الخطة الأمريكية للإطاحة بحماس بالتعاون مع دحلان

 

المركز الفلسطيني للإعلام 4 مارس 2008: إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش متورطة في "حرب قذرة كمحاولة لتأمين دكتاتوريةٍ فاسدة يقودها (رئيس السلطة محمود) عباس حتى النصر"؛ هذا ما كشف عنه مسؤول مستقيل من أركان مستشاري البيت الأبيض في واشنطن ليفجر فضيحة "غزة جيت" التي تكشف عن تورط بوش وإدارته في محاولة إشعال حرب أهلية أحبطتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ما سبق أن قالته حركة "حماس" عن قيامها بالدفاع عن نفسها في مواجهة مخطط إجرامي دموي تعرضت له من قبل فريق كان يقوده ما يعرف بقائد التيار الانقلابي في حركة فتح محمد دحلان المدعوم من جهات صهيونية وأمريكية كشف عنه وأكده بالوثاق تحقيق مثير أعده الصحفي الأمريكي ديفيد روز ونشرته مجلة (فانيتي فيير)، في الثالث من الشهر الجاري باسم "قنبلة غزة".

مخطط إشعال الحرب الأهلية

وأكدت مجلة "فانيتي فيير" الأمريكية أنها حصلت على وثائق سرية مؤكدة من مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين فلسطينيين تكشفت النقاب عن خطة سرية مصدقة من الرئيس الأمريكي جورج بوش شخصياً سعت لتنفيذها وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس" ومستشار الأمن القومي "إليوت أبرامز" بهدف إشعال حرب أهلية فلسطينية من خلال تعزيز قوات من حركة فتح بقيادة "محمد دحلان" بالأسلحة بوصاية أمريكية للقضاء على "حماس" المنتخبين بشكل ديمقراطي.

ولم يكن ما كشفه التحقيق الذي نشرته المجلة ودعمه بالوثائق والشهادات من أبطال المخطط الإجرامي مجرد قنبلة، بل قنابل حقيقية تظهر حجم المؤامرة التي تعرضت لها تجربة حركة حماس كقوة فلسطينية فازت بالأغلبية في انتخابات شهد الجميع بنزاهتها بهدف إجهاضها والانقلاب عليها، ولكنها جاءت على غير هوى أو توقع إدارة بوش.

واعتبرت المجلة أن الإدارة الأمريكية دعمت مقاتلي "فتح" وحجمت قوة أعدائها، "الأمر الذي حرض "حماس" على أن تحكم سيطرتها على غزة".

حقائق تتكشف

وبرأي المراقبين؛ فإن ما قالته "حماس" وكشفت المجلة عن خفايا الحسم العسكري في قطاع غزة لا يزال أقل بكثير مما هو غير معروف وتكشفه الوثائق يوماً بعد يوم، وهو في المجمل يؤكد أنه كان جزءاً من مخطط عام، اشترك فيه محسوبين على الشعب الفلسطينية مع الخارج الأمريكي لتنسيق حرب أهليّة تسوّغ لرئيس السلطة محمود عباس حل الحكومة التي شكلتها حركة "حماس" وإعلان حال الطوارئ في أراضي السلطة.

واستندت المجلة بشكل كبير في الكشف عن تفاصيل الخطة على التصريحات الخاصة التي أدلى بها "دايفد وورمسير" والذي استقال من منصبه كمستشار لنائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" لشؤون الشرق الأوسط بعد أحداث غزة، لـ "دايفد روز" محرر المجلة الذي تنقّل بين غزة ورام الله وتل الربيع (تل أبيب) والقاهرة وواشنطن، حاصلاً على وثائق مهمة واعترافات، أبرزها من دحلان نفسه، عن دوره في إشعال فتيل الحرب الداخلية تحت مسمّى "الدفاع عن النفس".

شهادة بصدق "حماس"

ويقر (وورمسير) الذي استقال بعد فشل الخطة بأن حركة "حماس" لم تكن لديها نية للاستيلاء على غزة إلى أن أجبرتها فتح على ذلك.

وقال: "يبدوا لي أن ما حصل لم يكن انقلاباً من "حماس" وإنما محاولةٌ انقلابية من فتح مستبقةٌ قبل أن تتوفر إمكانية حدوثه"، مؤكداً أن إدارة بوش (التي كان جزءً منها) متورطة في "حرب قذرة كمحاولة لتأمين دكتاتوريةٍ فاسدة يقودها عباس حتى النصر".

ما دفع وورمسير للكشف عن المخطط الإجرامي الذي تورطت فيه إدارته جاء بسبب أنه "مستثارٌ من السياسة الديمقراطية لإدارة بوش". وقال لذات المجلة: "هنالك تناقضٌ مذهل بين دعوات الرئيس (بوش) للديمقراطية في الشرق الأوسط وسياسته هذه"، واستطرد قائلاً: "إنها تعارضها بشكلٍ مباشر".

الرهان الخاسر على النمر الكرتوني

وكشف الصحفي الأمريكي روز أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أبلغوه بأن هناك من نصح بالإسراع بتعيين "رجل قوي" عوضاً عن حل المشاكل مباشرة وهو الأمر الذي أدى إلى الأخطاء التي حدثت في غزة، في إشارة إلى محمد دحلان الذي كانت تسميه بعض وسائل الإعلام الرجل القوي في غزة، فيما كان مشهوراً بين الفلسطينيين كزعيم للتيار الخياني في حركة "فتح".

وبعد أن فشلت الخطة وخسر الرهان على دحلان بعد أن ثبت أنه لم يكن أكثر من نمر من ورق؛ تبادل المسؤولون الأمريكيون الاتهامات عن جدوى الاعتماد على وكلاء مثل (دحلان).

وحسب المجلة؛ فقد لام جون بولتون السفير السابق بالأمم المتحدة المعروف بتطرفه رايس. وقال للمجلة "ما حدث فشل مؤسساتي، وفشل في الإستراتيجية"، متهماً رايس أنها "كآخرين في الأيام الأخيرة من هذه التظاهرة، تبحث عن ميراث".

صدمة فوز "حماس" وبداية المخطط

وأقر بولتون أنهم بعد فشلهم في وقف الانتخابات، حاولوا تجنب النتائج من خلال (دايتون) " –الجنرال (كيث دايتون) المنسق الأمني الأمريكي للفلسطينيين والذي توصل إلى اتفاقية سرية مع (دحلان) لتعزيز قوة (فتح)".

وبحسب التحقيق؛ فإن الإدارة الأمريكية التي فوجئت بفوز "حماس" في الانتخابات التي فرضها بوش رغم رفض فتح لها بدأت العمل لإطاحة حكم الحركة بعد فوزها مباشرة بالتعاون مع دحلان وآخرين من قيادات "فتحاوية".

دور عباس

وإن كانت المجلة لم تشر مباشرة إلى ضلوع عباس بالتخطيط، إلا أن سياق الأحداث التي يوردها الصحفي روز في تحقيقه تؤكّد أنه كان على اطّلاع بالخطة ومجرياتها، رغم أن تنفيذها كان موكلاً إلى دحلان، الذي عيّنه عباس مستشاراً للأمن القومي ليكون له اليد الطولى في السيطرة على الأجهزة الأمنية في إطار ما تقتضيه الخطّة.

شروط الرباعية .. الخطوة الأولى

الخطوة الأولى في الخطة الأمريكية كانت الشروط التي فرضتها "الرباعية الدولية" للاعتراف بحكم

"حماس"، وهي الاعتراف بالكيان الصهيوني، ونبذ "العنف" (المقاومة)، والاعتراف بالاتفاقات السابقة والموقّعة. ورفض الحركة للشروط أدّى إلى قطع المساعدات الدولية عن السلطة الفلسطينية.

ويشير التحقيق إلى أن عبّاس كان توّاقاً إلى استعادة التدفق المالي وقدرته على الرعاية ولكنه لم يكن قادراً على ذلك من دون مساعدة الولايات المتحدة التي طالبته بالثمن الذي استجاب له في النهاية.

رايس توبخ عباس

ويورد التقرير ما دار في اجتماع بين عباس ورايس في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006 في مقر المقاطعة. وينقل عن شهود خلال الاجتماع قولهم إن نبرة وزيرة الخارجية كانت حادة وهي تقول لعباس إن "عملية عزل حماس لا تؤتي نتيجة".

وأبلغته أن واشنطن تتوقع منه "حل حكومة إسماعيل هنية في أقرب وقت ممكن وإجراء انتخابات جديدة".

وتنقل المجلة عن مسؤولين فلسطينيين قولهم، إنه خلال الاجتماع، الذي تمّ في شهر رمضان، وافق عباس على القيام بذلك في غضون أسبوعين. لكن بعد جلوسه إلى رايس إلى مأدبة الإفطار، طلب عباس من الوزيرة الأمريكية مهلة أسبوعين إضافيين. وبعد مغادرتها الاجتماع قالت رايس لمرافقيها، بحسب المجلة، "هذا الإفطار اللعين كلّفنا أسبوعين إضافيين من حكم حماس".

وفي تلك الفترة مهد عدد من مستشاري عباس المعروفين بارتباطهم بالإدارة الأمريكية بتسريب نبأ نية عباس إقالة حكومة هنية وهو الأمر الذي نفاه عباس بعد أن عجز عن ذلك في البداية.

مذكرة أخذ المواقع

وكشف روز عن ثلاث مذكرات سرية تصف الخطة، أولاها مذكرة "أخذ المواقع" والتي أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية لـ "جايك والاس" القنصل الأمريكي العام في القدس.

فقد قابل والاس رئيس السلطة محمود عباس في رام الله في 2006 مخلفاً وراءه مخطوطة تطالب فيها عباس أن يحل الحكومة التي شكلتها حركة حماس بعد فوزها في حال لم تعترف بـ (الكيان الصهيوني)، معطيةً إياه (عباس) وعداً من الولايات المتحدة بإرجاع تدفق الأموال إليه في حال نفذ الطلب.

رسالة أم أوامر وتعليمات!

وبدا ما تكشف عنه الرسالة التي وصلت عباس أنها أوامر صارمة وتعليمات من سيد إلى عبد لديه وليس مخاطبات بين إدارة ورئيس!.

 وتقول المخطوطة: "نعتقد أن الأوان قد حان لأن تتحرك بسرعة وبشكل حاسم إن لم توافق حماس بالوقت المحدد فعليك أن تعلن حالة الطوارئ وتشكل حكومة طوارئ تلتزم بهذا البرنامج بشكل واضح .. إذا تصرفت ضمن هذه الخطوط سندعمك على الصعيدين المادي والسياسي وسنقف إلى جانبك خير داعمين".

وقد أكد القنصل الأمريكي في رام الله جاكي والاس هذا الأمر، كاشفاً عن أنه مع اقتراب نهاية مهلة الشهر، ذهب إلى عباس حاملاً ما يمكن تسميته "إنذاراً بضرورة اتخاذ قرار إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة طوارئ إذا لم توافق حماس على مطالب الرباعية".

ولدى مغادرته مكتب عباس، بقيت على الطاولة الورقة التي تتضمن نقاط الإنذار الذي كانت الخارجية الأمريكية قد أملتها عليه.

مذكرة "الخطة ب"

"الخطة ب" كانت تقوم، حسب المجلة، على ضرورة إيجاد وسائل لصنع "مرحلة نهائية" بنهاية العام 2007 لمساعدة عباس بإضعاف حكومة حماس وبضرورة منحه كافة الوسائل لتعزيز قواته، وذلك بتخطيط من الخارجية الأمريكية، وهذا ما تم الكشف عنه في وثيقة "الخطة ب".

وكان التركيز في الخطة الجديدة على محمد دحلان، الذي قال للمجلة "إنه حاول، منذ فوز حماس في الانتخابات، أن يوهمها بأنه لا يزال لدى فتح وأجهزتها الأمنية القدرة والقوة لمواجهتهم"، وخصوصاً أن لدى الأجهزة الأمنية أكثر من 70 ألف عنصر أمني، في وقت لا يتوفر فيه لدى "حماس" أكثر من 12 ألف نصفهم من "القوة التنفيذية" في حينه.

حرب دحلان "الذكية" .. التعذيب والخطف مخطط مدروس

وفي إطار هذه الخطة البديلة، شن دحلان "حرباً ذكية للغاية" لأشهر تم في خلالها استخدام "تكتيك الاختطاف وتعذيب عناصر حماس والقوة التنفيذية". ويقر دحلان بهذه الحرب باعتبارها "دفاعاً عن النفس".

الصحفي روز قابل أعضاء من "حماس" في غزة والذين وصفوا تعرضهم للتعذيب على أيدي قوات (دحلان) في خريف عام 2006 في الفترة التي كان مدعوماً فيها بشكل جيد من قبل إدارة "بوش".

ضحايا التعذيب

محنة أحد الضحايا "مازن أسعد أبو دان" تم تصويرها واحتوائها في اسطوانة أمسكتها "حماس" بعد أن أحكمت سيطرتها على "غزة" في يونيو 2007. ويظهر الشريط تعرضه للضرب بعصاً حديدية بعد عملية حرقه من الفخذين.

ضحيةٌ أخرى يروي ما حدث من تحمله لحروق من الدرجة الثالثة عند قيام معذبيه من "فتح" بإحماء قضيبٍ حديدي على غاز البروبان ومن ثم إحراق جذعه وفخذيه.

ونقلت المجلة عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قولهم إن مساعد رايس لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش، لم يكن يأبه لحركة "فتح" بقدر ما كان يريد النتائج و"كان يدعم أي ابن (..) ممكن أن يؤدي المهمة. ودحلان كان أفضل ابن (..) نعرفه، كان رجلنا".

خطة عمل للرئاسة الفلسطينية

وفيما كانت حركة حماس توقع مع رئيس السلطة محمد عباس اتفاق مكة في مكة ويشكل الجانبان أول حكومة وحدة وطنية؛ كان عباس يتحرك ضمن خطة عمل رسمته له الإدارة الأمريكية للقضاء على حماس وإضعافها وإسقاطها عن شرعيتها.

وتؤكد المجلة: "كانت هذه مبادرة قد أن بدأت، كما ذكرت مصادر في الخارجية الأمريكية في آذار (مارس) 2007 مخطوطات متتالية كانت آخرها تبدوا وكأنها مصورة من قبل السلطة الفلسطينية واضعةً خطةً تقتضي إقامة عباس حكومة وحدة وطنية من جانبه فقط، معتمداً على اتفاق أمني بين (ما كان يعرف بـ ) رجل فتح القوي "دحلان" و"الجنرال دايتون" لتعزيز قوة "فتح".

وما كانت تقوله "حماس" باستمرار عن برامج التدريب والتمويل وكان دحلان وحركة "فتح" تنفيه باستمرار كشفت عنه المجلة الأمريكية من واقع الوثائق من داخل الإدارة الأمريكية.

"كونترا ـ2"

وحسب المجلة؛ فقد بدأت الولايات المتحدة في تلك الفترة في وضع خطة سرية أطلقت عليها تسمية "كونترا ـ2" أوكل تنفيذها إلى رايس وإبرامز، وتستهدف تدريب خمسة عشر ألفاً من مقاتلي فتح ودعمهم بالسلاح والمال تحت إشراف محمد دحلان بالتنسيق مع الجنرال كيث دايتون، المنسق الأمريكي الخاص لإصلاح أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، والذي التقى دحلان في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 في أول سلسلة محادثات مطوّلة في القدس المحتلة ورام الله بحضور مساعديهما.

مداولات دايتون – دحلان

وقد وضع دايتون، بحسب المجلة، جدول أعمال قوي جداً. وقال لدحلان "لا بد من إصلاح أجهزة الأمن الفلسطينية، ولكن نحتاج أيضاً إلى بناء قواتك للتصدي لحماس".

وقد رد دحلان بأنه "يمكن هزيمة حماس على المدى الطويل بوسائل سياسية، ولكني إذا قمت بمجابهتهم فإنني أحتاج إلى موارد جوهرية، وليس لدينا القدرة على ذلك حالياً".

وقد اتفق الاثنان على العمل بشأن خطة أمنية فلسطينية جديدة تتضمن تولي دحلان مسؤولية الإشراف على كل الأجهزة الأمنية من موقعه الجديد مستشاراً لرئيس السلطة للأمن القومي وأن تقوم الولايات المتحدة بتزويد الأجهزة الأمنية بالأسلحة والتدريب. واقترح دايتون حل جهاز الأمن الوقائي المتهم بعمليات تعذيب وخطف، غير أن دحلان رفض ذلك بدعوى أن جهاز الأمن الوقائي "هو الجهاز الوحيد الذي يحمي فتح والسلطة في غزة".

تدفق الأموال وعلى حساب أربع دول عربية!

وبحسب الخطة؛ كان من المقرر أن تعطي الولايات المتحدة 86.4 مليون دولار إلى أجهزة الأمن الفلسطينية، لكن مع تعثر تمرير المبلغ عبر الكونغرس، لجأت الولايات المتحدة إلى مصدر تمويل آخر هو الدول العربية، ومن هنا أخذت الخطة اسم "إيران - كونترا 2"، إذ إنها كانت شبيهة بفضيحة بيع الأسلحة لإيران في مقابل دعم المتمردين ضد نظام حكم الساندينستا في نيكاراغوا.

واستناداً إلى المجلة؛ فإن الدول العربية الأربع التي اعتمد عليها هي: السعودية ومصر والأردن والإمارات. وقد اجتمعت رايس مع وزراء خارجيتها، الذين وافقوا على تولي التدريب والدعم المالي.

وقد جمع بالفعل مبلغ ثلاثين مليون دولار كما رصدت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار للدعم خلال خمس سنوات، وقد تبع ذلك نقل كميات من الأسلحة في شاحنات من مصر والأردن إلى مقاتلي "فتح" في غزة.

تعزيز القوات وتوفير السلاح والتدريب

كما دعت الخطة إلى تعزيز قوات فتح الأمنية بـ 15 ألف عنصر وإضافة 4700 عنصر مدرب تدريباً عالياً تضمهم سبع كتائب جديدة، وهو ما كان دحلان باشر بتنفيذه عبر ما سمي حينها "القوة التنفيذية" التابعة لحركة فتح وهم العناصر المدربة في الأجهزة الأمنية وجمعهم في كتائب بقيادة موحدة مع توفير دورات تدريب في الأردن ومصر وتزويدها بالأسلحة للقيام بمهماتها الأمنية، حيث سافر المئات إن م يكن الآلاف منهم بالفعل. وتقول الخطة إن الأموال التي تحتاجها تبلغ 1.27 مليار دولار لخمس سنوات.

وتؤكد المجلة أن دايتون وفريق المؤامرة قد أخطأوا الرهان على دحلان وأجهزة أمن عباس حيث أثبتت الوقائع أن "حماس" هي الأقوى في غزة، وأن القوات التي كانت تتحضر للانقضاض عليها تساقطت مع مواقعها واحداً تلو الآخر "كأحجار الدومينو".

ويتقاطع ما كشفته المجلة الأمريكية من واقع وثائق البيت الأبيض مع ما أقر به حكم بلعاوي القيادي في "فتح" في إطار مساجلاته مع أبو علي شاهين وتحدث عنه تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها حركة فتح في الأحداث لتبقى هذه الوقائع والحقائق المذهلة شهادة للتاريخ برسم كل القوى والأطراف التي توجهت بسهامها على "حماس" واتهمتها بكل قبيح فيما هي تصمت صمت القبور على كل هذه الوقائع الإجرامية

****

المركز الفلسطيني للإعلام : أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن التقرير المدعم بالوثائق، الذي نشرته مجلة "فانيتي فير" الأمريكية، وكشفت فيه عن وجود خطة أمريكية استهدفت إشعال حرب أهلية فلسطينية، "تعتبر شهادة إضافية على براءة الحركة من أحداث حزيران (يونيو)، وأنها كانت في حالة دفاع عن النفس في مواجهة الانقلاب عليها".

وقال الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة "حماس" في تصريح خاص أدلى به لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن التقرير الذي نشرته المجلة الأمريكية يتمتع بمصداقية عالية لأنه استند إلى وثائق، كما أنه يتفق تماماً مع تصريحات قيادات "فتح" التي صدرت مؤخراً مثل تصريحات حكم بلعاوي أثناء سجاله الإعلامي مع أبو علي شاهين.

وأضاف: "الأهم من ذلك أن رايس (وزيرة الخارجية الأمريكية) حينما سئلت عن الوثيقة في القاهرة فإنها لم تنف صحتها وحاولت تبرير ما ورد فيها، مما يعني اعترافاً ضمنياً بكل ما جاء فيها من وقائع وحقائق".

وأكد أبو زهري أن هذه الحقائق "تأكيد على رواية حماس حول أحداث يونيو (حزيران) الماضي في غزة وتعتبر شهادة إضافية على براءة حركة حماس من هذه الأحداث، خاصة أن هناك شهادات لمسؤولين أمريكيين كما ورد في التقرير يؤكدون أن حماس كانت في حالة دفاع عن النفس وأنها واجهت الانقلاب عليها.

وقال: "تؤكد هذه المقالة التي يمكن أن نطلق عليها فضيحة "غزة جيت" على تورط ومسؤولية الإدارة الأمريكية في تفجير صراعات في يونيو (حزيران) الماضي بهدف إسقاط حركة "حماس" وهو ما يؤكد أننا أمام نظام ديكتاتوري لا يؤمن بالديمقراطية بل يحاربها ويريدها وفق مقاساته الخاصة".

وشدد على أن هذه الوثيقة "تمثل إدانة لحركة فتح التي كانت بمثابة أداة لتنفيذ هذا المخطط الأمريكي الدموي ضد حركة حماس والشعب الفلسطيني".

واعتبر المتحدث باسم "حماس" أنه وبموجب هذه الوثيقة عالية المصداقية "لم يعد بإمكان رئيس السلطة محمود عباس اتهام حركة حماس بالانقلاب، ومطالبته بشروطه المعهودة؛ لأن هذه الوثيقة تؤكد أنه الذي انقلب على حماس وليس العكس".

ودعا أبو زهري كل الأطراف، خاصة الشعوب العربية والإسلامية، لقراءة هذه الوثيقة الهامة جيداً لما تتضمنه من معلومات خطيرة تعكس التورط الأمريكي وقيادات حركة "فتح" في محاربة المقاومة وعلى رأسها حركة "حماس".


التاريخ: 06/03/2008