الأبعاد الصهيونية في انقلاب السيسي!!

 

رغم حلول يوم السبت المقدس لدى اليهود؛ فإن نتنياهو لم يكف عن مواصلة اتصالاته مع القادة الأوروبيين في محاولة لثنيهم عن اتخاذ أي خطوات تصعيدية ضد انقلاب السيسي.

 

 

كما أعرب معلق الشؤون العربية في الإذاعة العبرية عن شعوره بالذهول يوم جمعة الغضب الثانية 16 أغسطس لرؤية المسيرات الضخمة في القاهرة والمحافظات، ملمحا إلى فشل رهانات نتنياهو على انقلاب السيسي، كما أن الساسة الهصاينة المخضرمون لا يفتئون يحذرون من أن دعم نتنياهو اللامحدود لانقلاب السيسي سيضر بـ "اسرائيل" في حال فشل انقلابه، أما نتنياهو الذي يعتبرونه أرعنًا فيتجاهل النصيحة.

 

 

ولعل حماس الجنرالات الصهاينة المعلن تجاه انقلاب السيسي مرده إلى إدراكهم إن هذا الانقلاب يضعف الجيش المصري،  فالجنرال رؤفين بيدهتسورن قائد أركان سلاح الجو الصهيوني، يقول: حتى في أكثر الأحلام وردية لم يكن لإسرائيل ان تتوقع حدوث هذه النتيجة، فاندفاع الجيش المصري نحو السياسة على هذا النحو غير المسبوق يعني عدم إحداث أي تغيير على موازين القوى مع العرب لفترة طويلة.

 

 

احفتاؤهم بمجازر السيسي

 

ذكر الأكاديمي الفلسطيني المتخصص في الدراسات العبرية صالح النعامي أن رموز الكيان الصهيوني باتوا يحتفون بمجازر السيسي كمبرر لقتل العرب والفلسطينيين، وقال إن الوزير الصهيوني نفتلي بنت يتخذ من مذابح السيسي مبرراً لمهاجمة الذين انتقدوه بعد قتل الكثير من العرب على مدار حياته.

 

 

ونقل الأكاديمي الفلسطيني أن المعلق الصهيوني دان مرغليت، قال تعليقاً على مذابح السيسي: إن كان جيش عربي يقتل شعبه على هذا النحو، فلماذا ينتقدونا لقتل الفلسطينيين دفاعاً عن أنفسنا، مشيرا إلى قول النائبة الصهيونية تسفي حوتبلي تمازح وزير الحرب موشي يعلون: لو كنت مكانك لدعوت السيسي لإعطاء المؤسسة الأمنية دورات في مجال مكافحة الإرهاب.

 

التعاون الأمني على أوسع نطاق

 

رصد الدكتور النعامي أن الانقلابيين يطلعون الصهاينة على مخططاتهم لقمع المصريين الرافضين للانقلاب العسكري، وقال إن المعلق العسكري بالقناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن ديفيد نقل عن قادة جيش الاحتلال قولهم إن قادة الانقلاب في مصر أبلغوهم بأنه سيتم قريبا الإعلان عن جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة ارهابية، مشيرا إلى أن الانقلابيين طمأنوا جيش الاحتلال الصهيوني على أنه لا رجعة عن قمع الاخوان حتى النهاية.

 

 

وفي النفس البرنامج الذي قدمه بن دفيد، تحدث الجنرال كابلينسكي وأثني على ما وصفه بـ "شجاعة" السيسي، وهاجم الغرب لعدم تأييده الانقلاب بدون تحفظ.

 

ضالعون في التخطيط لمجازر السيسي

 

تورط الكيان الصهيوني في توفير بيئة دولية ساعدت عبد الفتاح السيسي على ارتكاب مجازره ضد الشعب المصري، ففي مقال نشره يوسي ميلمان، معلق الشؤون الإستراتيجية بصحيفة "جيرزاليم بوست" من أن دعوة تل أبيب إلى مساعدة قادة الجيش المصري عبر ممارسة تحرك دبلوماسي صامت في كل من واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، بهدف إقناع حكومات هذه العواصم بعدم المسارعة في المبالغة في التنديد بنتائج قيام الجيش المصري بإخلاء الميادين من متظاهري الإخوان المسلمين في القاهرة وفي مدن أخرى.

 

 

وكشف ميلمان، أنه منذ قيام الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي، تعمل إسرائيل سراً وبالاستعانة بأصدقائها وتوظف جهود دبلوماسية ومصادر تأثير أخرى حتى لا تقدم الحكومات الغربية وتحديداً الولايات المتحدة على التنديد باستخدام الجيش المصري القوة ضد الإخوان المسلمين، وحرصت إسرائيل على إقناع الدول الغربية على عدم وصف ما يجري في مصر بـ " المذبحة ".

 

 

وأضاف أن: إسرائيل تخشى من إضعاف مكانة حكم وسلطة قيادة العسكر في مصر بسبب التنديد العالمي، على اعتبار أن هذا قد يعزز من معنويات الإخوان المسلمين ويدفعهم لمواصلة النضال حتى النهاية ويضفي المزيد من التطرف على موقفهم الرافض لحل سياسي للأزمة.

 

 

وتعتبر تل أبيب أن اتفاقية السلام مع مصر سوف تنهار حال حدوث أمرين: أولهما سقوط الحكم العسكري، ثانيهما: تدهور الأوضاع في مصر إلى حرب أهلية.

 

 

وشدد كاتب المقال على أن آخر ما يحتاجه الجنرال السيسي هو أن يتم اتهامه بالتعاون مع إسرائيل، كما حدث مؤخراً بعد العدوان الصهيوني على سيناء، حيث اتهم بالتآمر.

 

 

حلقة الوصل

 

حلقة الوصل الرئيسة بين تل ألبيب وعسكر مصر هو نائب الكنيسيت عن حزب كاديما المدعو يسرائيل حسون، أحد القادة السابقين في جهاز الاستخبارات الصهيونية "الشاباك"، وهو ذات الشخص الذي اشتهر خلال ثمانينيات القرن الماضي بابتكار أساليب التعذيب الأكثر وحشية التي مارستها المخابرات مع الأسرى الفلسطينيين.

 

 

الانقلاب واحتراق الربيع العربي

 

يدرك الصهاينة جيدا النهايات الكارثية لانقلاب السيسي ومجازره وتأثيراتها المستقبلية على الربيع العربي الذي تعثر في سوريا وفي مصر كذلك.

 

 

وهذه شهادة يحزكيل درور، الملقب بأبي الفكر الاستراتيجي الصهيوني، والتي أوردها الدكتور النعامي: " إن أهمية الانقلاب الذي قام به الجنرال السيسي لا تكمن في إقصاء جماعة متطرفة مثل جماعة الاخوان المسلمين فحسب، بل لأنها خطوة تمثل آخر مسمار في نعش عملية التحول الديموقراطي التي بدأت بتفجر ثورات التحول الديموقراطي، وهذا تحول عظيم بالنسبة لنا، لأن التحول الديموقراطي هو أحد المتطلبات الرئيسة لتحقيق نهضة عربية تغير موازين القوى القائمة لغير صالحنا"

 

 

الإخوان يهددون أمن إسرائيل

 

فجر مركز بيجن للدراسات الإستراتيجية، التابع لجامعة بار إيلان الصهيونية مفاجأة مدوية بعد إصداره دراسة لا تنقصها الصراحة بعنوان: "الإخوان المسلمون والتحديات التي تواجه السلام بين مصر وإسرائيل".

 

 

وأكدت الدراسة التي أعدها المستشرق ليعاد بورات أن "الإخوان المسلمين" يشكلون التهديد الأكبر على أمن إسرائيل من بين كل الجماعات السياسية والأيدلوجية في العالمين العربي والإسلامي لأسباب سبعة.

 

1- لدى الإخوان مشروع فكري مناهض للسياسات الأمريكية الصهيونية.

 

2- تأييد الصراع المسلح ضد إسرائيل والوقوف الى جانب المقاومة الفلسطينية، مع تركيز على دور الرئيس مرسي خلال حرب " عمود السحاب "، الذي مثل في نظر الباحث – نقطة تحول إستراتيجية في العلاقة مع مصر.

 

3- توفير الغطاء السياسي لحركات المقاومة، وتحديدا حركة حماس.

 

4- تجنيد تراث وإرث الماضي في تبرير وتسويغ التحريض على شن حروب على إسرائيل، والدفاع عن خطف الجنود.

 

5- دورهم في دفع قضية القدس والمسجد الأقصى والتشديد على مركزيتهما، مما يعقد فرص التوصل لتسوية سياسية للصراع.

 

6- مقاومة التطبيع ضد إسرائيل.

 

7- الحرص على توفير الظروف التي تسمح مستقبلاً بالغاء اتفاقية " كامب ديفيد ".

منقول من شبكة رصد


التاريخ: 18/08/2013