ينظم عمل الحوالة. وحتى الان يتواصل خروج المال من افغانستان حيث يملأ المسافرون استمارات حول المال الخارج معهم وتظهر حركة شهرين من العام الماضي شاهدت الصحيفة وثائقها ان الافغان اخرجوا معهم الى دبي 180 مليون دولار وقياسا على هذا المستوى فانه يمكن حساب كمية المال المخرج خلال العام الماضي الى 875 مليون دولار. وفي اغلبية الحالات يشير المسافرون ان اموالهم تخرج معهم عن طريق نظام الحوالة التي توفرها وكالات صرافة مرتبطة وتتعاون مع مصارف في البلاد. وكانت الشرطة الافغانية قد داهمت مكاتب واحدة من شركات الصرافة المعروفة في العاصمة حيث اخذت اوراقا واشرطة من مكتبها ولكن الوكالة التي اغلقت ليوم واحد عادت للعمل في اليوم الثاني.
ويعتقد المراقبون ان المال الخارج من البلاد هو اقل مما هو موثق فهناك كميات من المال لا يكشف عنها المسافرون فقد القي القبض على صيني وهو يحمل 800 الف يورو لم يكشف عنها لسلطات الجمارك. ويعتقد المسؤولون الامريكيون ان الاموال يتم تحريكها ونقلها بسهولة مع المسؤولين المسافرين عبر قاعة الزوار المهمين حيث لا يتم تفتيش من يمر عبرها، فقد نقل دبلوماسي افغاني معه مليوني دولار. واصبح موضوع نقل الاموال في مركز الاهتمام عندما طلبت سلطة امنية من شركة امن بريطانية خاصة مراقبة الملفات التي يملأها المسافرون في المطار. ويرى مسؤولون افغان ان معظم المال الخارج يعود الى تجار افغان يحاولون تجنب التعقيدات الادارية ودفع الاجور ويرغبون باستخدام المال لشراء بضائع من دبي. وعادة ما يستخدم المسافرون الدولار واليورو واحيانا الريال السعودي. ويترافق الحديث عن تدفق المال خارج افغانستان في وقت بدأت فيه القوات الامريكية وقوات الناتو عملية 'مشترك' في منطقة هلمند التي اعترف وزير الدفاع الامريكي انها تتقدم ببطء بعد اكثر من اسبوعين من انطلاقها.
فيما ذكرت تقارير ان عدد قتلى الجيش الامريكي منذ الاحتلال الذي بدأ عام 2001 بعد الاطاحة بحركة طالبان يقترب من الالف. وهو رقم يثير المخاوف خاصة ان بعض الجنود قاتل في العراق ونجا حيث قتل اكثر من اربعة الاف جندي امريكي هناك. وبحسب احصائيات وزارة الدفاع الامريكية فقد وصل عدد الجنود القتلى يوم الثلاثاء الماضي الى 996 جنديا في العملية التي تطلق عليها القوات الامريكية 'الحرية الدائمة'. ويظل الرقم قليلا مقارنة مع 4366 جنديا امريكيا قتلوا في العراق وخلال فترة اقل بين 2003 ـ 2010. ويتوقع محللون عسكريون زيادة عدد قتلى الحرب في افغانستان مع تصعيد العمليات العسكرية وزيادة اعداد القوات الامريكية حيث جاء معظم الجنود الذين ارسلوا من ميدان الحرب في العراق.
وبحسب تحليل قامت به 'واشنطن بوست' فنسبة 30 بالمائة من الجنود الذين قتلوا في افغانستان منذ كانون الاول (ديسمبر) عملوا في الوحدات القتالية في العراق. وكان تخطي عدد القتلى الامريكيين في العراق الالف عام 2004 مدعاة للقلق والتحليلات والاهتمام الاعلامي مقارنة مع الوضع في افغانستان فلا احد اهتم به وغطاه الا من عائلات القتلى التي ايقنت ان ابناءها الذين ارسلوا لافغانستان لن يعودوا الا في الكفن. في ذلك الحين كان الرأي العام ضد العراق اما الان وقد صعد اوباما من حربه فالحرب اصبحت حقيقة ووضعا دائما كما يقول باحث

ــــــ

واشنطن بوست: قلق امريكي من تدفق ملايين الدولارات من أفغانستان إلى دبي

 

واشنطن ـ يو بي اي: قال مسؤولون امريكيون وأفغان إن أموالاً نقدية تقدّر بأكثر من مليار دولار سنوياً، تتدفق من أفغانستان إلى دبي بطريقة شرعية، ما يثير قلقاً من أن التمويلات التي تقدّمها امريكا وحلفاءها لدعم الحكومة الأفغانية يتم حرفها عن مسارها الصحيح، أو أن هذه الأموال هي ثمار تجارة الأفيون الأفغاني.
ونقلت صحيفة 'واشنطن بوست' الامريكية امس الخميس عن المسؤولين الامريكيين والأفغان أن أكثر من مليار دولار من الأموال النقدية ترسل سنوياً من أفغانستان معظمها إلى دبي، حيث أن كثيراً من الميسورين الأفغان يضعون عائلاتهم وأموالهم، لافتين إلى أن كل الأموال التي تخرج من مطار كابول، يصرّح عنها ويعتبر نقلها شرعيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثيراً من العملات تنقل من أفغانستان على مرأى ضباط الجمارك في مطار كابول، كجزء من النقود المنقولة التي تربك المسؤولين الامريكيين وتخلق قلقاً بشأن مصدر هذه الأموال. وذكرت ان مسؤولين في باكستان المجاورة يعتقدون بأن جزءاً على الأقل من الأموال التي تغادر كابول هرّبت من باكستان.
وقال مسؤول امريكي يراقب هذه المسألة 'كل هذه الأموال تظهر بصورة سحرية من أي مكان'. ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تسرّع جهودها لوقف تدفق الأموال بالاتجاه المعاكس أي إلى أفغانستان وباكستان لعدم دعم تنظيم 'القاعدة' وحركة 'طالبان'.
وأشارت إلى أن مسؤولين من وزارة المال الامريكية زاروا أفغانستان هذا الشهر لمناقشة مسألة تدفق الأموال وقضايا أخرى.
وذكرت 'واشنطن بوست' أن تتبّع مبادلات الأموال بات صعباً مع استخدام شركات نقل الأموال المنتشرة التي ترسل عبرها الأموال كـ'حوالة'، لافتة إلى أن البنك المركزي الأفغاني بدعم من مستشاري وزارة المال الامريكية يحاول الإمساك بهذه الشركات عن طريق إعطائها تراخيص لعملياتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأموال في الوقت الحالي مستمرّة في التدفق. وذكرت أن تصريحات نقل أموال في مطار كابول أظهرت ان المسافرين الأفغان أخذوا أكثر من 180 مليون دولار إلى دبي خلال شهري تموز(يوليو) وآب (أغسطس) الفائتين، وبالتالي وحسِب هذا المعدل على كامل السنة فإن المبالغ النقدية التي نقلها الأفغان إلى الخارج في العام 2009 تخطت بشكل كبير ما تجبيه البلاد من الضرائب السنوية والإيرادات الأخرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين وأفغان رفضوا الكشف عن هويّتهم قولهم أن الجهود قائمة لمعرفة كمية الأموال التي تغادر أفغانستان ولم تقبل بعدم تعاون من دبي. وقال أحد المسؤولين الامريكيين إن المشاكل المالية التي تعاني منها دبي، جعلتها تواقة للأموال النقدية الخارجية، 'ويبدو أنهم لا يهتمون من أين تأتي'. وأشارت الصحيفة إلى ان السلطات في دبي رفضت التعليق على المسألة.


التاريخ: 01/03/2010