الكشف عن طلب أمريكي من بغداد لتأمين خروج آمن للأسد وطهران تخشى أن يُحاكم فيفضح اسرارها !!

 

أكد القيادي البارز في “ائتلاف دولة القانون” عزت الشهبندر لـ”السياسة” ان السيناريو الليبي الذي اودى بحياة معمر القذافي على ايدي الثوار الليبيين هو سيناريو مطروح في سورية خاصة ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يؤمن بتنفيذ السيناريو الذي جرى في تونس وفرض على رئيسها زين العابدين بن علي ترك السلطة من تلقاء نفسه.
وقال الشهبندر, أحد أبرز المقربين من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, وقد التقى الاسد مرتين خلال الازمة, ان الرئيس السوري شخص أناني وسيواصل القتال حتى النهاية ولذلك توجد ثلاثة خيارات وجميعها ستؤدي الى رحيله: الأول يتمثل باندلاع حرب اهلية اوسع من الحرب القائمة حالياً تتسبب في تقسيم سورية وبالتالي سيكون الاسد مجرد رئيس على منطقة جبلية في سورية, في اشارة ضمنية الى جبال مدينة اللاذقية التي تتواجد فيها غالبية علوية.
أما الخيار الثاني فيشمل وقوع ضربات جوية من حلف “الناتو” تؤدي الى تدمير قواته العسكرية بالكامل وحسم المعركة لصالح المعارضة, فيما يرتبط الخيار الثالث بنجاح المجتمع الدولي في تنظيم انتخابات نزيهة بإشراف عربي ودولي, بعد التوصل إلى تسوية, وستؤكد نتائجها ان الغالبية الساحقة من السوريين تؤيد رحيل الأسد.
واشار الشهبندر الى انه طرح على مسؤولين اميركيين السؤال التالي: لماذا لا تستخدم الولايات المتحدة نفوذها لكي يتم تنفيذ خيار الانتخابات الحرة في سورية ويرحل الاسد عن طريق صناديق الاقتراع? فكان جواب احد هذين المسؤولين ان نزاهة هذه الانتخابات ليست مضمونة.
في سياق متصل, كشف مصدر مطلع في كتلة “التحالف الشيعي” التي تقود الحكومة العراقية ل¯”السياسة” ان عواصم غربية طلبت من المالكي مطلع الشهر الحالي المساعدة في تنفيذ اقتراح بخروج آمن للأسد إذا قرر مغادرة سورية وترك السلطة.
ووفقاً لهذا التطور, بدأت بغداد وطهران للمرة الاولى في بحث السيناريوهات المحتملة لرحيل الاسد وان وفداً سياسياً مقرباً من المالكي ناقش هذا الملف مع أعلى مستويات القيادة في ايران.
وقال المصدر ان القيادتين العراقية والايرانية على يقين بأن تسليح المعارضة السورية سيتضاعف سواء بقرار معلن او بقرار سري وان الفترة المقبلة ستكون عصيبة على الاسد, مضيفاً ان امام الاسد سيناريوهين: إما ان يبقى في قصره الرئاسي في دمشق ويقاتل حتى الرمق الاخير مع الفين او ثلاثة آلاف من الحرس الجمهوري الموثوقين ومن ثم يقتل او يؤسر, وإما أن يغادر سورية الى ايران عبر الاجواء العراقية في المرحلة الاولى على ان يختار لاحقاً منفاه الدائم في روسيا او اي بلد آخر.
ولفت المصدر إلى ان بعض الدول الاقليمية يفضل ان يلاقي الاسد مصير القذافي أو صدام حسين بهدف ارسال رسالة سياسية قوية الى ايران والحكومة العراقية برئاسة المالكي بأن المحور السني المتنامي لن يسمح بوجود نفوذ ايراني في المنطقة بعد التخلص من الاسد.
واشار المصدر العراقي الشيعي الى ان القيادات الايرانية والعراقية, وبينها مراجع دينية في مدينتي النجف في العراق وقم في ايران, لديهم مخاوف من ان يلاقي الاسد مصير القذافي ولذلك هناك توجه عام لدى كل القيادات لإجبار الاسد على ترك سورية إذا ساءت الظروف الميدانية وتمكن الثوار من الاقتراب من منطقة القصر الجمهوري في دمشق, كاشفاً أن بغداد وطهران تتجهان لوضع خطة لتهريب الاسد إذا لزم الامر قبل ان يقتل او يحاكم.
واعتبر المصدر ان محاكمة الاسد كما جرى مع رئيس النظام العراقي السابق يمثل تطوراً سيئاً للغاية بالنسبة للقيادة الايرانية بسبب عمق وقوة العلاقة مع النظام السوري, وبالتالي ربما تكون هناك خشية في طهران من افتضاح بعض الاسرار الخطيرة التي تتعلق بالتعاون الامني والعسكري الستراتيجي بين ايران وسورية و”حزب الله”.
على صعيد آخر ألمح دبلوماسي أميركي إلى أن الفترة الثانية من رئاسة باراك أوباما ستشهد تغيرا واضحا حيال الأزمـة السورية.
وقال السفير الأميركي السابق في تركيا روس ويلسون أمس إن القراءة التي تصله تفيد بأن الإدارة تعتزم التخلي عن سياسة رد الفعل وأن تتبنى خطا مبادرا، والتنسيق بشكل فاعل ومختلف مع روسيا ودول الشرق الأوسط لتنحي الأسد وانتقال السلطة.
وحول احتمالات عمل عسكري ضد النظام السوري قال ويلسون “ليست المسألة خيارا بألا نفعل شيئا أو أن نرسل قوات المارينز، ففي المسافة بين الخيارين هناك وسائل أخرى”.
وقد أعلن المجلس العسكري في حلب تأييده للائتلاف الوطني بقيادة معاذ الخطيب وقرأ البيان قائد لوء التوحيد عبد القادر الصالح الذي أكد دعمه للائتلاف ما دام ملتزما بأهداف الثورة.

التاريخ: 24/11/2012