في دعوى قضائية جديدة تكشف اسرارا خطيرة: مؤسس شركة 'بلاكووتر' ادى مهمته في العراق من منظور صليبي وجنوده اعتبروا قتل المدنيين 'نوعا من الرياضة' واغتصبوا الاطفال

 

منظمة صليبية عاثت في العراق فسـادا

لندن ـ 'القدس العربي' 7/8/2009م : في دعوى قضائية ضد مؤسس شركة بلاكووتر للخدمات الامنية التي خسرت عقودا بملايين الدولارات للعمل في العراق عام 2008 بعد اتهام موظفيها بقتل مدنيين عراقيين، اقسم عاملان سابقان ان مديرها اريك برنس تعامل مع مهمته الامنية في العراق عبر رؤيته المسيحية وانه يقوم بمهمة صليبية لابادة المسلمين والدين الاسلامي من على ظهر البسيطة وان شركته قامت بتشجيع وتثمين من يقوم من افرادها بقتل وتدمير حياة العراقيين.
وتمثل هذه جزءا من سلسلة اتهامات تشمل الاغتيال وتهريب الاسلحة والقتل المبيت للمدنيين.
كما ان الاتهامات تشمل مزاعم من ان برينس اما اغتال او قتل عمالا سابقين له تعاونوا مع السلطات الفدرالية التي تحقق في نشاطات الشركة التي كانت من اهم شركات الامن التي حصلت على تعهدات من الحكومة الامريكية، وزارة الخارجية والدفاع الامريكيتين حيث كانت تقوم بمهام حراسة القوافل والدبلوماسيين الامريكيين.
وتم تقديم الاتهامات التي اقسم عليها موظفان سابقان وردا في العريضة التي قدمت ليلة الاثنين لمحكمة في فرجينيا واشير اليهما باسماء مستعارة وهما جون دوي ـ رقم 1 وجون دوي ـ رقم 2 وذلك خشية تعرض حياتهما للخطر بسبب الكشف عن نشاطات الشركة. وتشير عريضة الاتهامات من ان مؤسس الشركة ومديريها قاموا بالتخلص من وتدمير الوثائق التي تدينهم من مثل اشرطة فيديو، مراسلات الكترونية ووثائق خطية وانهم قاموا باخفاء تصرفاتهم الاجرامية عن وزارة الخارجية الامريكية.
وفي شهادة مشفوعة بالقسم للموظف رقم 2 قال فيها انه حصل على معلومات من زملائه السابقين وجاء فيها 'يبدو ان السيد برنس وموظفيه قاموا بقتل واحد او عدد من العمال السابقين الذين تعاونوا مع السلطات الفدرالية او كانوا يخططون لتزويدها بمعلومات حول نشاطات الشركة الاجرامية'.
وتشكل العريضة المشفوعة بالقسم جزءا من وثائق قدمها محامون يرافعون عن 60 عراقيا يقاضون الشركة بهذه الاعمال الاجرامية امام المحكمة. وترفض الشركة الاتهامات الموجهة ضدها ولم يتم توجيه اية اتهامات الى مؤسسها برنس. وفي بيان بثته شبكة سي ان ان الامريكية اكدت فيه الشركة انها مستعدة للدفاع عن نفسها امام الاتهامات غير الموثقة والمضرة بسمعتها والتي جاءت في العريضة القضائية. وقال البيان ان الدعوى اختارت قذف برنس بدلا من تقديم ادلة قانونية او حقائق يمكن الاستناد اليها في المحكمة وعلى اساس القانون. واضاف البيان ان الشركة تشك في كل الاحكام التي تستند على اقاويل لاشخاص لا تعرف هويتهم. وكان خمسة من حراس الشركة قد ادينوا امام محكمة امريكية بتهمة القتل غير العمد وينتظرون صدور احكام ضدهم بعد ادانتهم بقتل 17 مدنيا عراقيا في ايلول (سبتمبر) 2007 في هجوم بالعاصمة العراقية بغداد اضافة لستة اعترفوا بجرمهم.
وتقول شهادة رقم ـ 2 ان السيد برنس ارسل عن عمد رجالا يشاركونه في الرأي والفكر حول سيادة المسيحية ويعرفون ويستفيدون من كل فرصة لقتل العراقيين. واشارت الى ان الكثير من هؤلاء العاملين كانوا عادة ما يستخدمون شارات مأخوذة من فرسان المعبد 'تيمبلر' الذين قاتلوا في الحروب الصليبية. وتقول الشهادة ان موظفي الشركة استخدموا عن قصد وبشكل دائم المصطلحات العنصرية والمشينة.
وفي وثيقة اخرى مكونة من 72 صفحة اشارت الى ان موظفي الشركة عادة ما اظهروا عقلية القتل وتناولوا الحبوب المنشطة مثل ستيرويد ومارسوا الجنس مع الاولاد المشردين. وتتهم العريضة السيد برنس بتهريب الاسلحة وبشكل غير قانوني الى العراق مستخدما في ذلك طائرته الشخصية او مخبأة في اكياس مكتوب عليها اغذية للكلاب.
كما يتهم بالسماح لعماله باستخدام قنابل غير قانونية من اجل ' تحقيق اكبر قدر من الدمار على العراقيين'، كما يتهم بمحاولات الامتناع وتجنب دفع الضرائب. ويقول الشاهد الذي عمل سابقا في وحدة المارينز ان الكثير من الشواهد والاحداث ثم تصويرها باشرطة فيديو كانت تعرض على العمال في نهاية يوم العمل. وفي تقرير لصحيفة 'التايمز' جاء فيه ان شركة بلاكووتر كانت كلمة قذرة في عقول العراقيين، خاصة ان حراس الشركة اصبحوا موضوع حقد وكراهية من العراقيين لان عرفوا بتصرفاتهم القاسية. ووصلت غطرسة الشركة الامنية ذروتها بمقتل المدنيين العراقيين مما ادى الى ردة فعل سلبية على كل الشركات الامنية العاملة في العراق والتي تجاوز عدد افرادها في بعض الاحيان اكثر من 100 الف متعهد. وعلى الرغم من رفض العراقيين للشركة الا انها واصلت العمل حيث غيرت اسمها الى 'اكس اي' وظلت تقدم الحراسة للدبلوماسيين الامريكيين حتى ايار (مايو) الماضي وستظل موجودة في العراق حتى الشهر القادم.
وكانت بلاكووتر اول شركة من نوعها في العراق بعد الغزو عام 2003 حيث حصلت على عقود من الحكومة الامريكية بالملايين، خاصة ان الحكومة الامريكية كانت راغبة بتخفيض التكلفة المالية للعملية العسكرية ولهذا تعاقدت مع شركات خاصة مثل بلاكووتر وهالبيرتون.
وفي السنوات الاولى من الغزو قام المقاتلون العراقيون باسر متعهدين من الشركة وقتلوهم وعلقوا جثثهم على جسر الفلوجة. وفي العادة يحمل حراس الشركة المسدسات والرشاشات ويضعون النظارات السود على اعينهم، ويخرجون للشوارع بسيارات محصنة بنوافذ مطلية. وبسبب هذا اصبحوا رمزا لكل ما هو احتلال وصاروا موضوع حنق وكراهية وخوف في الوقت نفسه. ولانهم كانوا يتمتعون بحصانة من القانون العراقي ـ حتى بداية العام الحالي ـ فقد كانوا يشهرون اسلحتهم على اية سيارة مدنية كانت تقترب منهم. وفي شهادة رقم واحد يتذكر حادثا انه كان مع قافلة توقفت كي تصلح عجلة وعندما مرت عربة مدنية بالقرب من الموكب اخذ احد الحراس باطلاق النار على الركاب. فيما قال الشاهد الاخر ان ذهاب العمال للعراق نظر اليه على انه رحلة لقتل العراقيين باعتباره رياضة او لعبة.
يذكر ان الشركة تتخذ من نورث كارولينا مركزا لها.


التاريخ: 08/08/2009